الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عروسة بدون عريس !


غدًا يوافق عيد ميلاد حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، خير خلق الله، الرسول الأمين.. أعاده الله علينا جميعا باليمن والخير والبركات.. وكعادتنا نحن المسلمون، نحتفل بعيد المولد النبوي الشريف، نذهب لنشتري الحلوى بأنواعها المختلفة، بدءًا من شراء عروسة المولد، والحصان وانتهاءً بالفولية والسمسمية والبندقية واللوزية والفستقية والحمصية... الخ من أنواع حلوى المولد التي ننتظرها من العام إلى العام ولا نراها إلا في هذا اليوم الجميل!

هذا العام الوضع مختلفا بعض الشيء، فنظرًا للظروف الاقتصادية التي يمر بها المصريين، من ضعف في الرواتب، قياسًا على ارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل جنوني، فلم تجد الحلوى رواجًا طيبًا لها هذا الموسم، وباتت عروس المولد عانسًا، لتضاف إلى حال العوانس في البلاد، فجلست على الرفوف ولم تجد لها "عريس".

قبل ساعات قليلة من حلول المولد النبوي الشريف، شهدت محلات الحلويات بالمحافظات من الشمال إلى الجنوب، ارتفاعًا هائلًا في أسعار حلويات المولد، وكذلك "عرائس المولد"، الأمر الذي جعل معظم الأسر تعلن مقاطعة الحلويات لهذا العام، حيث وصل سعر كيلو المشكل العادي، الذي يشتريه المواطن مضطرًا، وليس على هواه، حيث لا يقوم باختيار الأصناف التي يحبها، وصل إلى 175 جنيها، بينما ارتفع سعر كيلو المشكل بالمكسرات إلى 300 جنيها وربما أكثر، بينما تتراوح سعر عروسة المولد في المحافظات من 50 إلى 500 جنيها، وفقًا لشكلها وأناقتها وحجم الزخرفة التي تعلو فستانها الذي ترتديه، فكلما زاد جمالها وزينتها وإكسسواراتها وكلما كان فستانها به لمسة من الأناقة والشياكة، كلما ارتفع سعرها بشكل جنوني.. أما في المحلات ال5 ستارز، فيفضل ألا تسأل عن سعرها حتى لا تصاب بسكتة قلبية، لا قدر الله!

ولهذه الظواهر، قررت أن أتحدث مع أحد أصحاب محال الحلويات، وسألته عن سبب هذا الارتفاع الجنوني في أسعار الحلوى؟ فقال: إن السبب الرئيسي في ارتفاع أسعار الحلويات هذا العام يرجع إلى الارتفاع الكبير في أسعار المكسرات بصورة مبالغ فيها، حيث ارتفع سعر كيلو البندق من 90 جنيها إلى 250 جنيها وكيلو اللوز من 120 جنيها إلى 280 جنيها وعين الجمل من 150 جنيها إلى 400 جنيها، فضلًا عن ارتفاع أسعار مواد أخرى مثل الحمص والفول والسكر للتحلية.. لذلك تشهد البضاعة كسادًا في المحلات وربما لا يقترب المواطن ذو الدخل المتوسط من السؤال عنها.

أعتقد أن عدم إقبال المصريين على شراء الحلوى، هو جرس إنذار حيث أن متطلبات الحياة أصبحت صعبة وارتفاع أسعار السلع الغذائية بصورة غير مسبوقة لم يشهدها المصريين من قبل، واكب ذلك الارتفاع الكبير في أسعار حلويات المولد هذا العام، ناهيك عن جشع التجار الذين يرتعون في الدولة بدون حساب، أمرًا لا يمكن السكوت عليه وهو أمر يجب أن تنظر إليه الحكومة والوزارات المعنية لمحاربة جشع التجار الذين يتلاعبون بالمواطن!

من كل قلبي: نرى ضرورة وجود رقابة على التجار والمصنفات الغذائية، فلا يصح أن يقوم التجار بتعلية الأسعار وفقا لأهوائهم الشخصية دون حسيب أو رقيب، لأن الضحية في الأول والأخر هو المواطن.. ونناشد من هذا المنبر، في صدى البلد الموقَّر، كل مسئول أن يؤدي واجبه كما ينبغي ويراعي الله في المواطن، "فكلكم راع وكل مسئول عن رعيته".. وأقول قولي هذا.. والله المستعان!!

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط