الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.جوزيف رامز يكتب: مصر وتوطيد الشراكة الصينية الإفريقية

دكتور جوزيف رامز
دكتور جوزيف رامز

حفل شهر سبتمبر ٢٠١٨ ونحن نشارف على نهايته بأداء دبلوماسي مصرى رفيع المستوى ومتنوع على كافة الأصعدة العربية والأفريقية والاقليمية والدولية..وحيث أنه اتسم بالظهور الواضح والنجاح الكبير للدبلوماسية المصرية المشرفة والتى حظيت باحترام العالم وتقديره.ولقد بدأ العمل الدبلوماسي المصرى المتميز بمشاركة الرئيس السيسى المتواصلة فى منتدى الصين وافريقيا..والذى أصبح من أكثر المنتديات الدولية حضورا ومشاركة،وبات العمل التنموى الصينى فى أفريقيا هو الأول بلا منازع على مستوى العالم بالأرقام والاحصائيات،وحتى من خلال النتائج الباهرة التى حققها المنتدى الأخير والتى بلا شك قد أثارت حفيظة الدول الغربية والتى راحت تكيل الاتهامات وتثير الشكوك حول جدوى هذا المنتدى وقوة فعاليته.
كذا-فان الصين باتت تعول كثيرا على قوة وفعالية الحضور المصرى وأهميته،فمصر كانت ولاتزال الشريك الأول والأقوى للصين على المستوى الأفريقى بالأرقام والاحصائيات أيضا..بل أنها البوابة التى تنفذ منها ولا تزال السلع والمنتجات الصينية وكذا الخبرات والقدرات الصينية لأنحاء القارة.. ولقد أضيف بلا شك للمشاركة والمقترحات المصرية الايجابية لفعاليات المنتدى أيضا اللقاءات الثنائية التى عقدها الرئيس مع العديد من المشاركين فيه وكان فى رأيى من أهمها بجانب لقاءه مع القيادات الصينية لقاءه مع كل من :رئيس الوزراء الاثيوبى"أبى أحمد"،وكذا رئيس جنوب السودان"سلفا كير"والرئيسين-السودانى-والصومالى-وما يمثله ضرورة التشاور مع هذه-الدول-المجاورة-لمصر- للتواصل والتنسيق المستمر سواء فى اطار قضية المياه واستمرار التشاور والمتابعة-الدائمة-حول أزمة-سد النهضة أو حول تأمين المصالح المصرية فى الجنوب والعمق الأفريقى خاصة فى القرن الأفريقى وحوض نهر النيل-وامتداد-مصر-وعمقهاالجنوبى-بالغ-الأهمية

مضمون كلمة الرئيس السيسي في منتدى "الصين - أفريقيا" 04-09-2018 أشار-الرئيس-الى ما تم بذله من جهد دؤوب خلال السنوات الماضية لتوطيد الشراكة الأفريقية الصينية، وهوما جعل هذا المنتدى علامة بارزة وأحد أهم الشراكات الأفريقية الاستراتيجية.حيث أضحى منتدى التعاون الصينى-مع- أفريقيا مثالا يُحتذى به، للتعاون الفعال والبنّاء بين الدول النامية، ونموذجا فاعلا لأُطر التعاون الأفريقي متعددة الأطراف؛ كان-من-أبرزها النجاح المتحقق في تنفيذ خطة العمل المشترك الصادرة عن قمة جوهانسبرج، والتي حددت آفاق التعاون المشترك في الفترة من 2016 إلى 2018، ومشيرا-الى- خطة العمل الجديدة والطموحة للسنوات الثلاث القادمة، والتى-تتطرق إلى مختلف مجالات التنمية، والتغلب على تحديات العصر، استنادًا إلى حزم من الحلول المبتكرة، التي تتناسب مع المعطيات المعاصرة وإمكانات شعوبنا وثرواتها البشرية، وتقوم على الربط بين مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، وأجندة أفريقيا التنموية 2063

وأوضح-الرئيس-أن- مصر اهتمت-دوما بتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول الناميةهذا بجانب تنسيق مواقف الدول النامية على الصعيد الدولي في العديد من الملفات المحورية، مثل ترسيخ مبدأ الملكية الوطنية لبرامج التنمية، في إطار مفاوضات إصلاح منظومة تمويل التنمية الأممية، فضلا عن تأييد الصين الثابت للموقف الأفريقي الموحد بالنسبة لإصلاح مجلس الأمن وفقًا لتوافق "أوزليني" ومُخرجات قمة "سرت"، وإزالة الظلم التاريخي الواقع على الدول الأفريقية.ولقد أوضح الرئيس العناصر الرئيسية ضمن أجندة أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي في 2019,وهى: تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الأفريقية، وتطوير البنية التحتية القارية، وتعزيز حرية التجارة في إطار اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية، وتطوير المنظومة الاقتصادية الأفريقية وتنويعها، وتعزيز المنظومة الصناعية-وفي هذا الإطار، تقدم مصر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للعالم كمركز لوجيستي واقتصادي، يسهم بفاعلية في تطوير حركة الملاحة الدولية، ويعزز من حرية التجارة العالمية، ويفتح آفاقا استثمارية رحبة في مجالات النقل والطاقة والبينة التحتية والخدمات التجارية، ليكون محور قناة السويس رابطًا تجاريًا واقتصاديا وإنسانيًا، يتكامل مع مبادرة "الحزام والطريق"، ويربطها بأفريقيا.

فعاليات منتدى الصين - أفريقيا بمشاركة الرئيس السيسي:

وافتتحت الإثنين 2-9 قمة بكين 2018 لمنتدى التعاون الصينى - أفريقيا (فوكاك) فى قاعة الشعب الكبرى بالعاصمة الصينية (بكين)، وذلك بمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى وعدد كبير من القادة الأفارقة والسكرتير العام للأمم المتحدة ورئيس المفوضية الأفريقية و27 منظمة دولية وأفريقية.ولقد أتت قمة هذا العام تحت عنوان "الصين وأفريقيا: نحو مجتمع أقوى ومصير مشترك من خلال التعاون المربح للجميع".

وكانت وزارة التجارة الصينية قد أعلنت فى وقت سابق أن الصين حافظت على موقعها كأكبر شريك تجارى لأفريقيا لتسعة أعوام متتالية، وأن الخطط العشر الكبرى للتعاون بين الصين وأفريقيا التى تم الإعلان عنها فى قمة جوهانسبرج لمنتدى التعاون الصينى - الأفريقى عام 2015 تم تنفيذها بالكامل.وتظهر إحصاءات وزارة التجارة الصينية ارتفاع التجارة الثنائية بين الصين وأفريقيا فى النصف الأول من 2018 بنسبة 16% على أساس سنوى لتصل إلى 98.8 مليار دولار أمريكى، فيما بلغ متوسط الاستثمار المباشر السنوى للصين فى أفريقيا خلال السنوات الثلاث الماضية، ما يقرب من 3 مليارات دولار، فضلا عن تحسن البنية التحتية فى أفريقيا بفضل خطط التعاون التى يتوقع أن تحقق للقارة طرقا سريعة بطول 30 ألف كم، وطاقة موانىء تبلغ 85 مليون طن كل عام، وأكثر من 9 ملايين طن يوميا من قدرة تنظيف المياه، وقدرة توليد ما يقرب من 20 ألف ميجاوات من الطاقة، وكذلك توفير ما يقرب من 900 ألف وظيفة.

نتائج-زيارة-الرئيس-للصين

وبحسب تقرير مناخ الاستثمار في الدول العربية لعام 2017 والصادر عن المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، بلغ إجمالي استثمارات المشروعات الصينية الواردة إلى مصر لعام 2016، حوالي 22.5 مليار دولار.وتعد الصين أكبر شريك تجاري لمصر، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين، والذي يميل بشكل كبير لصالح الصين، حوالي 11 مليار دولار خلال عام 2016.وتعتبر مصر ثالث أكبر شريك تجاري للصين في أفريقيا.وخلال الفترة من يناير إلى يوليو بلغ حجم التجارة الثنائية بين الصين ومصر 6.098 مليار دولار أمريكي، وفقا لبيانات نشرتها إدارة الجمارك الصينية مؤخرا.وأفادت البيانات التي نشرتها الجمارك الصينية، بأن الصادرات الصينية إلى مصر انخفضت بنسبة 20.05% على أساس سنوي لتصل إلى 5.336 مليار دولار أمريكي في الأشهر السبعة الماضية من 2017.بينما ارتفعت الواردات الصينية من مصر بنسبة 311.22% لتصل إلى 762 مليون دولار أمريكي.فيما بلغ الفائض التجاري الصيني 4.574 مليار دولار أمريكي بتراجع 29.51%.

وتشمل أهم المشروعات التي تشهد تعاونا بين مصر والصين، المنطقة الصناعية الصينية "تيدا" بمنطقة خليج السويس، إلى جانب استثمارات بترولية لشركة سينوبك الصينية بالصحراء الغربية.فضلا عن استثمارات الصين في الحي الحكومي بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة..وتصل استثمارات مشروع القطار الكهربائي إلى 1.26 مليار دولار منها 739 مليون دولار مقدمة من الجانب الصيني على هيئة قرض يسدد على 20 سنة.ويساهم بنك التصدير والاستيراد الصيني في تمويل وتنفيذ العديد من المشروعات القومية التنموية بمختلف القطاعات في مصر منها الكهرباء والنقل والموانئ، وفقا لوزارة الاستثمار والتعاون الدولي.كما عقد البنك المركزي المصري اتفاقية لمبادلة العملات مع نظيره الصيني، في ديسمبر الماضي، بمبلغ إجمالي 18 مليار يوان صيني مقابل ما يعادله بالجنيه المصري.

أيضا فان من أهم ما شهدته الزيارة، اجتماع الرئيس السيسي مع رؤساء كبرى الشركات الصينية العاملة فى مصر، حيث أكد الرئيس السيسى عمق ومتانة العلاقات الاستراتيجية التى تجمع مصر والصين، كما أكد الرئيس حرصه على لقاء كبار رجال الأعمال والاقتصاد والمال الصينيين، بهدف تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، وتنمية الاستثمارات المشتركة للاستفادة من الفرص المتاحة، وزيادة الاستثمارات الصينية في مصر، مشيدًا فى هذا الإطار بتجربة الصين التنموية في منطقة شرق آسيا.

وفى اطار التنوع الذى تنهجه الدبلوماسية المصرية وانفتاحها على العالم بأسره "شرقا وغربا"ومجمل الزيارات التى قام بها الرئيس السيسى للعديد من دول العالم بجانب لقاءاته واستقباله للفيف من قيادات وزعماء العالم،جاءت زيارته للبحرين-قل-اطلاق-فعاليات-المنتدى-كقطر-عربى-شقيق-ثم-لاوزبكستان احدى جمهوريات الاتحاد السوفيتى السابق-الفاعلة--عقيه،وما يمكن أن تمثله وتعكسه العلاقات مع مثل هذه الدول بمصالح حقيقية على الدولة المصرية.