الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الوزيرة النبيلة.. و"النايبة" الكويتية !!


لم تمنح النائبة الكويتية "صفاء الهاشم" نفسها نصف دقيقة.. لتفكر.. وتتخير عباراتها.. وهي تصفف شعرها القصير.. قبل أن تسجل كلمتها المتلفزة التي بُثت في 12 نوفمبر الجاري.. وإلا كانت تصريحاتها خرجت أكثر عقلانية.. أقل عدائية.. خالية من التجاوز والتدني حد القول: "إذا كنتوا نسيتوا اللي جرى.. هاتوا الدفاتر تتقرا".. ولعلها كانت لتصرف النظر عن الفكرة برمتها.

لا أظنُ أن للنائبة الكويتية حظا من اسمها.. فـمن تدعى "صفاء" حملت تصريحاتها مشاعر من البغض والعداء، لم تتوقف عند الوزيرة "النبيلة" نبيلة مكرم، المسئولة المصرية عن ملف الهجرة وشئون المصريين بالخارج، التي انتفضت كعادتها لكرامة أبناء وطنها، ففوجئت بكم الحب والتقدير من جانبهم.. فحدود عداء "النايبة" الكويتية تجاوز ذلك ليعكس حديثها عن الوافدين بالكويت مشاعر من الرفض لوجودهم، واعتبارهم عنصرًا مؤثرًا بالسلب على حياة الكويتيين وفرصهم الوظيفية.. وهي التصريحات التي ليست جديدة على لسان "صفاء"، بل كررتها كثيرًا إلى حد وصف الوافدين في فيديو متداول لإحدى جلسات البرلمان بأنهم "يأكلون الأخضر واليابس".. كما أن تطاول "صفاء" في تصريحاتها طال أيضًا الإعلام المصري الذي وصفته بأسلوب "الهمز واللمز" بـ "الموجه"، لتجعل من نفسها مادة دسمة له.

الحقيقة أني لست أرى في تصريحات "النايبة" الكويتية ذات الـ 54 ربيعًا ما يستحق الرد.. ولن أستجيب لطلبها "هاتوا الدفاتر تتقرا" !! فالأمر لن يكون بالتأكيد في صالحها، بل انه كفيل لإقحامنا في دوامة من التطاول والتلقيح، لا أتقن فنها، ولا أجدها تتناسب ومشاعر الأخوة التي تربط بين مصر والكويت قيادة وشعبًا.. فـ "صفاء" تعلم في قرارة نفسها أين تقع "مصر" على خارطة التاريخ والجغرافيا، كما لا أظن بامكانها أن تمسح من ذاكرتها التفاصيل المؤلمة للغزو العراقي الغاشم لبلادها، وقد كانت حينها شابة نازحة تبلغ من العمر 25 عامًا، مات في أعينها كل أمل في المستقبل، حتى لحظة تحرير الكويت، التي كان للجيش المصري دور بارز في صناعتها، والتي أعادت فتح أبواب الأمل في وجه "صفاء" وجيلها، لتصبح اليوم بفضل هذه اللحظة نائبة برلمانية.

كان على "النايبة" الكويتية صفاء الهاشم قبل أن تتباهى خلال كلمتها المتلفزة بالتجربة الديموقراطية لبلادها، أن تتلفت حولها.. فـ "صفاء" هي السيدة الوحيدة في مجلس الأمة الكويتي بين 50 عضوًا، في الوقت الذي يضمُ فيه مجلس النواب المصري 89 سيدة، منهن 75 فزن بالانتخاب الحر المباشر.. كما أن الوزيرة نبيلة مكرم التي ناصبتها "صفاء" العداء، تعدُ إحدى 8 وزيرات في الحكومة المصرية التي أدت اليمين الدستورية في يونيو 2018، مقابل وزيرتين في الحكومة الكويتية التي تشكلت في ديسمبر 2017.. فضلًا عن تولي 6 سيدات بمصر لمنصب "المحافظ" في الحركة التي أعلنت في أغسطس 2018.. ربما يكفي ما ذكرت لتدرك النائبة حجم الفجوة بين التجربة الديموقراطية في كلا البلدين، دون التطرق أكثر من ذلك في عقد مقارنات ظالمة في العديد من المجالات الأخرى الثقافية والعلمية والفكرية، والتي ستنتصر فيها مصر حتما في النهاية.

يبقى أن أقول إن على النائبة الكويتية صفاء الهاشم الآن أن تتلفت حولها بحق، لتدرك حقيقة أنها تقف وحيدة.. فقد أثارت تراب الحقد فأعماها.. وتلوت كالأفعى فخنقت نفسها.. وتحدثت باسم الكويت، فوجدت الكل يغسلُ يديه من تصرفها الأهوج.. وأولهم المؤسسة التشريعية الكويتية التي تنتمي إليها والتي حاولت اقحامها في الأزمة حين تزينت كلمتها المتلفزة أعلى اليمين بالشعار الخاص بالتلفزيون الرسمي لتلك المؤسسة.. فرئيس مجلس الأمة الكويتي السيد مرزوق الغانم عبرَ بكلِ صدقٍ مساء 14 نوفمبر عبر نافذة إعلامية مصرية هامة، عن عمق العلاقات التاريخية بين مصر والكويت، التي لن يخدشها حديث يُعبرُ عن صاحبه، أو حادث استثنائي ينظره القضاء الكويتي ليجازى المخطئ فيه حتمًا، كما أكد أن الدم المصري موجود تحت التراب الكويتي، ومصر كانت دائمًا موجودة حين تحتاجها الكويت والعكس.. لقد كانت كلمات "الغانم" شافية وافية نضع نقطة في نهاية هذا الموضوع، وليت "صفاء الهاشم" تفكر لنصف دقيقة قبل أن تفتح فمها مرة ثانية.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط