الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تاكسي الغرام


فى عام 1954 قدم لنا المخرج نيازي مصطفى فيلم (تاكسي الغرام)تأليف أبو السعود الإبياري بطولة المطرب عبد العزيز محمود والمطربة هدى سلطان اللذان قدما دويتو غنائي يحمل اسم الفيلم (يا تاكسى الغرام) كلمات خليل البنداري ولحن عبد العزيز محمود
يا تاكسي الغرام يا مقرب البعيد
يامسابق الحمام والسكة الحديد
لا لك جناحين ولا موتورين
يا تاكسي الغرام يا تاكسي الغرام
وسأتناول في السطور القادمة مأساة سائق التاكسي عندما يقع في الحب ويبدأ مشوار الارتباط بداية من الخطوبة وصولا إلى الزفاف.
نعم هي مأساة حقيقية، حيث يبدأ سائق التاكسي الشاب بعد إتمام الخطوبة في العمل الخاص لحساب العروسة وأهلها، وطبعا بدون أي مقابل مادي، وفي إحصائية قمت بعملها على عينة قوامها عشرة من سائقي التاكسي الشباب، أثبتت النتائج أن جميعهم هبط دخلهم اليومي بمقدار النصف على الأقل، حيث تحول كل سائق منهم إلى سائق خاص للعروسة وأهلها، فيبدأ أولا بالاهتمام بالعروسة نفسها، فيقوم بتوصيلها يوميا إلى الجامعة لتأخذ محاضراتها، ثم تتصل به بعد ساعات قليلة لتخبره أنها أنهت يومها فيأتي مسرعا ليأخذها إلى البيت، وحيث أن بيتها بعيدا عن الجامعة فعليه أن يتحمل الزحام وطول المسافة وحرق الأعصاب قبل حرق البنزين، ليس ذلك فحسب بل يجب أن يظل مبتسما طوال الطريق وألا يتوقف عن كلمات الغزل في المحبوبة التي أصبحت بصورة أو بأخرى مصدرا من مصادر تدهور حالته المادية..

وحينما يأتي يوم الخميس الذي يسميه بعض سائقي التاكسي (الخميس الأسود) عليه أن يذهب ليأخذ العروسة وأختها الصغيرة المملة جدافي نزهة نيلية حيث أنه لابد وأن يخرج مع العروسة الحسناء في (فسحة الخميس) بما تتضمنه هذه الفسحة من مشروبات فاخرة وشيكولاتة من الحجم الكبير لها ولأختها فضلا عن القليل من المسليات مثل الفشار وغزل البنات والأيس كريم والذرة وقليلا من البطاطا الساخنة، وربما تبوح الطفلة الصغيرة المملة (أخت العروسة) بأنها جائعة مما يضطر العريس السائق المسكين إلى الوقوف بالتاكسي أما أحد محلات الشاورما السوري، نهاية الأمر أن العريس قد أنفق في هذه الفسحة البائسة ما يزيد عن ثلاثمائة جنيها، ولم يذهبوا إلى السينما أو المسرح أو أحد المطاعم الفخمة، كل ذلك يهون ولكن ما لا يستطيع العريس نسيانه أو التغاضي عنه هو الحسرة على كم الزبائن الهائل الذي قابله السائق الحزين في طريقة في هذه الليلة وكأنما اصطفوا جميعا أمام التاكسي الخاص به ليزيدوه حسرة ونقمة على العروس وعلى أهلها.
وأما عن المشاوير الخاصة بأهل العروس، ماما عايزة تروح لخالتي في المنيب، وبابا عاوز يزور عمي في الخصوص وعاوزين نودي فاتن أختي للدكتور في المرج، حدث ولا حرج.
وفي النهاية هل من المفروض أن يستمر العريس المسكين في هذا الوضع طوال فترة الخطوبة التي قد تصل إلى ثلاث سنوات أو تزيد، أرجو أن ترحموا سائق تاكسي الغرام....... دُمتم بحب وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط