الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

روحي و روحك ....


يُعد مقالي هذا الأسبوع مختلفا إلى حد كبير عن مقالاتي المعتادة وربما يكون مثيرا للجدل، ولكنه يُعبر فقط عن وجهة نظري الشخصية، ويمكنكم القول بأنه دعوة للتفكير وإثارة الذهن في موضوع شائك للغاية، حيث أنه ربما يشتمل على أفكار دينية فقهية مختلفة.

وقد جاءت لي فكرة هذا المقال خلال مناقشتي الأسبوع المنصرم مع الدكتورة داليا الشربيني، حيث كانت تتلقى معي أحد دروس العزف على آلة البيانو، وهي شخصية مثقفة علميا ودينيا مما جعلني أتجاذب معها أطراف الحديث عن معنى (توأم الروح-Twin Flames)، وعلى الفور قفزت إلى مقدمة رأسي كلمات أغنية (روحي وروحك حبايب) للفنانة "وردة"، وهي من كلمات المؤلف العبقري "صالح جودت"، ولحن "فريد الأطرش" من فيلم (ألمظ وعبده الحامولي) إنتاج 1963 وإخراج "حلمي رفلة"، وقد بدأت أعيد النظر في كلمات مطلع الأغنية لأجدها تحمل فكرة فلسفية يجب أن نقف عندها طويلا لنفهم ونعي هذه القضية الشائكة، وسأذكركم بهذا المطلع الذي لا يجب أن يمر علينا مرور الكرام:

روحي وروحك حبايب ... من قبل ده العالم والله
أنا فؤادي مُتيم من قبل يوم التلاقي
وربي هو اللى يعلم محبتي واشتياقي
اكتبلي فى الحب نايب وطُل ع العشاق طلة
روحى وروحك حبايب ... من قبل ده العالم والله 

وهنا أريد توجيه عنايتكم إلى التعبيرين (من قبل ده العالم) و(من قبل يوم التلاقي)، أي أن الحبيبينخُلقا لبعضهما من قبل أن يلتقيا، بل من قبل خلق العالم أصلًا، وعليهما فقط أن يلتقيا أو لا يلتقيا هذه إرادة الله، وهذا ما نطلق عليه نحن عبثًا ودون فهم (توأم الروح).

فجميعنا يسمع تعبير (توأم روحي) فى حياتنا و بشكل متكرربين المحبين ومعظمنا لديه فكره واحدة و معنى واحد عن تلك العبارة وهي حبيب القلب أو القريب جدا من قلبك، و لكن في الحقيقه تؤام الروح هو أكثر بكثير جدا عن مجرد هذا المعنى، ولن يفهم هذا المعنىأو يحس به إلا من وجد تؤام روحه بالفعل.

وهنا أقدم تفسيري أنا والذي تروق له نفسي للآية الكريمة رقم 21 من سورة الروم، حيث قال تعالى:
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚإِنَّفِيذَٰلِكَلَآيَاتٍلِّقَوْمٍيَتَفَكَّرُونَ".
ومعنى خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها أي نساء تسكنون إليها خُلقت لكم من أنفسكم ولم يقل سبحانه وتعالى خلق لكم من أجسادكم كما نعلم أن حواء خلقها الله من ضلع آدم، فهذا هو الطبيعي في خلق الذكر والأنثى، أما توأم الروح فهو معنى روحاني قد لا أجد له تفسيرا غير أن توأم روحك هوالشخص الذي تشعر أنه قُطع بطريقة ما من نفس قطعة القماش التي أنت منها،ويتضح ذلك في قوله تعالى في أول سورة النساء (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا).

وأنا لا أعلم ما الفرق بين النفس والروح أصلا، ولكن أعتقد أن الروح الواحدة يمكن أن توجد في جسدين ذكر وأنثى ليكونا توأم روح وهذا تفسيري أنا، وليس عندي دليل مادي على ذلك ويكفيني القول بأن البحث في مجال الروح شيء غامض والدليل على ذلك قوله تعالى في الآية 85 من سورة الإسراء: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا).

وقد تقابل توأم روحك في الدنيا أو لا تقابله حتى لو تزوجت، فليس من الضروري أن يكون زوجك هو توأم روحك الذي خلقة الله لك، إنه موجود في مكان ما، وليس عليك البحث عنه،فسوف يأتي، كل ما عليك فعله هو أن تكون مستعدًا لاستقباله بقلب مفتوح وعقل مستنير. 

قد تلتقي بتوأم روحك في أي مكان، وقد لاتلتقيه في الدنيا أبدا، الموضوع متروك للمصادفة البحتة، التي هي من صنع الله عز وجل ولا يحتاج إلى تخطيط، أنت لا تقول لنفسك: "اليوم أريد أن أبحث عن توأم روحي"، بل تقول:"التقيت به".

السؤال فقط ماذا تفعل إذا التقيت بتوأم روحك وأنت غير مستعد لذلك اللقاء، ماذا تفعل إن إلتقيته وأنت متزوج مثلا، أترك الإجابة لكم فكما أخبرتكم في البداية أن مقالي هذا هو دعوة للتفكير والتأمل....... دُمتم بحب وفن.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط