الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قوية بس مكسورة




أنا اللي حياتي عاندتني وطول الوقت ظالماني
تملي الدنيا تمسكني من الإيد اللي وجعاني
رغم ده كله أنا واقفة بسند ضهري لو محني
عشان عارفة اني لو هضعف فيه مليون إيد هتبدحني
وبياعة ومتباعة وعايشة في دنيا خداعة
بتجبرني اغير كل يوم في قناع
وتبقا ليا ١٠٠ صورة قوية بس مكسورة
انا السكة اللي فيها نجاة وفيها ضياع....

أغنية 100 صورة تتر مسلسل "ممنوع الاقتراب أو التصوير"غنتها الفنانة "أنغام" من كلمات "أمير طعيمة" ولحن"وليد سعد"، المسلسل بطولة الفنانة زينة ويشاركهافتحي عبدالوهابونسرين أمين ومحمد شاهين، وإخراجزياد وشاحي، إنتاج 2018.
ولن أتحدث عن الحالة الانفعالية الرائعة التي عاشتها أنغام وهي تغني هذه الكلمات حتى تصل إلى صميم وجداننا كمستمعين سواء متخصصين أو غير متخصصين، لأن هذه الحالة لا تصفها كلمات، كل ما عليك فقط الاستماع إلى الأغنية وستصلك الحالة بل وتتملك منك لتصاحبك بضعة أيام.
كل ما أود الحديث عنه هو التعبير (قوية بس مكسورة)، ودعوني أسألكم متى تكون المرأة قوية بس مكسورة؟ أي ما الذي يكسر المرأة؟
برغم بساطة السؤال إلا أن الإجابة معقدة جدا، حتى أن المرأة ذاتها لا تستطيع الإجابة عن هذا السؤال ببساطة، إلا إذا تجردت عن ذاتها ونظرت لحالها نظرة محايدة.
أنا أرى من وجهة نظري أنه لا يكسر المرأة إلا أحد أمرين إما (الفراق أو الخيانة).
(فراق المحبوب) مصيبة حتمية بالنسبة للمرأة كفيلة أن تكسرها كسرا لا يُجبر بالوقت مهما طال، تلك المرأة الرقيقة صاحبة المشاعر المتدفقة التي إذا أحبت بصدق أعطت للمحبوب كل ما تملك دون إعمال للعقل، وتكون هذه المصيبة أشبه بالكارثة إذا كان المحبوب مخلصا لها في حبه وأن الفراق ليس برغبته أو رغبتها وإنما يكون السبب في الظروف المحيطة، فمثلا الحالة المادية للشاب المُحب والتي ربما تقف حائلا منيعا أمام إتمام الزواج مما يجعل أهل الفتاة يعارضون بشدة بل ويجبرونها على الزواج بسرعة من الشخص المناسب من وجهة نظرهم، حينها تعيش المرأة بقية عمرها مخلصة وفية للزوج الجديد بعقلها وجسدها فقط، أما القلب فقد كُسر ولم يعد يقدر إلا على ضخ الدم إلى سائر أعضاء الجسم لتعيش فقط وهي حُطام امرأة.
أما (خيانة المحبوب) هي الطامة الكبرى التي تكسر المرأة وتفقدها الثقة في نفسها أولا ثم في المجتمع كله ثانيا، خاصة حين تشك أن كل المجتمع حولها كان يعرف أنها مخدوعة وأن زوجها خائن محترف وهي الوحيدة التي لا تعلم.
فحين تحب المرأة رجلا ما وتُصر على الارتباط به ويحدث ذلك بالفعل رغم كل الصعوبات التي قد تواجههم حتى يصلوا إلى الرباط الغليظ ويتم الزواج وتبدأ المرأة في نسج خيوط بيتها، سرعان ما يفتر الحب من ناحية الرجل الذي وعدها ألف وعد بأنه لن يرى امرأة سواها، وقد تصبر المرأة على هذا الفتور بل وقد تتحمل إهمال الرجل لها وتقصيره في حقوقها الشرعية ملتمسة له الأعذار، إنه مرهق اليوم، قد يكون لديه من مشكلات العمل ما يفقده الشهية الزوجية، إنه يعمل كثيرا لتأمين حياتي ماديا ويفضل ذلك عن الاستمتاع بجسدي، إنه يعيش من أجلي، إنه ينسى نفسه، إنه..... إنه..... إنه......
وفي العطلة الأسبوعية حيث اعتادت تلك المرأة الطيبة الذهاب بمفردها لزيارة بيت أسرتها والمبيت هناك ليلة كاملة،في حين يمكث زوجها في البيت لينال قسطا قليلا من الراحة ليستطيع مواصلة العمل الشاق طوال الأسبوع من أجل إسعاد زوجته، قررت العودة سريعا لتفاجئه بهدية اشترتها له لتُعبر عن تقديرها لمعاناته من أجلها، لتجده بالفعل نائما مرهقا في فراشه ولكنه ليس بمفرده ! حينها فقط أعتقد أنها ستكون قوية بس مكسورة ....... دُمتم بحب وفن.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط