الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تغير أمريكي مبهم تجاه سوريا ؟!


في مقابلة مع قناة "سي بي إس" الأمريكية، أمس الأحد، قيَّمت المندوبة الدائمة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إيجابيًا الاتفاق بين روسيا وتركيا حول إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب السورية بحلول 15 أكتوبر المقبل.

وعلقت الدبلوماسية على الاتفاق المذكور قائلة: "أعتقد أنها خطوة في الاتجاه الصحيح".. وردا على سؤال عما إذا كانت تعتبر الاتفاق الروسي التركي انتصارًا للرئيس دونالد ترامب الذي حذر دمشق من "الهجوم المتهور على إدلب"، قائلة: "لا أظن أنه انتصار ما دمنا لا نرى حدوث ذلك بالفعل. كان هدفنا هو ضمان ألا تستخدم في إدلب الأسلحة الكيميائية، بل وألا تجرى فيها أي عمليات قتالية بالمرة".

وحول موقف روسيا والدول الأخرى التي تتحدث عن مسلحين في إدلب قالت المندوبة الأمريكية: "هناك حوالي 15 ألف إرهابي، لكن هناك أيضا 3 ملايين مدني. لذا فإن المسؤولية والحيطة التي لا بد من التحلي بهما لدى شن أي هجوم في إدلب هو أمر تعطيه الولايات أهمية بالغة".

وتابعت: "برأيي فإن أردوغان وبوتين التقيا كي يتخذا قرارا حول وقف إطلاق النار وعلينا التأكد من صموده. سنعرف ذلك في 15 أكتوبر والعالم كله يراقب".

كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أعلن يوم 17 سبتمبر، في أعقاب محادثات أجراها مع نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في مدينة سوتشي الروسية، أن الطرفين قررا إنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظة إدلب، عمقها 15-20 كلم، على امتداد خط التماس بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية بحلول 15 أكتوبر المقبل".

وأوضح بوتين أنه سيتم إخلاء المنطقة المنزوعة السلاح من كل الجماعات المسلحة المتطرفة، بما فيها "جبهة النصرة". وأضاف أنه من المقرر سحب الأسلحة الثقيلة والدبابات وراجمات الصواريخ ومدافع كل الجماعات المعارضة بحلول 10 أكتوبر المقبل، وذلك باقتراح من الرئيس التركي.

وأكد أن القوات التركية والشرطة العسكرية الروسية ستقومان بمهمة المراقبة في المنطقة.

تبقى إدلب، هي المنطقة الكبرى الوحيدة في سوريا التي لا تزال تحت سيطرة المجموعات المسلحة، ففي 2017 تم إعلانها منطقة لوقف التصعيد، حيث كان بإمكان المسلحين الذين رفضوا المصالحة مع السلطات أن ينتقلوا إليها مع عائلاتهم.

وحسب المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ففي إدلب قرابة 10 آلاف من مقاتلي تنظيمي "جبهة النصرة" و"القاعدة" الإرهابيين، فيما أن استعادة الجيش السوري السيطرة على إدلب ستعني انتهاء المواجهة العسكرية الأخيرة في البلاد.

المشهد الهزلي هنا هو أن المندوبة الأمريكية، نيكي هايلي، تقول إن هناك حوالي 15 ألف إرهابي.. فهل تناست أن هؤلاء الإرهابيين هم صناعة أمريكية، فمن إذن، يقوم بتمويلهم ويدربهم على السلاح الأمريكي، ولنا مع القاعدة مثال بات معروفًا لدى الصبية قبل الكبار، أم أن المندوبة تغافلنا، لنصدق!!

يتبقى سؤال، لماذا هذا التغير المبهم في التوجه الأمريكي نحو سوريا؟ وما الذي تخطط له أمريكا تجاه سوريا بعد هذا الاتفاق؟ وماذا بعد إنشاء هذه المنطقة منزوعة السلاح، هل ستترك أمريكا الأسد يعيش في سلام مع السوريين، أم ستقرر له مصيرًا آخر؟

من كل قلبي: هل الأمر سيتوقف عند هذه المنطقة أم أن الأمور سيتطرق لأبعد من ذلك؟!.. هذا ما ستكشفه لنا الأيام القادمة عما تخطط له الولايات المتحدة بالنسبة لمصير سوريا.. اللهم أخلف ظنوننا!
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط