الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ذكرى مولد يسوع ابن مريم.. آيات ومعجزات


ذكرى مولد سيدنا النبي عيسى ابن مريم، «يشوع بالعبرية» و«يسوع في الآرامية إحدى لهجات اللغة السريانية» عليه وعلى السيدة مريم ابنة عمران السلام، حباه الله بمعجزة في مولده بغير أبٍ، ومعجزة أخرى عندما رفعه إليه ومعجزات أخرى خلال دعوته الشريفة، كان عليه السلام يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ويخلق كهيئة الطير وينبئ بني إسرائيل الذين نشأ وسطهم، بما يأكلون ويدخرون في بيوتهم، وكلّم الناس في المهد. 

أرسله الله إلى بني إسرائيل، ليذكرهم بالله ويدعوهم لاتقاء الخالق والإيمان به (كونوا أنتم كاملين، كما أن أباكم الذي في السماوات هو كامل) «العهد الجديد»، وليرفع الظلم وينهى عن الاقتتال والقتل بغير حق وإخراج الناس من ديارهم (قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم، وأما أنا فأقول لكم إن كل من يغضب على أخيه باطلًا يكون مستوجب الحكم، ومن قال يا أحمق يكون مستوجب نار جهنم) «العهد الجديد»، ووعد من يحبون الله بالجنة (ما لم ترَ عين ولم تسمع أذن، ولم يخطر على بال إنسان، أعده الله للذين يحبونه) «العهد الجديد» ، و(نحن نحبه، لأنه هو أحبنا أولًا، فتلذذ بالرب فيعطيك سؤل قلبك) «العهد الجديد» . 

نهى المسيح بني إسرائيل عن الغرور والتكبر والتعالي على الناس وطمعهم اللامتناهي في أموالهم وديارهم وأراضيهم تحت دعوى أنهم شعب الله المختار، دعا إلى المساواة بين القوي والضعيف والغني والفقير، ونصر العجزة والمرضى وذوي الضيم (طوبى للمساكين بالروح، لأن لهم ملكوت السماوات، طوبى للحزانى لأنهم يتعزّون، طوبى للرحماء لأنهم يرحمون، طوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله، طوبى لصانعي السلام لأنهم أبناء الله يدعون) - «العهد الجديد» . 

كما نهى بني إسرائيل عن المراباة وأخذ أموال الناس بالباطل وإفقارهم وإذلالهم (اغفروا للناس زلاتهم، يغفر لكم أيضًا أبوكم السماوى، ولا تدينوا لكى لا تدانوا، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم)، كما قال المسيح: (من يرحم الفقير يُقرض الرب، وعن معروفه يجازيه) - «العهد الجديد» . 

المسيح نهى أيضًا عن النفاق والمراءاة والتدين الظاهري (ومتى صلّيت فلا تكن كالمرائين، فإنهم يحبون أن يصلّوا قائمين فى المجامع وفى زوايا الشوارع لكى يظهروا للناس، الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم، وأما أنت فمتى صلّيت فادخل إلى مخدعك، وأغلق بابك وصلّ إلى أبيك الذى فى الخفاء، فأبوك الذى يرى فى الخفاء يجازيك علانية، وحينما تصلّون لا تكرروا الكلام باطلًا كالأمم، فإنهم يظنون أنه بكثرة كلامهم يستجاب لهم، فلا تتشبّهوا بهم، لأن أباكم يعلم ما تحتاجون إليه قبل أن تسألوه) - «العهد الجديد» . 

(من سألك فأعطهِ، واحترزوا من أن تصنعوا صدقتكم قدام الناس لكى ينظروكم، وإلا فليس لكم أجر عند أبيكم الذى فى السماوات، فمتى صنعت صدقة فلا تُصَوّت قدامك بالبوق كما يفعل المراءون فى المجامع وفى الأزقة لكى يُمَجّدوا من الناس، الحق أقول لكم إنهم قد استوفوا أجرهم، وأما أنت فمتى صنعت صدقة فلا تعرف شمالك ما تفعل يمينك) - «العهد الجديد». 

دعا المسيح الناس إلى وحدانية الله وترك الشرك (لأنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد)، دعا إلى نشر السلام والمحبة والتآخي (سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك، وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم) - «العهد الجديد» ، وبشّر برسول يأتي من بعده إلى العالمين جميعًا، هو النبي محمد (أحمد) صلى الله عليه وسلم (من نسل سيدنا إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليه السلام). 

دعا أيضًا مما دعا إلى الانشغال بعيوب النفس وعدم النظر إلى عيوب الآخرين (ولماذا تنظر القذى الذى فى عين أخيك، وأما الخشبة التى فى عينك، فلا تفطن لها، أم كيف تقول لأخيك دعنى أخرج القذى من عينك، وهذه الخشبة فى عينك). 

قاسى المسيح عليه السلام الأمرّين خلال تبليغ دعوته، كسابقيه من الرسل أولي العزم، وتحمل ظلم من أرسله الله إليهم، حتى أمه لم تسلم منهم رغم أنها واحدة منهم، فكانت أمه السيدة مريم من آل عمران (عمرام بالعبرية) من بني إسرائيل من نسل سيدنا يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل، ليتنا نتأسى بدعوته اليوم، ذكرى مولده مدعاة لتذكر دعوته المقدسة «المحبة والسلام والإخاء والمساواة بين الناس». 

يقول المسيح عليه السلام: (كل من يسمع أقوالي هذه ويعمل بها أشبهه برجل عاقل، بنى بيته على الصخر، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبّت الرياح ووقعت على ذلك البيت فلم يسقط، لأنه كان مؤسسًا على الصخر، وكل من يسمع أقوالي هذه ولا يعمل بها يُشبّه برجل جاهل بنى بيته على الرمل، فنزل المطر وجاءت الأنهار وهبّت الرياح وصدمت ذلك البيت فسقط، وكان سقوطه عظيمًا) - «العهد الجديد».
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط