الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل نحن مؤهلون لفنون الحياة


من المتعارف عليه أن الشعب المصرى من أكثر الشعوب التى تسعى للحصول على مؤهل علمى عالى ، نحن شعب نتباهى بدخول أبنائنا كليات القمه والحصول على الدرجات العلميه العليا الماجستير والدكتوراة وغيرها من الدورات التدريبية، وهذا شئ جيد بكل تأكيد ، وأنا شخصيًا أحترم كل من يسعى لتطوير ذاته من خلال التعلم والبحث والسعى الى طريق المعرفة.

ولكن السؤال الذى يطرح نفسه بشدة هل نحن نمتلك حقًا فنون الحياة بالتعليم الذى نتلاقاه ؟ أم أن التعليم الذى نحصل عليه يفتح امامنا الطريق لاكتساب فنون التعامل مع الحياة التى نعيشها ؟ الأسئله التى أطرحها ليست أسئلة فلسفيه أو من باب الوجاهه الثقافيه لكتابة مقال يقراءة الأخرين من باب الثقافة والمعرفة.

بل هو سؤال هام لتحليل مضمون ما نتلاقاه فى مدارسنا وجامعاتنا من علوم مختلفه فى شتى نواحى العلم والمعرفه، ولكن عندما ننظر الى خريج الجامعه نجد أنه يحتاج الى تدريب مستمر لكى يتعامل مع الواقع العملى للمهنة التى يمتهنها مستقبلا او التى تقدم للحصول على فرصه بها ، أو المهنة التى يأمل فى العمل بها بعد تخرجه.

بل أجد ان الغالبية العظمى من العاملين بالجهاز الإدارى للدولة، يتعاملون مع الواقع العملى لوظيفتهم بحكم المروث الثقافى والأرث الأدارى الذى خلفه لهم من سبقهم فى مكان العمل قبل تخرجه على المعاش ، بل ويتعامل الغالبيه مع المشكلات والمواقف الأحداث فى أعمالهم بمنطق الفهلوه والمفهوميه ، دون أعمال للفهم والمنطق والنظم الحديثه سواء كانت الأداريه او الفنيه او التقنيه حسب مجال كل متخصص فى موقعه.
 
وأتعجب أننا نتجاهل تطوير عقول أبنائنا فى سنوات الدراسه الأولى من خلال مهارات التفكير الأبتكارى والتفكير الأبداعى والمناقشات والتعليم التفاعلى وبناء فريق العمل والخروج إلى المجتمع فى رحلات دراسيه للتعرف على مشكلات المجتمع وكيفية التعامل معها ، ورؤية الأبناء من خلال العصف الذهنى للتعامل مع حلول غير تقليديه للمشكلات المجتمعية.

كيف نعلم أبناءنا مواجهة الأزمات المختلفه والتعامل مع المخاطر والطوارىء التى تعترض سير حياتهم ، بداية من الوجود فى مكان معزول وكيفية التصرف و التعامل مع الحوادث المختلفه على الطرق الاسعافات الأوليه للمرضى ولانفسهم ، حماية أنفسهم من التحرش الجنسي او التعرض له، الاعتماد على النفس فى المواقف المختلفه التى يتعرض لها الأبناء فى بعض الأماكن.

تنمية المهارات والمواهب والذكاءات المتعددة لدى الأبناء السفر الى المجتمعات الصحراويه والزراعيه والساحلية من اجل أكتشاف تنوع البيئات، الذهاب الى المحميات الطبعيه والأماكن الأثاريه للتعرف على حضارة بلادهم وتاريخها العريق تنمية الهوايات والمهارات اليدوية، تنمية السلوك الأيجابى والحث الأخلاقى للوقايه من الأناماليه والامراض الأخلاقيه وعودة السلوك الحميد.

 كلها فنون من فنون الحياه لابد من تعلمها وأتقانها منذ سنوات التعليم الأولى حتى ننشئ جيل لديه معرفه وادوات للتعامل مع الواقع المعيشي للمجتمع الذى يعيش فيه.

التعليم وحده لايكفى لابد من اتقان فنون التعامل مع الحياة، بالمعرفة وكيفية الحصول عليها وبإتقان تطبيق أساليب وفنون التعايش نستطيع أن ننشئ جيل قادر على مواكبة التطورات الحياتيه والتعامل مع المواقف وتحدى الصعاب والاعتماد على الذات والتستقلالية السليمة.. وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط