في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تتزايد التحذيرات من استغلال اتفاقات التهدئة كوسيلة لفرض وقائع ميدانية جديدة، بعيدا عن أعين المجتمع الدولي.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون والنظم السياسية، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تستخدم اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، المعروف بـ"اتفاق شرم الشيخ"، كستار لتنفيذ ما وصفه بـ"الإعدام البطيء" بحق قطاع غزة، مشددا على أن الخروقات الإسرائيلية لم تتوقف منذ اللحظة الأولى لتوقيع الاتفاق قبل أكثر من شهرين.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الاحتلال حقق أهدافه المرحلية من الاتفاق، وعلى رأسها استعادة أسراه، قبل أن يبدأ مرحلة جديدة من التصعيد الهادئ بعيدا عن الضجيج الإعلامي.
وأشار إلى مفارقة خطيرة تتمثل في سقوط أكثر من 400 شهيد فلسطيني منذ توقيع اتفاق يفترض أنه لوقف إطلاق النار، معتبرا أن الهدف الحقيقي للاحتلال هو امتصاص الزخم الدولي الداعي إلى وقف الحرب، مع الاستمرار في القصف والقتل اليومي.
وأكد أبو لحية، أن يحذر من وجود "مخطط خطير" يسعى إلى فرض واقع دائم على الأرض، يتمثل في تحويل النقاط العسكرية المؤقتة داخل ما يسمى بـ"المنطقة الصفراء" إلى حدود دائمة لدولة الاحتلال، وهو ما أعلنه صراحة رئيس أركان جيش الاحتلال مؤخرا.
وتابع: "هذا المخطط يشمل السيطرة على مساحات شاسعة من القطاع، بما يجعل أكثر من نصف مساحة غزة تحت السيطرة الإسرائيلية، إلى جانب حشر أكثر من مليوني فلسطيني في مساحة لا تتجاوز 180 كيلومترا مربعا، في ظروف تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، الأمر الذي يمهد الطريق لعودة مشاريع التهجير القسري".
وأكد أبو لحية، أن هناك "مخطط خطير" يهدف إلى فرض واقع دائم: تحويل النقاط العسكرية المؤقتة في "المنطقة الصفراء" إلى حدود دائمة لدولة الاحتلال، وهو ما صرح به رئيس أركان جيش الاحتلال مؤخرا، السيطرة على مساحات شاسعة تجعل أكثر من نصف مساحة قطاع غزة تحت القبضة الإسرائيلية، حشر أكثر من 2 مليون مواطن في مساحة لا تتجاوز 180 كم مربع، مما يمهد الطريق لعودة مخططات "التهجير القسري" نتيجة انعدام مقومات الحياة.
وتابع: "الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه الانتهاكات، واصفا إياها بـ"الضامن الذي لا يلزم الاحتلال"، بل يمنحه الضوء الأخضر لمواصلة تجاوزاته، واتفاق وقف إطلاق النار بات "مهددا بالانفجار في أي لحظة" نتيجة الضغط الميداني والتعنت الإسرائيلي".
واختتم: "أدعو المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل عبر مسارين متوازيين: أولهما تفعيل دخول قوة استقرار دولية وفق ميثاق الأمم المتحدة، لضمان انسحاب قوات الاحتلال ومنع تثبيت حدود جديدة على حساب الأراضي الفلسطينية.. وثانيهما: تسريع عملية إعادة الإعمار من خلال الاستماع إلى جهود الوسطاء الإقليميين، وعلى رأسهم مصر وقطر وتركيا، مؤكدا أن أي تأخير في هذا الملف يعني العودة الحتمية لمسار "حرب الإبادة"، وإن اختلفت أدواتها".
والجدير بالذكر، أن ما يجري في "المنطقة الصفراء" من عمليات نسف للمنازل وإقامة معسكرات عسكرية يمثل دليلا قاطعا على نية الاحتلال عدم الانسحاب، ويجب الحذر من أن استمرار هذه السياسات يضع مصداقية القانون الدولي والمؤسسات الأممية على المحك، حتي لا يحدث إشعال جولة جديدة من التصعيد في المنطقة.



