الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المرأة وحق الاجتهاد


حكايتي عن بهية المصرية التي لا تعرف هل يجوز لها أن تشارك في حركة الاجتهاد الديني؟ وتصبح من صاحبات الرأي في مجال الفكر والتشريع الإسلامي؟ والسؤال بمعنى آخر هل يمكن الاعتماد على فتاوى المرأة ويكون لها مرجعية دينية؟ 

بعض الفقهاء يؤكدون أن حق الاجتهاد والمرجعية الدينية خاصة بالذكور.. فالذكورة شرط المرجعية الدينية.. رغم أن الكتاب والسنة خطاب مفتوح لكل ذي عقل، ورغم أن مفاهيم الدين وأحكامها الموجودة بهما يستطيع كل إنسان صاحب فكر وتدبر ورؤية أن يصل لهما.. ذكرا كان أو أنثى. 

فيقول الله سبحانه وتعالى " أفلا يتدبرون القرآن" سورة النساء، ويقول عز وجل " ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر" سورة القمر،  بل أن رواية المرأة لأحاديث سيدنا النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بلغ مكانة عظيمة، وأحيانا كانت تفوق الرجل في صدق الرواية والتبليغ فقال الحافظ الذهبي " لم يؤثر عن امرأة أنها كذبت في حديث" يقصد في رواية لحديث عن النبي.
  
وقال الشوكاني لم ينقل عن أحد من العلماء إنه رد خبر امرأة فكم من سنة قد تلقتها الأمة من امرأة واحدة من الصحابة، وهذا لا ينكره من له أدنى نصيب من علم السنة. 

وما أريد أن أتحدث عنه أننا أصبحنا في احتياج حقيقي لنساء فقيهات مجتهدات يستنبطن المفاهيم والأحكام ويتعاملن مع النص الشرعي مباشرة ويعرفن تفسير القرآن وعلم الأصول وعلم الدراية، ويمتلكن حركة وقدرة ذهنية جيدة. 

نحن في احتياج لذلك في ظل التخبط الفقهي الذي نعاني منه وفي ظل تراجع في استنباط المفاهيم والأحكام، فأصبح الكثير من النساء لديهن عدم فهم للنص الشرعي وبلبلة فكرية في كثير من الأمور، وربما يظهر ذلك في السطحية الفكرية التي يعاني منها بعض النساء خاصة في النجوع والقرى والمناطق العشوائية.. فنجد بعضهن يتبنين عادات وتقاليد بعيدة كل البعد عن الدين، مؤكدين أنها من ضوابط الأمور ونجد بعضهن سببا لانتشار التخلف والرجعية في المجتمعات التي يعشن فيها. 

ليس هذا فقط ولكنهن يؤذين بناتهن بهذا التخلف فنجدهن يمارسن كل أنواع القهر تجاههن، فبعض النساء يلتزمن بالمظاهر الدينية في العلن ويفعلن الهوايل في الخفاء. 

ربما ظهور مثل هؤلاء الفقيهات المجتهدات فكريا مع قدرتهن على إعمال العقل يجعل هناك فرصة لمساعدة هؤلاء النساء لفهم النص الشرعي وروح الإسلام ووسطيته وسماحته وجوهر الدين الذي يتمثل في المعاملة، بل قد يكون وجود مثل هؤلاء الفقيهات يجعلنا لا نرى الكثير من المظاهر الشاذة الغريبة عن مجتماعاتنا. 

فلا نجد خالة تعذب أبنة أختها الطفلة اليتيمة بوحشية ولا تأخذ من الإسلام غير ارتداء الخمار حتى منتصف جسدها أو نري أم ملتزمة الزي تقتل أولادها وهم يستحلفونها ألا تفعل.. رغبة منها في الذهاب مع عشيقها !!! 

نحن لا نريد الحديث عن الدين فقط، ولكننا نريد أن نرى فقيهات ومجتهدات يربطن الدين بالسلوك والأخلاق والتعاملات.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط