إنهاء العنف ضد النساء

والقصة ببساطة أن حملة الــ 16 يوما لإنهاء العنف ضد المرأة حملة قديمة منذ التسعينيات اعتمدت من قبل الدول الأعضاء للأمم المتحدة والتي منها مصر بالتأكيد ، وتبدأ رسميا من يوم 25 نوفمبر وحتي 10 ديسمبر وهو اليوم العالمي لحقوق الانسان.

والغرض من هذه الحملة كل عام لفت الأنظار لأهمية القضاء علي كل الممارسات الضارة ضد النساء والفتيات والعمل علي تعجيل خطة انهاء العنف ضدهن في مصر والعالم ووضع استراتيجيات وطنية طموحة تساعد علي تمكين المرأة والنهوض بحقوقها.

 
الحملة هذا العام تحمل اللون البرتقالي وهي بعنوان " here to me “ وتعني استمع الي والمقصود منها إعطاء صوت لمن ليس لهم صوت.

فهذه الأيام الخاصة بإنهاء العنف تعطي صوتا لمن ليس لهن صوت من ضحايا العنف للحديث عن معاناتهن في محاولة لمواجهته من خلال مساندة المجتمع كله.

وللأسف يعتبر العنف ضد النساء والفتيات أحد انتهاكات حقوق النساء الأوسع انتشارا والتي تؤثر علي المجتمعات وتنميتها في شتي بقاع العالم ، والعنف يتجاوز حدود السن والعرق والثقافة والثراء والجغرافيا ويظهر في الأماكن العامة والخاصة وفي الطرق وفي وسائل المواصلات.

ويظهر العنف ضد النساء في أشكال كثيرة منها العنف الجنسي والنفسي والاقتصادي والبدني والذي يؤدي الي حدوث مشكلات صحية وبدنية ونفسية تستمر علي المدي الطويل وفي كثير من الأحيان تؤدي الي الوفاة . 

وخلال السنوات الأخيرة حققت مصر تقدما كبيرا في مجال القضاء علي العنف ضد النساء والفتيات ، بما في ذلك اجراء تعديلات علي الاطار التشريعي والسياسي الخاص بالعنف ضد النساء والفتيات يضمن مناهضة هذا العنف والقضاء عليه. 

ليس هذا فقط ولكن أيضا تبني استراتيجية وطنية لمكافحة العنف ضد المرأة وخطة عمل لتنفيذ هذه الاستراتيجية علي أرض الواقع.

ومن أهم البرامج الخاصة بمناهضة العنف برنامج مدن آمنة خالية من العنف ضد النساء والفتيات وهذا البرنامج يستهدف الرجال وتوعيتهم فقد ساهمت التدخلات الخاصة لسائقي التوك توك وشجعتهم علي اجراء حوار شعبي يتناول ظاهرة التحرش الجنسي بالأماكن العامة فضلا عن تحسين سلامة النساء والفتيات اللاتي يستخدمن التوك توك الذي يعد وسيلة مواصلات شائعة بالمناطق العشوائية.

هذه الحملات الخاصة بمناهضة العنف من أهم الركائز الحقيقية لمساندة النساء في مصر والعالم، وتغيير نظرة المجتمعات لقضية المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة.