قال الشيخ عبدالمحسن القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن من أهم الأسباب الجالبة لانشراح الصدر، هي الإيمان والعمل الصالح وبهما صلاح القلب والجوارح واستقامة الظاهر والباطن، حيث إن العلم بالله وأسمائه وصفاته وتوحيده سبحانه بالعبادة.
وأضاف القاسم، فى خطبته، أن الله تعالى قال "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً"، ولا شيء أشرح لصدر العبد من محبته سبحانه والإنابة إليه والتنعم بعبادته، ومن آمن بلقاء الله وثوابه تعلقت نفسه بالفاضل عن المفضول وتسلى بالموعود عن المفقود وبهذا تصلح له دنياه وآخرته.
وأشار إلى أن حسن الظن بالله تعالى عبادة تورث صاحبها أمنا وسعادة وللعبد من ربه ما ظنه فيه إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر، وقال تعالى في الحديث القدسي: "أنا عند ظن عبدي بي"، والفأل الحسن يشرح الصدر وهو من حسن الظن بالله، ومن لجأ إلى الله أعانه وكفاه، وللذكر تأثير عجيب في انشراح الصدور واطمئنان القلوب وزوال الهموم والغموم، وأفضل الذكر القرآن العظيم هو كلام الله فيه الهدى والشفاء، وإذا استفتح العبد يومه بالصلاة صلح له سائر نهاره فمن صلى الفجر فهو في ذمة الله ومن صلاها مع سنتها كفاه الله آخر يومه.
وتابع: "من عامل الناس لأجل الله استراح فلا يتطلع لمدح ولا يتحسر من قدح حاله، وقد ترى من البشر ما تكره والعاقل لا يبخس محاسنهم لنقص بدر منهم ولا يقطع وصلهم لتقصير أو قصور فيهم وبذلك يعيش المرء هادئ البال مطمئنًا على كل حال، وفي مجالسة الصالحين وأهل العلم والدين أنس وسعادة وبها يكسب المرء علمًا وحكمة وتزكو نفسه وينبل بين أقرانه، ومن رجع في أموره إلى أهل المشورة والعقل انشرح صدره وزال عنه اللبس، وعداوة الشيطان للإنسان لا تنقطع، وفي الاستعاذة طرد لوساوسه التي تكدر صفو كثير من الخلق والإسلام يسعى لأسباب شرح صدر المسلم من حين استيقاظه والشيطان على خلاف ذلك، ومن جمع قلبه على يومه وساعته اطمأنت نفسه فلا يحزن على ما ممضى ولا يغتم لما يستقبل فالماضي لن يعود والمستقبل غيب مكتوب".