الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

التنمر الذكوري


حكايتي عن بهية المصرية التي أحيانا تعاني التنمر الذكوري في حياتها.
والتنمر هو استقواء شخص علي آخر بشكل متكرر ومتعمد وفي الغالب يكون المتنمر اقوي من المتنمر به.

والمتابع لما يدور حولنا في المجتمع يلاحظ بعض حالات التنمر الذكوري ضد النساء .. فنجد مثلًا على وسائل التواصل الاجتماعي حوارات يلاحظ فيها تفشي السوقية والحدة في الرد والإساءة والإيذاء والنيل من جنس النساء بقصد التقليل من شأنهن وإحباطهن.

وأحيانا أخرى نرى رجلًا يتحرش بفتاة ويتعدى بالسب والألفاظ النابية عليها بطريقة تصل إلى حد القذف والطعن في أخلاقها بلا مبرر بل قد تكون هذه المرة الأولى التي يراها على الإطلاق.  

وهذا في نظري مرجعه وضع المرأة والنظرة التي ينظر بها بعض الرجال إليها.

فهم يريدون دائما تصنيفها على أنها الطرف الأضعف الأقل حقًا في الحرية والاختيار والتعبير.

وربما كان ذلك بسبب الثقافة القبلية القديمة التي تعتبر المرأة من ممتلكات الرجل فهو حاميها ويتصرف حيالها كما يشاء وقتما يشاء وبالطريقة التي تروق له ، فله حق التحكم حتى في الطريقة التي تفكر بها والأسلوب الذي تتحدث به.
ومازال بعض الرجال لدينا يتنمرون تجاه النساء فيري الرجل المرأة جسدا بلا قلب وبلا عقل ، ولا يتحمل أن تخوض المرأة معه نقاشا ثقافيا حرا، أو أن تتفوق عليه في الحجة أو في المنزلة مهما كان تعليم أو ثقافة ذلك الرجل .
بل ويعتبر هذا انتقاصا من رجولته، فأحاديثه معها لا تخلو من السخرية باهتماماتها، والتلميح أو التصريح لها بأن البيت والمطبخ وتربية الأولاد أولي بها .
ويستمر بتذكيرها بنقص العقل والدين دون أن يعرف المعنى الصحيح للحديث الشريف.
ومع الأسف إن أسلوب تربية النساء لأولادهن الذكور يعزز تلك الثقافة وينميها بتقديم حق الابن على البنت حتى لو كان يصغرها عمرا ، فيمارس التنمر الذكوري على أخواته ثم زوجته بعد أن يكبر وأحيانا على أمه أيضا
والكارثة أن بعض هذه الحالات من الذكور تكون مصاحبة بانحراف أخلاقي أو أمراض نفسية .
وما أريد أن أقوله أن علي المرأة أن تعي جيدا فكرة تنمر الذكور بالنساء بل وتحاربها بكل الطرق ولتكن البداية من إثبات ذاتها وإنسانيتها والشغل علي تنمية مهاراتها وثقافاتها والأهم أن تعلم ابنها كيف يحترم المرأة روحا وعقلا وجسدا
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط