قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كل ما تريد معرفته عن مترو الأنفاق بعد مرور 31 عاما على إنشائه.. جهد وعرق العاملين يسطر تاريخ أكبر مشروع نقل في الشرق الأوسط.. فيديو وصور

صدى البلد داخل محطة هليوبوليس
صدى البلد داخل محطة هليوبوليس
0|أحمد أبوشوشة

تحل علينا هذه الأيام الذكرى الـ ٣١ لإنشاء أول مترو أنفاق متكامل فى قارة إفريقيا والعالم العربى، حيث كانت مصر - ولا تزال - سباقة في إدخال مشروع مترو الانفاق.

أول خط مترو انفاق في القاهرة

في يوم 26 سبتمبر من عام 1987 تم افتتاح أول خط مترو أنفاق فى مصر فى مرحلته الأولى من الخط الأول "رمسيس - حلوان" بطول 29 كيلو مترا ، ولم يمر إلا عامان وتم افتتاح المرحلة الثانية من المشروع "رمسيس - المرج" بطول 14 كيلومترا، وتوالت بعد ذلك افتتاح المراحل الأخرى من هذا المشروع القومى العملاق مكونة شبكة واسعة النطاق ساهمت فى تقديم حل جذرى للزحام المروي في القاهرة والجيزة.

4 ملايين راكب يوميا

وينقل المترو حاليا ما يزيد على 4 ملايين مواطن يوميا، ويوفر الخدمة للركاب حوالى 8 آلاف عامل موزعين على 35 محطة فى الخط الأول، و20 محطة فى الخط الثاني، و10 محطات فى الخط الثالث.

ولا يزال مترو الأنفاق مشروعا قوميا يشار اليه بالبنان، كما أنه يعد معلما حضاريا على طريق التنمية فى مصر لما يقدمه من خدمة لنقل المواطنين وربط العاصمة ببعضها وتقليل التكدس المروري.

مشروع القطار الكهربي

تتزاوج تجربة المترو الناجحة في مصر مع مشروعات جديدة لا تقل أهمية عنه، وتعمل في نفس مجال خدماته، حيث يولى الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتماما خاصا بمشاريع المواصلات وتطوير وتجديد الطرق الصحراوية، وإنشاء طرق جديدة وتوسيعات لربط جميع محافظات مصر ببعضها ، مما يضمن سهولة التنقل وسلامة المواطنين.

وفي إطار نهضة الطرق والمواصلات، وقع الرئيس السيسى مع نظيره الصينى تشى جين بينج اتفاقية تنفيذ "مشروع القطار الكهربي" للربط بين مدينة العاشر من رمضان والعاصمة الإدارية الجديدة بمسافة تصل إلى 68 كيلومترا ، منها 61 كيلومترا سطحيا، و6.1 كيلومتر على كوبري، و700 متر نفقي ، وسوف يخدم هذا المشروع الجديد 340 ألف راكب يوميا، بتكلفة تصل إلى مليار و255 مليون دولار، ويتكون من 11 محطة.

ويهدف إلى خدمة التنمية في عدة مناطق سكنية وصناعية، من خلال الربط بين مدن السلام، والعبور، والمستقبل، والشروق، وبدر، والروبيكى، والعاشر من رمضان، وسيوفر القطار المكهرب 2.3 مليار جنيه سنويا من بند دعم الوقود ، وسيخفف الضغط عن محور طريق الإسماعيلية.

وكما كانت مصر سباقة في إدخال مترو الأنفاق والوطن العربي وقارة أفريقيا قاطبة ، سيحتل أيضا القطار الكهربي هذا القطار نفس المكانة ، وسيكون أحد أهم وسائل المواصلات فى مصر ، إلى جانب مترو الأنفاق الذى يعمل فى القاهرة فقط على مدى نحو 20 ساعة يوميا ، حيث تبدأ حركة قطاراته فى الساعة 5 ونصف صباحا ، وتنتهى آخر رحلاته اليومية فى الواحدة بعد منتصف الليل .

أهمية مترو الانفاق

على مدار الثلاثة عقود الماضية، أصبح مترو الأنفاق أكثر وسائل المواصلات سرعة في القاهرة المحروسة ، والوسيلة الأكثر شعبية لدى المصريين نظرا لسرعته ووصوله لمناطق مختلفة ، بالإضافة لانتظام حركة تقاطر قطاراته وتوافرها باستمرار دون توقف.

وفي ذكرى تأسيسه الـ ٣١، يشهد الآن المشروع اتساع شبكته لتشمل ثلاثة خطوط ، يمتد الأول منها من محطة المرج الجديدة حتى محطة حلوان بجنوب القاهرة، على مدى 35 محطة بمسافة حوالي 44 كيلومترا ، ويبلغ طول النفق 4.5 كيلومتر ، فيما يمتد الخط الثاني من محطة شبرا الخيمة في محافظة القليوبية إلى محطة المنيب بمحافظة الجيزة بطول حوالى 19 كيلومترا شاملة 20 محطة، والخط الثالث الذى تم تشغيل مرحلتين منه حتى الآن فيمتد من العتبة حتى محطة الأهرام بمصر الجديدة.

وجار العمل على قدم وساق لإنشاء الخط الرابع ليبدأ من حي الهرم ممتدا إلى مدخل مدينة 6 أكتوبر، والخط الخامس الذي من المقرر له أن يمتد من (المعادي إلى التجمع) ويلتقي مع الخط الأول، والخط السادس الذي من المقرر أن يمتد من الأميرية للتجمع.

فكرة انشاء المترو

تعود فكرة إنشاء مترو الأنفاق لعهد الملك فؤاد الأول، عندما أرسل إليه عامل مصلحة السكة الحديد المهندس سيد عبد الواحد أول اقتراح لعمل المترو، ولكن اقتراحه تم تجاهله من قبل الملك ليغلق ذلك الملف ويفتح مرة أخرى بعد نجاح ثورة يوليو وتولى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي طلب خبراء من فرنسا لإنشاء المترو، ووضع الخبراء الفرنسيون تصورا خاصا بإنشاء شبكة من مترو الأنفاق تتكون من خطين : الأول بين باب اللوق وترعة الإسماعيلية بطول 12 كم، والثاني من بولاق أبو العلا إلى القلعة بطول 5 كم، حيث كانت تلك المناطق تمثل آنذاك مواضع الزحام المتوقعة في المستقبل، ولم تكن الظروف الاقتصادية بعد حرب 1967 مناسبة لوضع مشروع مترو الأنفاق موضع الجد .

وفي 20 سبتمبر عام 1970 تم التصديق على إنشاء هيئة مترو الأنفاق في عهد الرئيس الراحل أنور السادات ، وتم تنفيذ المشروع وافتتاح مرحلته الأولى فى عام 1987.

وتتحرك جميع قطارات المترو بطاقة التيار الكهربائي المستمر الذي يستمده من الأسلاك المعلقة والقضبان الحديدية ، والذي يصلها من محطة الضغط العالي في طرة وتغذي المسافة من حلوان حتى رمسيس ، وهناك محطة أخرى في رمسيس تغذي الخط الأول بالكامل من حلوان إلى المرج، وهناك محطات تحويل احتياطية في كل محطة تعمل أوتوماتيكيا في حالة انقطاع التيار، وفي حالة الطوارئ تستخدم بطاريات تكفي لمدة ساعتين.

وفى عام 2012 وقعت مصر اتفاقا مع الاتحاد الأوروبي وفرنسا لتمويل بقيمة 940 مليون يورو لتمديد شبكة مترو القاهرة، وبهذا التمويل تكون فرنسا دفعت نصف قيمة التزاماتها المالية لمصر في قمة مبادرة دوفيل في فرنسا ، والتمويل عبارة عن قرض مدته 25 عاما بنسبة فائدة تقل عن 2%.

أكبر محطة مترو أنفاق في الشرق الأوسط

ولا يزال المترو يشهد عمليات تطوير كبرى، لإنجاز العديد من المراحل المختلفة، وكعادته يسطر العاملون في الهيئة القومية للانفاق التاريخ بحفر محطة هليوبوليس ، اكبر محطة مترو أنفاق في الشرق الأوسط، ليستمر "مترو القاهرة" سباق في الشرق الأوسط وأفريقيا.

فحينما تذهب إلى ميدان هليوبوليس، ستجد لافتات تتخلل ألواحا معدنية صفراء مدون عليها: "نأسف على الإزعاج"، جعلت الميدان يبدو وكأنه منطقة صناعية، تغير كل شيء، الشوارع، التقاطعات، إشارات المرور، حتى عدد من المباني اندثرت ملامحها، قد تشعر بالغضب نتيجة الزحام المروري الناجم عن ضيق الطريق، لكن سعادة المواطنين بالإنجاز الذي يحدث خلف الأسوار ينسيهم كل هذه المتاعب، فهنا محطة مترو "هليوبوليس" أكبر محطة مترو أنفاق في الشرق الأوسط.

محطة هليوبوليس

كل شيء على سطح محطة "هليوبوليس" يتسم بالسكون، حركة تكاد تكون منعدمة إلا من بعض العاملين المترجلين، مساحة شاسعة تبصرها بعد عبورك بوابة الدخول، تصل إلى 10 آلاف متر مسطح، طول المحطة يبلغ 225 مترا، وعرضها 20 مترا، مكونة من 3 طوابق تفصل بينهما سلم حديدي تستطيع من خلالها الوصل إلى أسفل نقطة بها.

في باطن المحطة، كل شيء يختلف عن سطحها تماما، ضجيج يهز أرجاء المكان، حركة لا تنتهي على مدار 24 ساعة، طقس حار، معدات ثقيلة، حديد، أسطوانات أكسجين ضخمة، ماكينات حفارات، لُحمة من الجدية ترسم أوجه المهندسين، الصنايعية، والعمال، الذين يقضون معظم أوقاتهم على عمق أكثر من 27 مترا تحت سطح الأرض، حيث صعوبة التنفس وارتفاع درجة الحرارة.