الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

يا رجال كردستان اتحدوا


تمثل الأسرة اللبنة الأولي فى كيان المجتمع، والمُعبر الحقيقي عن استقراره وتماسكه، وتنعكس أى ظاهرة مجتمعية سلبية كانت، أو إيجابية على الوضع السياسي للمجتمع، بصورة تؤثر بشكل كبير على استقرار نظام الحكم، وقوة الحكومة.

يمثل تصاعد العنف الأسري داخل المجتمعات ناقوس خطر يجب على الحكومات الانتباه له، والإصغاء لرسائله، والعمل بسرعة على مواجهة أسبابه، ووقف انتشاره.

وتمثل صفحة الحوادث بوسائل الإعلام المحلية، مرآة لحالة المجتمعات، وطبيعة العلاقة بين مواطنيها، ومستوي التدهور القيمي، والأخلاقي بصورة تجعل من تلك الصفحات مرجعا رئيسيا لمراكز البحوث المجتمعية، ومؤسسات استطلاعات الرأي.

وترتكز مهمة تلك المراكز، على تحليل تلك الظواهر السلبية، وتقدير نسبة انتشارها بالمجتمع قياسا للمجموع الكلي للسكان، وهل هى ظاهرة عامة بالمجتمع، أم تنتشر بين فئة معينة فقط ، وكيفية الوقوف فى وجه ذلك، ورفع تقارير لصناع القرار حول الظاهرة وآليات مواجهتها .

لم أتشرف بمخالطة شعب كردستان، والاندماج وسط طبقاته المجتمعية، ولم أجد الوقت الكافى لدراسة وتحليل ظواهره المجتمعية، مكتفيا بالإهتمام الشئون السياسية، وتقلبات الأوضاع بالاقليم، وعلاقته بدول الجوار فى ظل شرق أوسط لا تتوقف أحداثه، ونظام عالمي لا تنتهي صفقاته.

وفى ظل هذه الحالة التي أعانيها من غلبة السياسة على اهتمامي فى متابعة الوضع بكردستان، وقعت عيني على احصائية مفزعة منسوبة لما يعرف بـ" اتحاد رجال كوردستان" تتحدث عن العنف المُمارس ضد الرجال فى إقليم كوردستان خلال عام 2018.

التقرير المفزع كما نشرته "رووداو" يتحدث عن تسجيل 155 حالة انتحار للرجال داخل الإقليم بسبب زوجاتهم، فضلا عن مقتل 5 أخرين على يد زوجاتهم ،29 حالة طرد للرجال من بيوتهم ، 221 حالة سطو على الأطفال بعد الطلاق .

خطورة تلك الأرقام، ليس فى عددها، فربما يراها البعض قليلة، ولكن من المؤكد أن مجتمع شرقيا محافظا مثل كردستان يُفترض ان للرجال فيه قوامة، عندما تصل هذه الشكاوي، بهذه الأرقام لمراكز حقوقية، فلابد أن الأمر جد خطير.

عندما يكون فى كردستان العراق، اتحاد لحماية حقوق الرجال أمام العنف النسوي، ويخرج هذا الاتحاد ليعلن أن أرقام العنف ضد الرجال تدعو للخجل وذلك فى مؤتمر صحفي تتناول أخباره وسائل الإعلام المحلية والعالمية، فلابد من وقفة.

بيان اتحاد رجال كوردستان يمثل ناقوس خطر، وإشارة واضحة عن ظاهرة بدأت تتضح ملامحها فى المجتمع الكردستاني، وهو ما يوجب على الحكومة برئاسة رئيس الوزراء السيد نيجرفان وهو فى نفس الوقت المرشح المحتمل لرئاسة الإقليم، الإهتمام بمواجهة هذه الظاهرة قبل أن تتفشي أكثر شعب كردستان.

على حكومة كردستان، تدشين برامج لحماية استقرار الأٍسرة، ومواجهة العنف الأسري، ووقف كل البرامج التي تزعم دعم المرأة، والحفاظ على حقوقها ولكنها فى نفس الوقت تدمر الأسرة، وتهدم بنيان المجتمع من الداخل.

ربما تحتاج الحكومة، لتدشين دراسات فى الإرشاد الأسري والتربوي بجامعات كردستان، وتخصيص وزارة باسم الأسرة والطفل مهمتها الأساسية دعم الأسرة وحفظ استقرارها، بما يحفظ الأجيال الجديدة ويضمن لهم الحياة الكريمة وسط عائلة مستقرة.

أعتقد أن السيد نيجرفان برزاني وهو المسئول عن استقرار كردستان ومستقبل شعبها لا يمكن ان يقف صامتا امام ذلك الوضع المجتمعي المخزي، نيجرفان قائد رجال كردستان وزعيمهم لن يرضي بهذا العنف النسوي بالإٌقليم، وسيثأر لأبناء جنسه من ظلم حواء كردستان عن طريق وقف ومواجهة الأسباب والبرامج الداعمة لهذا العنف النسوي الهادم لاستقرار كردستان وشعبها.

ختاما ..أدعو وسائل الإعلام بالدول الشرق أوسطية بشكل عام، كفاكم تقسيما للأسرة، كفاكم تحريضا وزرعا للفتن بين الأسرة الواحدة، الرجل هو غطاء المرأة، والمرأة لباس الرجل ، العلاقة بين الرجال والنساء علاقة مودة والرحمة وسكن وليس ترصد وعداء...فاستيقموا يرحمكم الله ..
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط