الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

النقاب ... ومحاصرة المجتمع بالشبهات ...!


يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ...
كان توصيف الله هكذا لمشهد إبليسي لعين ... يلين مع الخفاء ويحتوي عالمه من خلف الماوراء ... يبعث هو وقبيله نظراتهم لتفحص كل شي دون أن يحاصر الأخر حركة الحدقات ...!!
حينها يتلذذ المختفى بإرسال عيونه إلى المزيد من الجولات وفي كل مكان فيما المجتمع أمامه منزى في ركن يفحصه كما يشاء .. !
ويعتدي عليه كما يريد .. !
ثم يتسلل إليه بالطريقة التى رصدها في خلائه وخلف خبائه .. ولذا قال مالك بن دينار: ( إن عدوا يراك ولا تراه لشديد المؤنة إلا على من عصمه الله )

وهكذا كانت تلك لإبليس أحد الأدوات أنه يراكم هو وقبيله ومن على شاكلته من حيث لا تملكون نفس القدرة لرؤيتهم فيبثون وتركنون .. ويتماهون بكم فيما لا تدركون وفي النهايه تُنصب للضعفاء المكشوفين المصيدة أمام هذا الخفي المتخفي الملثم خلف كل مقعد ..!

المشهد برمته بعيد عن الدين وعن التدين ... إذ صار الأمر رداء شهرة وتخفي ... ودار جريمة وتوقي لملاحقة الإشتباه عندما يصير خيمة فضفاضه للتهريب والتهرب .. ونقل الممنوعات والتلون بالمنكرات وممارسة ما يغرق المجتمع في الآفات ...!!

وبغض النظر عن الشبهات الأمنية في وطن مضروب بالإرهاب الذي يستعين على الأمنين بكل وسيلة يرتحل إليها الإرهابيون رجالا ونساء ليتخذون من النقاب ليلا للفرار وطريقا ينجيهم من الملاحقة والإقرار ..

فإن في الأمر لوثة أخلاقية تصيب المجتمع ... عندما لا تعرف الداخل إلى شارعك والمسارع إلى جارك أهو رجل أو امرأة ... أهو عاشق في ليل أو متسلل في جرم وقد جعل النقاب ستره وجمله لانقاذه من عيون الناس وهو يمارس سقطاته الأخلاقية وجناياته السلوكية .. والإتهام ليس معمما ولكنها أضحت في المجتمع ظاهرة ليصبح على الصالحات بحق رفع النقاب للإفلات من ملاحقة التهم ... وإلا فالسالكين في دربه ضحايا لأوهامه وأوهام من أقنعوهم بفرضه ....!!

وليست فيهن من يقاربن طهر مريم وعائشة وفاطمة ولم يؤثر عن إحداهن أنها كانت تتخفى بلثام أو تعيش خلف طوام ..!
ولذا فبعيد كل البعد الأمر عن أن يكون دينا عندما يثير في المجتمع أيضا شهوات التسول فلا تجد أحدا يمد يده في شارع أو إشارة مرور إلا والنقاب يخفي وجهه ليحمل عطاياه من غير أن تعرفه فترصد حالة وتشفق بأمره إن كان فعلا مستحقا للعطاء ..!

لا يمكن أن يكون الأمر تدينا فالتدين الحق لا يستر الوجه الذى يشع منه نور الإيمان فيكون رسولا إلى العصاة كي تنار قلوبهم بوجه صدع الحق منه وبان الحق فيه .. .. ولذلك كان أمر الله للمتلصصين بنظرات جارحة أو خفية بأن يغضوا أبصارهم .. ولا يكون الغض إلا عن مرئي يجذب الأنظار لا خيمة سوداء تخيف الكبار كما الأطفال .!!

والدين بطبيعته جاء خادما لأتباعه ولشعوب الأرض من حوله ... فكيف يروج لشبهات يعتمدها المخربون لضرب الاستقرار ونشر الذعر وفتل الأحزمة الناسفة أسفل هذا الفضاء المختفي بليل في نهار ساطع ..!

لقد جاء في الأحاديث الصحيحة ومنها الحديث الذى صححه الألباني ما يحدد رداء المرأة ويصفها بالستر ويوجب عليها إظهار الوجه والكفين فكيف مال بنا الحال إلى رداء البادية وما ثبت عن عادات متعصبي اليهود الذين تعتمد نساؤهم النقاب كزي كما هو واقع ليهود اليمن وإلى اليوم ...

هل وصل بنا التنطع إلى مرحلة نقل شريعة اليهود إلى ديننا واعتبار النقاب سترا وتدينا فيما هو إعاقة اجتماعية واسعة النطاق تشوه المجتمع وتغرقه في التنكر ...؟
هل كانت النساء اللائي تصاحبن النبي في غزواته منتقبات ..!

ثم إذا كان النقاب نوعا من الستر وعملا بكلام الله سبحانه كيف للخليفة الثاني لأن ذهب إلى منعه عن النساء المتجولات في الطرقات وضربهن بالدره ليبدين وجوههن حتى يعرفن....؟!!

المشهد الذى يحاصرنا اليوم بإرهابه وضلاله وعنفه وتخبطه وعدم حسم ملفاته الصغرى والكبرى يتحملها مشايخ الدين الذين شاخت الحقيقة على أيديهم حتى فقدت بريقها ... بسبب فقدان العقل في صياغة الموقف وإيضاحه .. والخلط المتعمد لتقاليد البادية بقيم الدين وشرائعه ... وضم تقاليد البدو إلى سطور الشرع وجعلها دينا والعمل بموجبها تدينا ..!!

حتى جاءنا الإرهاب بداعش التى نقبت نساءها وقد سارعت بعض فلولها وقت الهرب إلى تنقيب رجالها أيضا .. وراقبوا المشهد لتدركوا ألا بريئا يخفي وجهه سواء كان رجلا أو امرأة ولا يخفيها إلا متهم يتحرج متخفيا من نظرة المجتمع ..!!

ليصبح والحال هكذا توعية الأمة بالحقيقة وفصل الوهم عن الواقع .. والنص عن التفسير ... وعدم الانقياد لدعايات السلفيين حُمال تقاليد بادية البدو إلى بلاد الحضارة .. وتغليف جملة ترهاتهم بسطور دينية تلوى أعناق النصوص لتساير هواهم .. هى بدايه جاده للإقلاع عن الخيالات التى جعلوها دينا لتظهر المرأة فضائلها كما الرجل ... وتتوقف عن استخدام الخباء كأداء لتمرير شبهات يرصدها المجتمع ويتهمها بها أمنيا وخلقيا وسلوكيا ... فلم يجد المجتمع والدين معه من الخفاء إلا كشر من يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم ...

بل إن الأمر قد صار على غير مراد غلاة السلفية الذين يتاجرون بزي النساء ويجعلون من إنتقابهن كمال الأخلاق أن البخاري روى عن النبي أمره بمنع المرأة المحرمة في حج أو عمرة عن أن تنتقب أو تلبس القفازين !!

والسئوال الآن ... إذا كان النقاب دينا وفضيلة فكيف يمنعه الرسول في عبادة كبرى كحج أو عمرة تغتسل فيها القلوب وتتزود فيها بالمؤن.
 
للدرجة التى أوجب كثير من الفقهاء على من تخالف ذلك في حج أو عمرة أن عليها كفارة شاه .. وكأنها ارتكبت محرما وممنوعا ..؟!

وإذا كان كشف الوجه عورة تنقض الإيمان فكيف يأمر بها الرسول في أطهر البقاع وحول البيت الحرام ..؟
المشهد لا يحتاج إلى مزيد من البيان فقط يحتاج إلى توعية الناس كي تقلع رحالهم نحو مستقبل يتدينون فيه بجمال السلوك وجودة الإنتاج وأمانة العمل ومراعاة الله في السر والعلن هذا هو ما يدعو إليه الدين والديان وليست الأزياء التنكرية يا مؤمنين والتى يبيحونها للمرأة ويمنعونها عن زجاج السيارات إذا تم طلاؤه بطبقة من الفاميه بذريعة الدواعي الأمنية .. فكيف حضر الأمن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط