"عندما تنام كل العيون تظل عيون الحب وحدها ساهرة"، هكذا كان حال الكاتب والشاعر الكبير أحمد رامي، الذي كتب لسيدة الغناء العربي "أم كلثوم" 110 أغنيات، كلها عن الحب والعشق والسهر والعتاب، كل ذلك لأنه أحبها.
«حيرت قلبي معاك وأنا بداري واخبي قولي أعمل إيه وياك ولا أعمل إيه ويا قلبي بدي اشكيلك من نار حبي بدي احكيلك على اللى في قلبي»، أحد أعظم الأغاني التي غنتها كوكب الشرق، والتي كتبها الشاعر أحمد رامي، لمحبوبته "كوكب الشرق"، والتي لخصت قصة الحب بينهما في الحيرة خاصة وأن كل منهما يحب الآخر.
أول لقاء
في عام 1924 طلب الشيخ أبو العلا أستاذ أم كلثوم من الشاعر أحمد رامي، قصيدة من تأليفه، فقدم له أحمد رامي قصيدة "الصب تفضحه عيونه"، والتي أعطاها الشيخ "أبوالعلا" لأم كلثوم كي تغنيها، وكان "رامي وقتها في باريس، وبعد عودته أخبره أحد أصدقائه عن وجود فتاة تغني أشعاره، فذهب إليها حتى جلس في الصف الأول ليسمعها، حتى غنت قصيدته بدون آلات موسيقية.

سيرة حب
إعجاب الشاعر أحمد رامي بصوت "أم كلثوم" خلقت حالة من التعاون الكبير بينهما، حتى أنه كتب لها في نفس العام أغنية "خايف يكون حبك"، حتى كتب بعدها، "أنا حالي في هواها عجب" ثم، زارني طيفك في المنام"، لتجسد تلك الأغاني مسيرة مراحل الحب وتسرد قصة حب بالغناء.

العتاب بالأغاني
قصة الحب التي جمعت أحمد رامي بـ "الست" كتب خلالها العديد من قصائد العناب التي غنتها كوكب الشرق، والتي كان أخرها أغنية "يا مسهرني" والتي عاتبها فيها، لانها لم تسأل عليه لأيام عدة كان يمكث خلالها في البيت والتي تقول فيها كوكب الشرق، "ما خطرتش على بالك يوم تسأل عني، وعنيا مجافيها النوم يا مسهرني.. دا انا قلبي بيسألني إيه غير أحواله ويقولي بقى يعني ماخطرتش على باله".

حب بلا زواج
على الرغم من قصة الحب الكبيرة التي جمعت الشاعر أحمد رامي وكوكب الشرق أم كلثوم، إلا أنه لم يطلب منها الزواج مطلقا، حتى أن ابن الشاعر أحمد رامي قال في أحد لقاءاته الصحفية أنه سأل والده عن سبب عدم زواجه من أم كلثوم ليرد عليه أحمد رامي، قائلا: «لو تزوجتها سيكون الزواج سببًا في اعتزالها الغناء لأنني رجل شرقي، ولن أسمح لها بالغناء، ولم أكن أستطيع أن أقول فيها سهران لوحدي أناجي طيفك الساري وهي بجانبي في بيت واحد».
