اتسم عام 2025 بتصاعد الأزمات الإقليمية وتزايد تعقيدات المشهد السياسي في الشرق الأوسط، وبرزت الدبلوماسية المصرية كأحد أكثر نماذج العمل الدبلوماسي اتزانا وتأثيرا.
فمن منظور أمريكي، لم يقتصر الدور المصري خلال عام 2025 على إدارة الأزمات، بل امتد ليشمل تثبيت الاستقرار، وبناء التوافقات، وتحويل الدبلوماسية الهادئة إلى نتائج ملموسة على الأرض، هذا التقييم المتنامي في واشنطن يعكس إدراكا متزايدا لأهمية مصر كشريك يعتمد عليه، وفاعل رئيسي يملك الخبرة والقدرة على جعل الدبلوماسية أداة فعالة لحماية الاستقرار الإقليمي والدولي.

وفي هذا الصدد قالت السياسية الأمريكية ومحامي الأمن القومي الأمريكي، إيرينا تسوكرمان، بدت الدبلوماسية المصرية خلال عام 2025 واثقة، فعالة، وذات تأثير حقيقي، ففي وقت كان الشرق الأوسط يمر بحالة من التوتر المستمر، برزت مصر كدولة تعرف جيدا متى وكيف تتدخل، فتهدئ الأوضاع وتمنع الانزلاق نحو مزيد من التصعيد.
وفي واشنطن لا ينظر إلى هذا النوع من القيادة الدبلوماسية باعتباره أمرا مسلما به، بل أصبحت مصر تصنف على نحو متزايد كشريك يحقق نتائج ملموسة، لا مجرد ضجيج سياسي.
اتفاق شرم الشيخ
كما أوضحت السياسية الأمريكية خلال تصريحات خاصة لـ صدى البلد، قد حظي اتفاق شرم الشيخ بإشادة واسعة داخل دوائر صنع القرار الأمريكية، باعتباره إنجازا ذكيا وفي توقيت بالغ الأهمية، وأثبتت مصر من خلاله أن الدبلوماسية لا تحتاج إلى استعراض أو صخب كي تكون مؤثرة.
وأضافت أن التركيز على خطوات عملية وبناء الثقة المتبادلة أتاح للأطراف الصعبة الجلوس إلى طاولة الحوار دون خوف أو إحراج، كما عزز استضافة المباحثات في شرم الشيخ صورة مصر كوسيط موثوق ومضيف قادر على إنجاح المفاوضات الجادة.
المساعدات الإنسانية
و أشارت إلى أن الدور المصري عزز في إيصال المساعدات الإنسانية خلال عام 2025 مكانة القاهرة لدى الولايات المتحدة بشكل لافت، فقد أظهرت مصر قدرة عالية على التنسيق، جمعت فيها بين المتطلبات الأمنية والضرورة الإنسانية.
كما تحركت المساعدات لأن مصر سهلت ذلك، بحذر ومسؤولية، ومن دون تحويل جهود الإغاثة إلى ساحات صراع سياسي، ويقدر المسؤولون الأمريكيون الشركاء الذين يدركون أن إنقاذ الأرواح والحفاظ على الاستقرار وجهان لعملة واحدة، وهو ما أثبتته مصر بوضوح.
منظور واشنطن
وعلى مدار العام، حافظت مصر على موقعها كركيزة أساسية للاستقرار الإقليمي، وكثيرا ما وصفها محللون أمريكيون بأنها دولة تمتص الضغوط بدلا من تضخيمها.
سواء في التعامل مع توترات غزة، أو أمن البحر الأحمر، أو حالة عدم اليقين الإقليمي الأوسع، اتسم الأداء المصري بالهدوء والتركيز على الحلول، ما أسهم في الحد من التصعيد وتقليص الحاجة إلى تدخلات أمريكية مباشرة.
ومن منظور واشنطن، كان الدور المصري في جهود وقف إطلاق النار بالغ الأهمية، إذ لم يكتف الدبلوماسيون المصريون بصياغة بيانات سياسية، بل ركزوا على كيفية تطبيق وقف إطلاق النار فعليا، من حيث الجداول الزمنية، وآليات المراقبة، وخطوات المتابعة، هذا النهج العملي جعل من مصر وسيطا لا غنى عنه، وعزز الثقة في أن الاتفاقات التي تبرم بوساطتها تملك فرصة حقيقية للصمود.
وفي قمة بروكسل، لعبت مصر دورا نشطا وبناء لقي صدى إيجابيا واسعا في واشنطن، فقد نجحت القاهرة في الربط بين الهواجس الإنسانية الأوروبية والاعتبارات الأمنية في الشرق الأوسط، ومنعت النقاشات من الانزلاق إلى عموميات نظرية، مبقية التركيز على ما يمكن تنفيذه فعليا على الأرض، وهو ما اعتبر دليلا على دبلوماسية ناضجة وقيادة إقليمية مسؤولة.
الاعتراف بدولة فلسطين
وتابعت محامي الأمن القومي الأمريكي، أن الموقف المصري حظى من مسألة الاعتراف بدولة فلسطين بتقدير واحترام في الأوساط الأمريكية، فقد دعمت القاهرة هذا المسار، مع ربطه بالعمل الدبلوماسي والاستقرار السياسي طويل الأمد. هذا التوازن لاقى قبولا لدى صناع القرار في واشنطن، الذين يتحفظون على الخطوات الرمزية التي قد تؤجج التوترات، فيما حرصت مصر على إبقاء القضية في إطار جاد ومستقبلي لا انفعالي.

الدور المصري في دعم فوز الدكتور خالد العناني
كما ذكرت السياسية الأمريكية، أن من أبرز النجاحات الدبلوماسية التي حظيت باحتفاء واسع، دور مصر في دعم فوز الدكتور خالد العناني بمنصب المدير العام لمنظمة اليونسكو.
وقد اعتبر هذا الإنجاز في واشنطن مؤشرا واضحا على تنامي النفوذ المصري على الساحة الدولية، وقدرة الدبلوماسية المصرية على المنافسة والإقناع وتحقيق النجاح خارج نطاق الشرق الأوسط، بما في ذلك المؤسسات الثقافية والتعليمية العالمية.

قيادة وزير الخارجية
كما أشارت إلى هذا الزخم يعود إلى قيادة وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، الذي وصف مرارا من قبل مسؤولين أمريكيين بأنه مهني، هادئ، وفعال للغاية، فقد منحت طريقته المتزنة في التواصل، وتركيزه على الرؤية الاستراتيجية طويلة المدى، نظراءه الأمريكيين ثقة كبيرة في أن السياسة الخارجية المصرية تتسم بالرصانة والاستمرارية.
وما عزز الانطباع الإيجابي في واشنطن هو اتساق الأداء المصري عبر مختلف الملفات الدبلوماسية، فقد تعاملت القاهرة بالجدية والانضباط في الوساطة السياسية، والتنسيق الإنساني، والمشاركة في القمم الدولية، والعمل داخل المؤسسات العالمية، ما جعل دبلوماسيتها تبدو متماسكة وهادفة، وليس متفرقة أو رد فعلية.
و أشادت السياسية الأمريكية و محامي الأمن القومي الأمريكي إيرينا تسوكرمان ، بالدور الدبلوماسي المصري في حصاد عام 2025، و أنه بات واضحا في العاصمة الأمريكية، و ينظر إلى مصر كدولة تحضر بقوة، وتفي بالتزاماتها، وتجيد إدارة أصعب الملفات الدبلوماسية، لم تسعَ إلى الأضواء لكنها حصدت الاحترام مرارا من خلال الأداء والنتائج.
وفي ختام التقييم الأمريكي، أكدت السياسية الأمريكية إيرينا تسوكرمان، أن الدبلوماسية المصرية في عام 2025 لم تكن فقط كفؤة، بل مؤثرة بحق، فمن خلال الصبر، والاحترافية، والانخراط الهادئ والمتواصل، أثبتت مصر أنها لا تزال أحد أهم أعمدة الاستقرار الدبلوماسي في المنطقة، وقد رسخ أداؤها على مدار العام قناعة راسخة في واشنطن، حين تنخرط مصر بجدية، تصبح فرص الاستقرار حقيقية.



