الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البقاء على الحب


نتزوج وتمضي الأيام ونرى الحب يفر من بين أيدينا.. ونجد كلا منا وقد اختلفت ميوله وأفكاره عن الآخر، ونبتعد لنجد أنفسنا وقد أصبحنا داخل علاقة الزواج وكأن كل منا لا يعرف الآخر .. ونصبح غرباء تحت سقف واحد .

وما يحدث أننا بعد الزواج نكبر وأفكارنا تتغير وشخصياتنا تنضج أكثر وتصبح المشكلة في هذه الفترة أن كل طرف يعتقد انه فهم الآخر ويتخيل انه يتدرج ويتطور معه ذات التطور وفي ذات الاتجاه ، ولكن ما يحدث أحيانا أنه أثناء العشرة يظل الزوج والزوجة يعاملان بعضهما على تفاصيلهما القديمة التي يعرفانها عن بعضهما ولا يأخذان في اعتبارهما أن هناك تطورا أو نضجا حدث في شخصية الآخر، وأن كل طرف من طرفي الزواج قد يتغير في اتجاه مختلف..

فبعد فترة يشعران أنهما أغراب عن بعضهما وأن ما كان يتم تقديمه للآخر في السنوات الأولي للزواج لم يعد يفرحه ولا يسعده ،كما أن التعود علي الآخر يحدث فتورا فكل طرف عرف الآخر وحفظه ولم يعد هناك مفاجأة في العلاقة فيتسرب الملل والفتور بدون أن ندري .

ولو الزوج والزوجة لم يلتقطا ذلك وكانا علي تواصل وتحدثا مع بعضهما صراحة منذ البداية نأتي بعد فترة ونجد الخلافات قد ازدادت وان الحب قد انتهي .

وأحيانا نجد أزواجا كثيرين لا يستطيعون استيعاب ذلك فينتهي الحب بينهم دون أن يشعروا، ويصبح كل منهم كالبالون المنفوخ ينفجر في أي لحظة.

القضية أن المرأة تمر بسن اليأس و تكون في الغالب في هذه الفترة جدة وأمًا وتهتم بالتغييرات الهرمونية التي تحدث لها في هذه الفترة من انقطاع الدورة أو لخبطتها فيجعلها هذا ترى الأمور بشكل مختلف .

وبعض السيدات أيضا يشعرن وأحيانا لا يتبقي لديهن رغبات ولا اهتمامات مشاعرية أو مشاعر عاطفية وانما كل اهتماماتهن تنحصر في الأولاد وإثبات الذات وخاصة لو انه لايوجد انسجام عاطفي بينها وبين زوجها منذ البداية .

أما الرجل فقد يكون لديه مشاكل أزمة منتصف العمر . فيكون حساسا جدا ومشاعره زائدة ويبدأ في التوتر نتيجة أن قدراته أو رغباته تقل ويجعل هذا لديه رد فعل عكسيا وفي الغالب أذا لم تستوعب زوجته هذا تحدث المشاكل ويذهب هو ليتزوج بأخرى صغيرة وخاصة لو لديه بعض الأمراض رغبة منه في إنكار طبيعة المرحلة .

خبراء العلاقات الأسرية يؤكدون أن هذه الفترة حرجة حيث إن الزوج والزوجة يقومان بعمل مراجعة لكل الحياة السابقة ويركزان علي الأمور التي وقعت منهما في محاولة لتعويضها .

ولتخطي كل المشاكل السابقة علينا أن نتعلم أن نصارح بعض وأن بين الزوج والزوجة لا يوجد احراج في التحدث في أي شيء وكل شيء بشكل محدد وواضح وصريح بدون مواربة فهناك بعض النساء يبقين سنوات ولديهن مشاكل في العلاقة الحميمة وأنها لا تشبع أي رغبات لديهن وأحيانا يعبرن عن هذا بهجوم شديد علي الرجل .

ما يجب أن نعرفه وكما يؤكد علماء النفس أن الاستمتاع للرجل والمرأة في هذه الفترة ليس في أداء العلاقة الحميمية وإنما في المشاعر والاهتمام الذي يكون حول العلاقة والود والمودة والرحمة والمداعبات حتي لو لم توجد قدرة علي الأداء فهذا يطمئن الرجل ولا يجعله يقلق من صورته أمام زوجته والمرأة أيضا لاتكون قلقة من فكرة كبر السن و تخليها عن قدر من جمالها .

أي أنه يكون هناك درجة من الاستمتاع مختلفة عن تلك التي تعودنا عليها في العشرينيات والثلاثينيات .

وهنا تظهر مشاعر أخري وتأخد العلاقة شكلا مغايرا فلو لدينا قدرة أننا نمارس حتي العلاقة الحميمة لا تكون بالشكل الذي تعودنا عليه في الصغر ولكنها تكون مناسبة لقدراتنا وتكون ممتعة للطرفين .

علينا أن نعرف أن للحب أشكالا كثيرة وطالما أننا نعيش سويا فنحن نحب بعضنا لكن شكل الحب قد يختلف من مرحلة لأخري ولو هناك طرف لم يفهم شكل الحب المختلف الجديد أو كان شكل هذا الحب غير مناسب للطرف الأخر هنا تحدث المشكلة .

فالحب أيام الخطوبة كلام ومشاعر وبعد الزواج تحدث العلاقة الحميمة فيقل الكلام فيبدأ الرجل والمرأة في الشكوى من ضياع الحب وعدم الاهتمام.

الحب موجود ولكن أخذ شكلا مغايرا فالمرأة عندما تهتم بالأولاد والبيت هذا نوع من أنواع الحب والزوج عندما يعمل في أكثر من مكان ليغطي احتياجات البيت والأولاد هذا شكل من أشكال الحب .

وحتي أحافظ علي علاقتي بالطرف الأخر يجب أن اعرف كل أنواع الحب وأقبلها وفي نفس الوقت نفكر بعض بالأنواع الأخري التي وقعت منا مع ضغوط الحياة .

علينا كلنا أن نعرف أنفسنا .. نتحاور مع بعضنا نشتكي عن أسباب اختلافنا نتعرف علي طبيعة المرحلة لكل طرف منا حتي لا يفر الحب من بين أيدينا ونصبح أغرابا دون أن ندري .
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط