رغم أن "خطبة الجمعة" مظلة واحدة يجتمع تحتها المسلمون، ويستمعون إلى ما تيسر من الدروس والهدي النبوي الشريف في ذات اليوم، إلا أن اختلاف المكان أضفى لموضوعها ألوانًا متباينة، فارتفع صوت أزهر مصر مقرًا ومعترفًا بحقوق المرأة كاملة، ومستنكرًا تلك الدعاوى التي تنادي بمساواة المسلمة بالمرأة في الغرب، كيف ذلك وقد سبق الإسلام كل الدنيا بفارق 14 قرنًا من الزمان؟!.
ووضع خطيب الأقصى يده على الجرح الفلسطيني، منوهًا بأن الانقسام أهم أسبابه، ومن مكة جاء بصيص الأمل حيث تم إعلان أن ديننا هو القائد لكل سعادة وفوز، وأوصانا المسجد النبوي بترك المخاصمة والمجادلة من أجل سلامة الصدر، والوصول لأقرب طريق للجنة، وهذا ما رصده "صدى البلد".
- الأزهر: علم المواريث مفروض من الله والإسلام أعطى للمرأة حقوقها كاملة
ورد "فؤاد" على أولئك الذين يريدون المساواة بين الرجل والمرأة في الميراث وعللوا أن هذا موجود في البلاد الأخرى، قائلًا: "دعوا البلاد الأخرى تفعل ما تشاء، منوهًا بأن علماء وشيوخ الأزهر لا يصح أن ينقلوا هذه المعركة إلى أرض الأزهر الشريف، التي تصحح للعالم أجمع الإسلام وتصدره إلى الدنيا كلها فلا يجب أن تكون نسخة من غيرها".
وأوضح عميد كلية العلوم الإسلامية، أن مصر آمنة مطمئنة وستظل هكذا، ولا بد من أن نبحث عن أمور أخرى مهمة مثل محاربة الإرهاب والسعي في البناء والتعمير، وليس التعديل في قضايا قطع الله فيها الأمر فيها، فالله تعالى تحدث عن المرأة منذ 14 قرنا من الزمان ونزل سورة لها في القرآن الكريم لإثبات هذا الأمر وتكفل بحقوقها كاملة على كل أحوالها "بنتا وأختا وزوجة وأما".
- خطيب الأقصى: الفلسطينيون يدفعون ضريبة الانقسام بين الفصائل
وأشار "عكرمة" إلى أن الانقسامات التى ابتليت بها الدول العربية والإسلامية قد انتقلت إلى فلسطين، ولا يزال هذا الإنقسام موجودا وتتحمل ويلاته فلسطين وشعبها من اعتداءات واعتقالات وغيرها، مناشدًا شعب فلسطين: لابد أن ينتهي الانقسام فقد أصاب الإحباط الكثير فالأقصى ينتظركم، فالمخرج من حالة الإنقسام هو أن يتم الإتفاق على الحق الأعلى لفلسطين وبأهلها وأن يجعل الجميع مصلحة فلسطين فوق الجميع ويتم ترك الأمور الخلافية والمصالح الحزبية والجماعية جنبا، مشيرًا إلى أنه حان الوقت لإنهاء الاجتماعات الشكلية التى ليس لها نفع بل تعتبر مضيعة للوقت.
- خطيب المسجد النبوي: اتركوا المجادلة والخصام تسلم قلوبكم
وأوضح "آل الشيخ" أنه لذا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تحقيق ما يؤصل هذا الأصل و يدرء عنه كل العوارض والأدواء قال صلى الله عليه وسلم: "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا ولا يحل لمسلم أن يهجُر أخاه فوق ثلاث" رواه مسلم، مشيرًا إلى أنه مما يسلم به قلب العبد هو البعد عن المجادلة والمراء والمخاصمة حول المسائل والوقائع والأحداث فهي مما يثير الحقد والكراهية ويذكي الشحناء ويولد النفرة، منوهًا بأن المجادلة تحمد لإحقاق حق ديني من عالم ناصح مخلص صادق متوسم بجميع شروط وصفًا وعناصر المجادلة والمناظرة وفق أدب جم وخلق أشم.
- خطيب الحرم المكي: دين المسلم يقوده إلى السعادة والفوز
وأوضح "خياط" أن العاقل الذي يرجو الله والدار الآخرة أن يقبل على شأنه، حافظًا للسانه، بصيرًا بزمانه، وأن يعُد كلامه من عمله؛ فإن من عَدَّ كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه، وذلك أن أكثر ما يقصد بترك ما لا يعني كما قال الحافظ ابن رجب: "حِفْظ اللسان عن لغْو الكلام، وحسبه ضررًا أن يشغل صاحبه عن ألوانٍ كثيرةٍ من الخير الذي يسمو به مقامه، ويعلو به قدره وتشرف به منزلته، وتطيب به حياته وتحسن به عاقبته".
وأضاف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرشدنا إلى أدبٍ جامع وخصلةٍ شريفة، وخلقٍ كريم يحسن به إسلام المرء، ويبلغ به الغاية من رضوان الله، وهو ترك المرء ما لا يعنيه، وذلك في قوله صلوات الله وسلامه عليه: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، منوهًا بأن هذا الحديث كما قال الإمام ابن عبد البر من الكلام الجامع للمعاني الكثيرة الجليلة في الألفاظ القليلة، وهو مما لم يقله أحدٌ قبله صلى الله عليه وسلم لأن من حسُن إسلامه ترَكَ ما لا يعنيه من الأقوال والأعمال.
وتابع: فالإسلام يقتضي فعل الواجبات وترك المحرمات، وإذا حسُن الإسلام استلزم ذلك ترك ما لا يعني من المحرمات والمشتبهات، والمكروهات وفضول المباحات، وهي القدر الزائد على الحاجة منها، فإن هذا كله لا يعني المسلم إذا كمُل إسلامه، وبلغ درجة الإحسان الذي أوضح رسول الهدى صلى الله عليه وسلم حقيقته في حديث سؤال جبريل عليه السلام عن الإسلام والإيمان والإحسان فقال: «أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك".