العميل 1001.. موشى رافى.. عمرو طلبة، كلها أسماء لبطل واحد من أبطال حرب أكتوبر الحقيقيين أنجبته مصر، ويعد أحد وأهم ملف داخل أدراج المخابرات المصرية.

بدأت العملية عام 1969، عقب «نكسة يونيو»، حين فكرت المخابرات المصرية بزرع العديد من الشباب داخل المجتمع الإسرائيلي.
كان الهدف من العملية الحصول على معلومات عن الجيش والمجتمع الإسرائيلي، وكان رمزه الكودي في المخابرات المصرية 1001.
انتحل شخصية شاب يهودي اسمه موشي زكي رافئ، توفى في مستشفى «المبرة» في طنطا، ولم يستدل على أهله لإبلاغهم بخبر وفاته، فاستغلت المخابرات المصرية الأمر.

تدرب على أجهزة اللاسلكي، وأخذ الكثير من الاختبارات من أجل إجادة اللغة العبرية.
تم اختيار «عمرو» للمهمة، وترك والده ووالدته وخطيبته بحجة أنه مسافر إلى بعثة عسكرية في موسكو، ولكنه اتجه إلى اليونان من أجل بدء العملية بالاتفاق مع جهاز المخابرات المصري.
في اليونان تظاهر بأنه يبحث عن عمل، وتعرف على بحار يهودي الديانة، سهل له العمل على نفس السفينة التي كان يعمل بها، ثم عرض عليه تقديم طلب هجرة إلى إسرائيل.
تظاهر «عمرو» بأنه شاب يهودي يحلم بالهجرة إلى «أرض الميعاد» إسرائيل، وأنه يريد السفر إلى «جنة الله على الأرض»، كما كان يقول اليهود في ذلك الوقت.
يقدم «عمرو» طلبًا
للهجرة، لكنه يتعرض للمضايقات والعقبات في سبيل الموافقة على الطلب، ثم يأخذ
الموافقة.

قضى وقتًا داخل معسكرات المهاجرين، وهناك تم تعليمه اللغة العبرية بشكل أوسع، حتى يستطيع التعايش في المجتمع الإسرائيلي.
داخل المعسكر تعرف «عمرو» على رجل عجوز، ساعده وأعطاه عنوانا قريبا له يعيش في القدس، من أجل توفير العمل له.
بدأ العمل داخل إسرائيل في مستشفى، واستطاع التقرب من أحد الأطباء بها، والتظاهر بأنه شخص خدوم، ما جعل الطبيب يساعده، ويعرض عليه الإقامه معه، ثم نقله معه إلى مستشفى جديد في تل أبيب.
عمل داخل مكتبة، واستغل وسامته ولباقته وحسن مظهره في السيطرة على مشاعر صاحبة المكتبة العجوز.

استطاع إرسال الكثير من المعلومات، توصف بأنها «شديد الخطورة والأهمية»، إلى القيادة المصرية، وساهمت تلك المعلومات بشكل كبير في حرب أكتوبر 1973.
أبلغ القيادة المصرية بالكثير من المعلومات عن موقع الرادارات ومنصات الصواريخ الإسرائيلية والكتائب.
أصدرت المخابرات
المصرية له أمرًا بافتعال مشكلة مع «سوناتا»، كي تغضب وتستغل نفوذها وتحاول إبعاده
ونقله إلى سيناء، مركز الحرب، والمكان الذي تتوافر فيه المعلومات الأكثر أهمية.

فعلت «سوناتا» ما أملته القيادة في مصر، وغضبت كثيرًا واستغلت نفوذها، وتم نقله إلى سيناء، وأرسل في تلك الفترة المعلومات الأكثر خطورة وحساسية، وأبلغ القيادة عن مواقع الرادارات والصواريخ المضادة للطائرات، بالإضافة إلى أماكن الكتائب الإسرائيلية، ومخازن الذخيرة.
في 6 أكتوبر 1973، قامت حرب أكتوبر، وانهار معها العديد من التحصينات الإسرائيلية، وتم نقل الكتيبة التي يعمل بها عمرو طلبة إلى خط المواجهة، وكان يرسل برقيات إلى المخابرات المصرية بشكل منتظم، في الأيام التي سبقت الحرب.
في الساعة الثانية إلا 10 دقائق ظهر 6 أكتوبر 1973، تلقى «العميل 1001» برقية تخبره فيها المخابرات بضرورة إنهاء عمله والتوجه إلى المبنى الخشبي الموجود به القافلة الطبية في «أم مرجم»، وأعطت المخابرات أمرًا للطيارين بعدم قصف المنطقة الطبية مهما كانت الأسباب.
عندما استقبل البرقية علم أن الحرب ستبدأ ورفض الانصياع لأوامر القيادة المصرية، لإدراكه أنه سيكون مفيدا للغاية في ذلك الوقت بالنسبة للوضع المصري.
استطاع الحصول على جهاز إرسال صوتي، وقام بضبطه على موجة القيادة، واستطاعت المخابرات من خلاله الحصول على كم هائل من المعلومات.
أرسل العديد من البرقيات بشكل واضح وسريع ومباشر، وفي الساعة 2:35 دقيقة ظهرًا، بعث ببرقية بها نتائج قصف غرفة العمليات الإسرائيلية.
أعادت
المخابرات سؤاله عن مكانه، وطلبت منه المغادرة فورًا وبأقصى سرعة، فأرسل برقية قال
فيها إن فرقته تلقت أمرًا بالانتقال إلى منطقة القنطرة شرق، وقال إنه سيرسل برقيات
أخرى بالتفاصيل.
بعد اقتحام الجيش المصريخط بارليف فى حرب أكتوبر، فوجئ الجنود والضباط المصريون المتواجدونفى خط بارليف بزيارة قائد عسكري مصري بارز ووفد مرافق له إلى موقعهم.
وأخذوا يبحثون بين جثث اليهود حتى وجدوا ما يريدوه؛ جثة الجنديالشهيد المصري موشى رافى، انتشلواالجثة ولفوها بعلم مصر وقرأوا عليها الفاتحة ثم نقلوها إلى القاهرة.
تم تقديم قصته في مسلسل بعنوان «العميل 1001»، من بطولة مصطفى
شعبان، ونور، ونيللي كريم، ويوسف الشريف، وهيدي كرم.