- الحوثيون فم يبادر للسلام..ويد تكر وتفر
- مبادرة الحوثي تعكس مدى الانهيار والهزيمة ولا تعكس حسن النوايا
- اختفاء مفاجئ لإيران من المشهد
أعلنت مليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران، أمس الاثنين، وقف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة ضد الجيش الوطني اليمني، وقوات التحالف العربي لدعم الشرعية وكذلك السعودية والإمارات، بناءً على طلب المبعوث الأممي لدى اليمن مارتن جريفثس.
وقالت ميليشيا الحوثي في بيانها إنها مستعدة لوقف واسع لإطلاق النار إذا كان التحالف العربي "يريد السلام"، على حد إدعائها.
وأشارت وكالة "رويترز" للأنباء إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد أن أمر التحالف العربي بقيادة السعودية بوقف هجومه على ميناء الحديدة اليمني، والذي أصبح محور هذه الحرب.
وأضافت أن الضغوط الدولية تزايدت على الأطراف المتصارعة في اليمن لإنهاء الحرب التي أدت إلى سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل وجعلت اليمن على شفا مجاعة.
وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز قال خلال كلمته بمجلس الشورى السعودي، الإثنين: "إن وقوفنا إلى جانب اليمن لم يكن خيارًا بل واجبًا اقتضته نصرة الشعب اليمني بالتصدي لعدوان ميليشيا انقلابية مدعومة من إيران، ونؤكد دعمنا للوصول إلى حل سياسي وفقًا لقرار مجلس الأمن رقم ( 2216 ) والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل".
وأضاف الملك سلمان: "لقد دأب النظام الإيراني على التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعاية الإرهاب، وإثارة الفوضى والخراب في العديد من دول المنطقة، وعلى المجتمع الدولي العمل على وضع حد لبرنامج النظام الإيراني النووي، ووقف نشاطاته التي تهدد الأمن والاستقرار"، وفقا لـوكالة الأنباء السعودية "واس".
ونشر مكتب المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، مارتن جريفيث بيانا حرب من خلاله بإعلان الحوثي، وأعرب فيه عن أمله في أن يشارك الجميع في ضبط النفس، بما يساهم في خلق مناخ ملائم لجلسات المشاورات". بحسب "روسيا اليوم".
فيما شدد تركي المالكي، المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن على ضرورة وقوف العالم والأمم المتحدة إلى جانب القوى الوطنية ضد الميليشيا الحوثية.
وأظهر المالكي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اليوم، حصيلة الصواريخ الباليستية التي أطلقتها الميليشيا الحوثية على المملكة العربية السعودية، وكذلك حصيلة خسائر الميليشيا من عناصر وعتاد.
وأشار المالكي، إلى أنه تم صباح الإثنين اعتراض آخر الصواريخ الحوثية، البالغة 207 صواريخ منذ بداية الانقلاب.
وفيما يخص مدينة الحُديدة والتي تنتشر فيها عناصر ميليشيا الحوثي، أكد المالكي حرص الجيش الوطني اليمني على عدم إلحاق أي أضرار بالمدنيين في المدينة مع تقدمه المستمر بداخلها.
كما أعلن المالكي خلال المؤتمر عن تقدم قوات الجيش الوطني المدعومة بالتحالف في كافة الجبهات، مظهرا المناطق التي تمت السيطرة عليها وطُرد منها الحوثيون على الخريطة. وفقا لـ"العربية".
ومن جهة أخرى، عرضت بريطانيا مشروع قانون على مجلس الأمن، يدعو إلى هدنة فورية في مدينة الحديدة باليمن، ويضع مهلة للطرفين المتنازعين لإزالة جميع الحواجز أمام المساعدات الإنسانية.
وعرض المشروع بعد استماع أعضاء المجلس إلى تقرير من مبعوث الأمم المتحدة، الذي يسعى لعقد محادثات سلام في السويد، والذي أعلنت الحكومة اليمنية مشاركتها به، لإنهاء 4 سنوات من الحرب في اليمن. ولم يحدد المجلس تاريخا للتصويت على مشروع القرار. وفقا لـ"بي بي سي".
مبادرة الحوثي.. استجابة حقيقة أم مناورة جديدة
يعد هذا هو السؤال هو المسيطر على الوضع الآن، خاصة بعدما قال مصدر ميداني للموقع الرسمي للجيش اليمني "سبتمبر نت"، إن الجيش حرر تبة "حامد" في منطقة الأشروح، عقب مواجهاته مع الميليشيات الحوثية التي لاذت بالفرار.
وأضاف أن المواجهات اندلعت عقب محاولة مجاميع من الميليشيا التسلل إلى مواقع محررة في قرية القوز وتبة "سعدة"، مشيرًا إلى أن قوات الجيش أفشلت الهجوم وشنت هجومًا معاكسًا حررت على إثره تبة "حامد".
وأشار إلى أن ميليشيا الحوثي قصفت اليوم بقذائف الهاون قرى للمواطنين في منطقة الأشروح، تسببت في إصابة 6 مواطنين، بالإضافة إلى إلحاق أضرار جسيمة بمنازل المواطنين، وعدد من خزانات المياه في المنطقة.
وقالت فضائية "العربية" السعودية إن حلين اعتبروا أن المبادرة الحوثية، لا تعدو كونها انحناء أمام الريح، أو بالأحرى تنازلًا فرضته ظروف عدة لعل أبرزها الأزمة الخانقة التي يمر بها الحليف الإيراني المنشغل بالعقوبات الأمريكية الأقسى عليه.
وأضافت أن الصواريخ والطائرات المسيرة لم يكن لها تأثير سوى في إعلام الحوثيين فقط، كما أن انتصارات الجيش اليمني بدعم من قوات التحالف، عرقلة أي تقدم للميليشيا على مختلف الجبهات منذ أشهر، وباتت قوات الشرعية على بعد كيلومترات فقط من ميناء الحديدة شريان الحياة للانقلاب.
ومن جانب الحوثيين، قال القيادي بالجماعة محمد البخيتي إن "هذه الخطوة تأتي من أجل سحب الذرائع وتذكير العالم بأننا لسنا دعاة حرب بل دعاة سلام".
وعلق الباحث السياسي اليمني نبيل البكيري لـ"سبوتنيك" الروسية، قائلا إنه "لا شك أن الإعلان من قبل جماعة الحوثي، هو من طرف واحد، وهو إعلان ينبع عن حالة التراجع التي شهدتها الجبهات بالنسبة لقوات الحوثيين، وتقدم قوات الشرعية في أكثر من محور، وخاصة في الحديدة. كل هذا التقدم دفعت بجماعة الحوثي للهروب إلى الأمام من خلال الدعوة إلى وقف إطلاق الصواريخ على السعودية والإمارات".
وأشار البكيري إلى أن المعارك ما زالت مستمرة ومشتعلة في حقيقة الأمر، ولا يمكن لهذا القرار أن يكون له أي تأثير على أرض الواقع، غير أنه موجه إلى مخاطبة المجتمع الدولي الذي يدفع باتجاه وقف إطلاق النار في الحديدة فقط دون النظر إلى الجبهات الأخرى.
وخرج المالكي مرة أخرى وقال إن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس أكد دعم قيادة القوات المشتركة للتحالف للوصول إلى حل سياسي في اليمن خلال كلمته التي ألقاها أمام مجلس الأمن.
وأشار المالكي في مؤتمر صحفي الاثنين بالعاصمة السعودية الرياض أوردته وكالة الأنباء السعودية "واس" إلى أنه جرى عقد اجتماع اللجنة الرباعية الاقتصادية الخاص بشأن اليمن، الذي ضم المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، مفيدا أنه جرى خلال الاجتماع اتخاذ بعض الخطوات لتحسين الاقتصاد اليمني، مبينًا أن التحالف دعم خطة الاستجابة للعمليات الإنسانية الشاملة لليمن بأكثر من مليار دولار عن طريق المملكة، والإمارات، والكويت، فيما بلغ ما قدمته المملكة منذ عام 2014 حتى الآن أكثر من 13 مليار دولار، لرفع المعاناة عن الشعب اليمني، ودعم الاقتصاد اليمني ضمن العمليات الإنسانية الشاملة في اليمن.
وقال إن الميليشيا الحوثية تواصل انتهاكاتها في الداخل اليمني، وتجاهل القانون الدولي والإنساني، حيث قامت ميليشيا الحوثي بزراعة الألغام في بعض الأماكن بشكل عشوائي بمدينة الحديدة, كما تستخدم "أكياس" برنامج الغذاء العالمي لوضع مادة الـ TNT بداخلها لتشتيت الانتباه.
وبالنظر إلى رد الفعل لدى الداعم الأكبر للحوثيين، لم تبد إيران رد فعل يذكر، سوى تصريح حسين أمير عبد اللهيان المساعد الخاص لرئيس البرلمان الإيراني للشئون الدولية، الاثنين، بأن سياسة إيران بشأن اليمن لا تقتصر على دعم فئة معينة بل تتمثل في الحفاظ على مصالح الشعب اليمني.