الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: الأصالة والتجديد في بحوث الإعلام العربية

صدى البلد

تعتبر صناعة الإعلام في العصر الحديث واحدة من أقوى البنيات الصناعية التي عرفها العالم و مصدر قوتها يكمن ليس فقط في تلك الأموال الهائلة التي تستثمر فيها ، بل أيضا في هذا التأثير الخطير الذي تلعبه على مستوى الأفراد و الجماعات و الحكومات و الأنظمة ناهيك عن التطورات المتلاحقة والتقنيات المعقدة التي تشهدها اليوم والتي تزيد من فاعليتها و شدة تأثيرها, ومن أجل هذا كان الاهتمام بدراسات وابحاث الاعلام في دول العالم المتقدم في اوربا وامريكا علي وجه التحديد منذ عقود عديدة ايمانا منها بعظم قوة وتأثير الاعلام في تطور المجتمعات ونحن في العالم العربي اكتفينا فقط بالترجمة لما يقوله الغرب من نظريات وأبحاث والنقل لنظريات وأفكار غربية تم طرحها في مجتمعات غير مجتمعاتنا تختلف في العادات والتقاليد ومستوى التقدم الاقتصادي والثقافي عنا !

وأصبح الواقع الإعلامي المصري والعربي في أبحاثه العلمية ودراساته يؤكد عدم رغبتنا في التجديد أو الابتكار لنظريات إعلامية تعبر عن هويتنا وشخصيتنا وأفكارنا وباتت الصورة النمطية السائدة تتمثل في هيمنة البحوث والدراسات الكمية والإحصاءات والأرقام وتحليل المضمون والتحليل الإحصائى لاستجابات المبحوثين أو القائمين بالاتصال على أسئلة استمارات البحث، وأحيانا ما يخضع التحليل والتفسير للمعطيات الرقمية الكمية التى تأتى أحيانا بلا معنى ولا طعم ، لأنها قد تعتمد على عينات غير ممثلة للمجتمع، وعلى أسئلة نمطية يجيب عنها المبحوث بطريقة سطحية أو بدون اكتراث،ولكن يتم قبولها كبحث علمي ويحصل الباحث علي تقديرات ومراتب عليا ! ومن هنا تلجأ أغلب البحوث والدراسات المصرية والعربية إلى عدد محدود من النظريات والنماذج المحدودة التى تفترض ثبات الواقع الاجتماعى والاقتصادى وتوازنه، وتبعية الإعلام لهذا التوازن الوظيفى، وضرورة أن يعمل من أجل الحفاظ عليه..!

وظهرت في الأفق بارقة أمل وشعاع مضيء للبحوث الاعلامية العربية من خلال "تيار الأصالة والتجديد في بحوث الإعلام العربية " الذي جاء يوم مولده في ختام المؤتمر العلمى الثالث للمعهد الدولى العالى للإعلام بالشروق تحت عنوان «نحو أجندة مستقبلية لبحوث الإعلام» الذي عقد برعاية الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي , وقد بلغ عدد أعضاء التيار خلال ساعات من تأسيسه ٤٠٠ أستاذ ومدرس وباحث فى الجامعات المصرية والعربية, والعدد في تزايد مستمر , ويستهدف التيار تبنى ودعم التجديد فى الأطر النظرية والمنهحية فى بحوث الإعلام والتحول من النمطية إلى التجديد والإبداع وصياغة أجندة مستقبلية لبحوث الإعلام..

ويستهدف هذا التيار ايضا تنمية قدرات الباحثين وتشجيعهم على ارتياد مجالات بحثية جديدة وإلزام الكليات والمعاهد والأقسام بتنفيذ خطط بحثية خمسية ملزمة للقيد بالماجستير والدكتوراه وبحوث الترقيات ورصد وتحليل الاجتهادات والإضافات المعرفية والنظرية والمنهجية في بحوث الإعلام وإصدار تقارير دورية وعقد سيمنار علمي دوري وورش عمل حول الاتجاهات الحديثة في الأطر النظرية والمنهحية, ولعلها المرة الأولى في الجامعات والأكاديميات المصرية التي تقوم بتدريس الإعلام لتأسيس تيار بحثي جديد من خلال عدد من اساتذة الجامعة في كليات الاعلام بالجامعات والمعاهد المصرية واكاديميات و الباحثين والخبراء في مجال الاعلام في مصر والعالم العربي وفي مقدمتهم الاستاذ الدكتور محمد سعد عميد معهد الاعلام العالي الدولي بالشروق واستاذ ورئيس قسم الاعلام بالمنيا.

وبالفعل تم تقسيم الباحثين إلى مجموعات بحثية في كل مجالات الإعلام وتخصصاته، لكتابة تقارير كل ثلاثة أشهر عن حالة التخصص في هذا الفرع أو ذاك، بالإضافة إلى عقد سيمنارات وملتقيات علمية ومؤتمرات لبحث الموضوعات الجديدة في الإعلام، وكيف يمكن لبحوث الإعلام أن تكون ظهيرا أكاديميا للدولة المصرية.

إن تأسيس هذا التيار البحثي الجديد يستهدف تنمية قدرات الباحثين وتشجيعهم على ارتياد مجالات بحثية جديدة، وإلزام الكليات والمعاهد والأقسام بتنفيذ خطط بحثية خمسية ملزمة للقيد بالماجستير والدكتوراه وبحوث الترقيات، كما أنه يهدف أيضا إلى رصد وتحليل الاجتهادات والإضافات المعرفية والنظرية والمنهجية في بحوث الإعلام وإصدار تقارير دورية وعقد ملتقى علمي دوري وورش عمل حول الاتجاهات الحديثة في الأطر النظرية والمنهجية.

وكانت باكورة نشاط تيار الأصالة والتجديد اعداد قاعدة بيانات إلكترونية لرسائل الماجستير والدكتوراه والبحوث المنشورة في الدوريات والمؤتمرات العلمية تمهيدا لتصنيفها وتحليلها وتحديد الفجوات البحثية وصياغة أجندة بحثية مستقبلية تطرح للنقاش والحوار العلمى فى عدد من السيمنارات العلمية فى كليات وأقسام الإعلام.كما تم اتخاذ مقر للتيار في وسط القاهرة لكي يستطيع الباحثين الوصول اليه والمشاركة في فعالياته البحثية دون عناء السفر.

وكما قال أمير الشعراء احمد بك شوقي :"بالعلم والمال يبني الناس ملكهم لا يبني ملك علي جهلا وإقلال". فهذا التيار البحثي الذي ولد قويا في مجال بحوث الاعلام العربية , ربما يكون نواة لتيارات اخري في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والوحدة العربية بعد ذلك!