الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الطلاق


الطلاق أساس كل المشاكل في مجتمعنا المصري ..بل يعد المفرخة الحقيقية لظاهرة أطفال الشوارع ووجود آلاف القضايا في محاكم الأسرة ومعاناة الكثير من النساء خاصة البسيطات منهن.

وللأسف ازدادت معدلات الطلاق مؤخرا لتتصدر مصر هذه المعدلات عربيا وأفريقيا وربما هذا ماجعل سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مؤتمر الشباب الماضي يوجه الحكومة والمجتمع المدني بالحد من تفاقم مشكلة الطلاق والتأكيد أهمية إنشاء مراكز لتأهيل الشباب المقبلين علي الزواج.

والكارثة أن إحصائيات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء تؤكد وجود 198000 حالة طلاق خلال عام 2017 بزيادة قدرها 3,2 عن عام 2016 ، فكل 100 حالة زواج هناك 44 حالة طلاق بمعدل كل دقيقتين ونصف حالة طلاق واحدة . بل أن نسبة الطلاق ارتفعت في السنتين الأخيرتين في مصر لتصبح مصر متصدرة الدول العربية وكذلك الدول الأفريقية في نسب الطلاق ليصبح لدينا مشكلة حقيقية يجب أن ننظر إليها بعين الاعتبار.

فعندما يكون لدينا بمصر 4,5 مليون مطلقة منهم مطلقات معيلات لأطفال ومنهم بدون أطفال فعلينا أن نقف لنتحدث عن مشاكل الزواج ولماذا يحدث الطلاق.

أعتقد أن هذه الأرقام تلزم الرجل والمرأة ألا يقبلا علي الزواج إلا عندما يكون كل منهما مؤهلا فكريا ونفسيا ومعنويا لهذه الخطوة ، ولا يتم التسرع في الاختيار وإنما يجب البحث عن التوافق الفكري والنفسي والمعنوي مع الآخر فكثير منا يتزوج لأن ميعاد الزواج قد حان.

أيضا من أهم المراحل مرحلة الخطوبة فهذه مرحلة الاختبارات والتوافق والتأكيد أن هناك صفات جوهرية قوية من مكونات الشخصية متشابهة أو قابلة للتوافق مع الطرف الأخر .. كما أن فترة الخطوبة فرصة للتعرف علي الصفات السيئة كالعصبية والبخل والكذب لدي الطرف الآخر التي تبقي ولن تتغير بعد الزواج مهما مر الزمن.


وإذا حدث الزواج وعند وجود أي مشكلة تحدث بين الزوجين هناك منهجية للتعامل معها فيجب أختيار الوقت المناسب لعرضها سواء من الرجل أو المرأة فليست كل الأوقات تصلح أن نتكلم فيها في المشاكل.

مع التأكيد علي قاعدة هامة يجب الالتزام بها وهي المرونة في التعامل فيبقي طرف يشد وطرف يرخي حتي يكون هناك استيعاب للمشكلة وقدرة علي حلها.

ثم أن فكرة التحدث أثناء المشكلة عن أسباب ليست حقيقية أسباب واهية للتنفيس تؤدي لتفاقم المشاكل ثم الطلاق فأعتقد أن أهم شيء أن يكون هناك مصارحة بين الطرفين فكل طرف يحدد ما هي الأمور التي تضايقه وتزعجه من الطرف الآخر .. يتحدث عنها بصراحة حتي لو كانت مشاكل في العلاقة الحميمة ففكرة التغاضي عن الرغبات يؤدي لازدياد المشكلة.

وأسلوب عرض المشكلة مهم جدا أيضا فعرضها بحدة وعصبية غير عرضها بهدوء فعند عرض المشكلة بعصبية تزداد الأمور تعقيدا وعند عرضها بهدوء يمكن السيطرة علي الطرف الآخر والنجاح في حل المشكلة.

وللطلاق أسباب كثيرة منها أن كل طرف من طرفي الزواج يهتم بكرامته ونفسه وعندما تحدث المناقشات والشد والجذب يحدث التباعد الفكري والنفسي فيتباعدان  نفسيا وفكريا والمشكلة التي من الممكن أن تحل في دقيقتين تتطور وتحل في ساعات وأيام وقد وتصل لخصام وهجر ثم طلاق.

وأيضا الملل والفتور العاطفي سبب آخر للطلاق فالأشياء الجديدة لها فرحة ورونق ينتهي فيحدث مايسمي بالملل والفتور العاطفي وعندما يستسلم الطرفان لهذه الحالة يحدث فقدان للمشاعر والأحاسيس ويلغي الاحتواء بين الطرفين.

وللأسف عندما يستسلم الطرفان لهذه الحالة تبعد المسافات ويحدث الطلاق.

المتخصصون يؤكدون أنه لتجنب الطلاق يجب أن يكون هناك تصالح مع النفس ومصارحة بين طرفي الزواج وكل طرف يتكلم مع الآخر عن احتياجاته ورغباته وميوله والتأكيد علي وجود الاحترام في العلاقة بين الطرفين فالاحترام إذا ذهب تظهر كل المشاكل.

وعلي الرجل والمرأة محاولة التغلب علي الروتين والملل اليومي باسترجاع ذكريات الحب التي كانت بينهما ومحاولة الذهاب الي أماكن جمعت بينهما في لحظات الحب وأيام الخطوبة الجميلة.

عليهما أن يتمسكا بحياتهما الزوجية جيدا بل ويصرا علي بذل الجهد حتي ينجحا فيها فكل طرف يجب أن يدرك أن هناك حقوق للطرف الآخر عليه أن يفهمها ويستوعبها ويراعيها ويعطيها له ويحترم شعوره وتفكيره وكل التفاصيل التي تخصه كما كان يحدث في فترة الخطوبة.

وأخيرا ودائما عليهما الاستعانة بالله والتقرب إليه والدعاء بأن يحفظ حياتهما ويباركها ويديمها بالحب والود والاحترام.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط