الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قلبي ومفتاحه..


في عام1962 قدم الفنان "فريد الأطرش" أغنية (قلبي ومفتاحه) من ألحانه وكلمات "فتحى قوره" وجاءت الأغنية ضمن فيلم (رسالة من امرأة مجهولة) بطولة "لبنى عبد العزيز" وإخراج "صلاح أبوسيف".
دعوني أذكركم ببعض كلمات الأغنية:
قلبي ومفتاحه دول ملك ايديك ... ومساه وصباحه بيسالني عليك
كان حبك شمعي فى يوم عيدي ... وطفاه الدمع وتنهيدي
من يوم ما ايديك لمست ايدي ... وكأنك قلت يا نار قيدي
ومادام مشغول يا حبيبي ... مش كنت تقول يا حبيبي
ده القلب جراحه من رمش عنيك ... ومساه وصباحه بيسالني عليك
قلبي ومفتاحه دول ملك ايديك ....

وهنا لفت نظري اقتران اللفظين (قلبي ومفتاحه)، وكأن الشاعر "فتحي قورة" يؤكد أن تسليم القلب فقط للمحبوب لن يجدي، وأن القلب إذا امتلكه المحبوب دون أن يملك مفتاحه فلن يصل إلى ما يصبو إليه، وربما يُفسر لنا ذلك حالة ركود الأحاسيس وتبلد المشاعر بين الكثير من الأزواج في الوقت الحالي، فإن الرجل المصري يعتقد خطأً أنه بمجرد إتمام مراسم الزواج فقد تم امتلاك قلب زوجته، وهنا أقول لهذا الزوج حديث التجربة أنت بالفعل امتلكت قلبها بصورة مبدئية وعليك أن تبحث فورا عن المفتاح، إن قلب المرأة النابض بالأحاسيس والمشاعر يمكن أن يظل مغلقا ومحتفظاُ بعذريته طول العمر، بالرغم من امتلاكك له نظريا بحكم امتلاكك لجسدها، وربما يؤدي ذلك في بعض الأحيان إلى الانفصال أو إلى استمرار العشرة من أجل الحفاظ على البيت والأطفال فقط.

وهنا أوجه كلامي للرجل وأقول له ابحث عن المفتاح أيها الزوج الغافل، وسأقدم لك نصيحة قد تفيدك في بالرغم من معرفتي المتواضعة بعالم المرأة الفسيح.

خبراء التنمية البشرية والعلاقات الأسرية يطلون علينا كل يوم، فيحدثنا أحدهم عن المفاتيح العشرة للقلب، والثاني يذكر لك كيف تملك قلب المرأة في ثمان خطوات، والثالث يلخص لك سعادتك الزوجية في ستة نقاط، والنتيجة زيادة معدلات الطلاق بشكل مرعب، إذا لاشك أن هناك خطأ ما، إما في الفهم أو في التطبيق!

أنا أرى (من وجهة نظري)أن مفتاح قلب المرأة يكمن في كلمتين فقط (الحنان والتقدير)، نعم (الحنان) أولا فإن الحنان من أهم الصفات البشرية التي تؤثر بها قلوب الآخرين، إن المرأة بنعومتها ورقتها وقسوتها وعنادها أحيانا تسلم لك قلبها بمجرد شعورها بحنانك، وتكتشف بذكاءها المفرط مدى صدقك في تقديم الحنان لها بمختلف صوره، ولا يتسع المجال الآن لأحدثك عزيزي الرجل عن صور الحنان الذي تنتظره المرأة منك، عليك أن تبحث أنت بنفسك، فربما تشعر المرأة بحنانك من لمسة يدك لها أو حتى مجرد نظرة صادقة من عينيك.

أما الكلمة الثانية فهي (التقدير)، يجب أن تشعر زوجتك بتقديرك لما تبذله في خدمتك أنت وأولادك، فأنت تقضي أغلب يومك خارج البيت، وتعود لتجد بيتك في أبهى صورة وأولادك في دفء واطمئنان، ولا تسأل عن كم المعاناة التي تلاقيها زوجتك لتحقيق ذلك، بل تبحث أحيانا عن جوانب التقصير لتحاسبها وتعاتبها عليها، وأكاد أجزم أنك لو مكثت في البيت يوما واحدا لتقوم أنت بأعباءها، لوقفت عاجزا مكتوف الأيدي، إذا من الأفضل أنتُعبر لزوجتك عن تقديرك لما تقوم به بكلمات الشكر والثناء والتغاضي عن أي تقصير قد تراه، إعطها الإحساس بأنك تعلم وتعي وتقدر مدى تحملها لكل الصعاب بل وتحملها لك أنت نفسك بكل عيوبك من فقر وعصبية وخلافه.

الخلاصة، حتى تملك قلب زوجتك عليك بالبحث عن المفتاح وإذا وجدته ستشعر حقا بامتلاك الدنيا وما عليها ،،، دُمتم بحب وفن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط