الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ساعدت السادات على الهروب من الإنجليز.. قصة تحية كاريوكا وتصديها لـ الاحتلال بـ بدلة رقص

صدى البلد

يوم 20 من سبتمبر من عام 1999 توفيت الفنانة والراقصة المصرية تحية كاريوكا عن عمر ناهز الـ 80 عاماً أثر تعرضها لجلطة رئوية حادة بعد عودتها من رحلة العمرة، بعد أكثر من ستين عاماً وهبت فيها حياتها للفن كانت مليئة بتراجيديا ومعاناة ونجاحات تحققت.


حيث ولدت بدوية محمد كريم علي السيد النيداني وهو الاسم الحقيقي لتحية كاريوكا، في 22 فبراير من عام 1919 بمدينة الإسماعيلية وعشقت الرقص والتمثيل منذ الصغر، وسافرت إلى القاهرة هربًا من تعذيب أخيها لها، وتعرفت على الراقصة سعاد محاسن والتي اكتشفت موهبتها، ثم ذهبت إلى بديعة مصابني بعد سفر الراقصة سعاد محاسن إلى الشام، وانضمت إلى فرقتها.

شهرتها

وبدأت حياتها السينمائية راقصة في فيلم الدكتور فرحات، عام 1935، وفي عام 1939 شاركت في فيلم أجنحة الصحراء، أول إنتاج وإخراج لأحمد سالم وبطولة حسين صدقي وراقية إبراهيم، وكان مازال اسمها تحية محمد، وبدأت شهرتها الحقيقية عام 1940 عندما قدمت رقصة الكاريوكا العالمية في أحد عروض الفرقة، وهي الرقصة التي التصقت بها بعد ذلك حتى لازمت اسمها فأصبح تحية كاريوكا.


117 فيلما سينمائيا

ولتحية كاريوكا رصيد فني كبير من الأعمال السينمائية والمسرح، حيث أسست فرقة مسرحية مع الفنان فايز حلاوة، وقدّمت المسرح السياسي الذي حمل اسمها، فيما بلغ رصيدها السينمائي 117 فيلمًا، منها فيلم الجراج، سوق النساء، نساء صعاليك، إسكندرية كمان وكمان، الوداع يا بونابرت، مين يقدر علي عزيزة، السكرية، السراب، شاطئ الغرام، طاقية الإخفاء.


نضالها الوطني

وكان لتحية كاريوكا نضال وطني مشرف، حيث اشتهرت كاريوكا بنشاطها السياسي والثوري منذ عام 1948 عندما ساعدت الفدائيين ضد الاحتلال الإنجليزي وهربت لهم السلاح بسيارتها الخاصة، وشاركت في المقاومة أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وأُلقي القبض عليها أكثر من مرة، واتُهمت بمحاولة قلب نظام الحكم.


كما قامت بمساعدة الرئيس الراحل أنور السادات في الهروب من الإنجليز، وحينما انتصرت مصر في حرب أكتوبر 1973، بدأت مرحلة جديدة وقدّمت أفلاما تُشير لمساوئ عصر جمال عبد الناصر، ففي عام 1975 أنتجت تحية فيلما للفنانة الشابة حينها ماجدة الخطيب، بعنوان زائر الفجر، وفي العام التالي قدمت فيلم الكرنك أمام سعاد حسني ونور الشريف وفريد شوقي، للمخرج علي بدرخان.


ساعدت السادات على الهروب من الإنجليز

وعقب ذلك قرر الرئيس السادات منحها جائزة في عيد الفن هي والفنان فريد شوقي، وحين صعدت تحية إلى منصة التكريم، صافحها الرئيس وأثنى عليها وعلى تاريخها الوطني المشرف، ومشوارها النضالي والفني.


ثم راح يذكرها بما قامت به معه قبيل انتهاء الحرب العالمية الثانية قائلاً: فاكرة يا تحية لما خبتيني عند أخواتك في إسماعيلية لما كنت هربان من السجن؟ .. أنت لسه فاكر يا ريس؟.. طبعًا دي أيام هايكتبها التاريخ عمري ما هانساها، مش عايزة حاجة؟ فيه حد مزعلك؟ لكِ أي طلب؟ أطلبي أي حاجة؟.


وتابعت تحية في لقاءها مع السادات: أشكرك يا ريس، هو بس فيه حاجة كنت عايزة أطلبها من سيادتك مش ليّا لكن لزينات صدقي، هي كبرت وما بقتش تشتغل ومريضة وبتمر بظروف قاسية أوي، يا ريت يا ريس تأمر لها بمعاش تقدر تعيش منه.. يتنفذ فورًا ويصرف لها معاش استثنائي، وعلى رغم من هذه العلاقة الوطيدة بينهما، إلا أنها كانت أول من عارضته بمجرد أن أفصح عن نيته في إبرام معاهدة سلام مع إسرائيل، وظل الخلاف قائمًا حتى اغتياله عام 1981.