الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حرية الاختيار والسلام النفسي


ما أجمل الحرية، وما أجمل أن يكون الإنسان حرا فى اختياراته مادام لايضر الأخرين أو يتعدى على حريتهم الشخصية، ما أجمل الحرية المسؤله ، الحريه النابعه عن إقتناع بأنك مسؤل عن أفكارك وعن سلوكك الذى يصدر منك ، حرية واعية تتسم بالنضج والعقلانيه وحرية الأختيار ما دمت لاتضر .

أدبيات علم النفس والفلاسفه تكلموا كثيرًا عن الفوائد النفسيه والذهنيه التى تعود على الشخص الحر ، فالحرية تخلق شخص مسؤل عن أفعاله شخص لديه القدره على الأبداع والتجديد وأيضًا الألتزام تجاه العمل الذى يقوم به مادام نابع من حرية وقناعه شخصية.

تتردد كثيرًا كلمة الحريه على أفواه العامه والطبقه المثقفه أو ما يطلق عليها النخبه ، ولكن السؤال الهام هل نحن مجتمع نعى كلمة الحريه ونسير نحو تحقيقها على مستوى الفرد ؟ هل يتم تربيتنا تربية تتسم بالحرية المرتبطه بالقواعد والأخلاق وأحترام القوانين والألتزام بها ؟
وأجد من خلال ملاحظاتى للعملاء الذين يترددون على طلب الأستشاره النفسيه والدعم والمساعده ، أن الغالبيه العظمى من العملاء طالبي الخدمه ينقصهم بشكل كبير حرية الأختيار ، القدره على الأعتماد على النفس ، وبالتالى يفتقدون الثقه فى أنفسهم ، وليس المقصود أن الحرية مرتبطه بالأضطراب النفسي أو السلوكى فقط ولكن هناك أشخاص نحتك بهم فى المجتمع ويتظاهرون بالتمتع بالحريه فى ظاهر الأمر ولكن الأغلبية يتمردون على القواعد والقوانين ظنن منهم أنها الحرية.

أرى أننا لو قمنا بعمل أستطلاع رأى ، للطلبه فى الجامعات كم طالب وطالبه كان لديهم الرغبه والحريه فى اختيار الكليه التى يدرسون بها ؟ والأمر لم يتوقف عند هذا الحد بل كم طالب دراسات عليا يقوم بدراسة الماجستير والدكتوراه رغبة وحبًا فى العلم والتطلع لخدمة المجتمع ؟ كم موظف سواء يعمل بالقطاع العام او الخاص كان لديه الحريه والرغبه فى إختيار المهنة التى يعمل بها ؟

بل تعدى الأمر الدراسه والمهنة ، وأصبح أسلوب الحياة ذات نفسه يتماشي وفقًا لرأى الأخرين ورغباتهم ، فأصبحنا نختار محل السكن حسب رأى الناس ، نوع العربيه ، ماركت الملابس ، نوعية الأكل.

أى نوع من الحرية هذا الذى يفرض عليك فرضًا فكر الأخرين وأرائهم ، أى نوع من الحرية يفرض عليك نوع الدراسه أو المهنة او حتى سن الزواج أو مكان السكن.

الحرية هى ان تكون حر ومسؤل عن أختياراتك ، هواياتك ، نوعية اكلك ، تفضيلاتك فى الحياه ، وأن تكون مسؤل عن نتائج تلك القرارات ، أن تعمل وتجتهد وتعتمد على ذاتك ، ويصبح الأخرين مدعمين لك بالخبرات وتبادل الأفكار.

فالمجتمعات التى تقوم بتربية النشئ على الحرية والأعتماد على النفس ، تخلق أجيال لديها حب ورغبة للمسؤليه ، أجيال تبدع فى اختيارها لنوعية ما تقوم بدراسته ، لديها هيكل وظيفى يتم وضع كل فرد من أفراده فى المكان المناسب لامكانياته العلميه والفنيه وموهبته وحبه وأتقانه لتلك المهنه التى تقدم لها حسب رغبته للعمل بها ، فالحرية تخلق مجتمع خلاق مجتمع لديه تصالح مع ذاته مجتمع لديه قبول للأخر ، مجتمع يحترم القواعد والنظم والقوانين لانها تسير وفقًا لاحترام حريته وتدعمها ، فيصبح هناك فكر فردى حر يخلق فكر جمعى خلاق وقادر على الإبداع والتطور والنمو..... وللحديث بقية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط