دينية البرلمان تكشف موقفها من هجوم إبراهيم عيسى على الصيام

عقدت لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، برئاسة الدكتور أسامة العبد، اجتماعا ناقشت طلب الإحاطة المقدم من النائب الدكتور أحمد عبد اللطيف الطحاوى، والموجه لرئيس مجلس الوزراء والهيئة الوطنية للإعلام، بشأن تجرؤ الصحفى إبراهيم عيسى فى برنامج تليفزيونى على قناة الحرة، على ركن الإسلام الصيام، وأجلت مناقشة الطلب لاجتماع آخر لحين حضور مسئولى المجلس الأعلى لتنظيم.
وأكد مقدم طلب الإحاطة النائب أحمد الطحاوى، فى كلمته، أن إبراهيم عيسى، قال فى البرنامج، إنه لم يجد للصيام حكمة وأن الصيام مهد للصحة وأن الصيام يعمق الفرقة بين الفقراء والأغنياء.
ولفت إلى أن "عيسى" نسى قول الله تعالى فى القرآن الكريم: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون"، كما نسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوموا تصحوا"، حيث قال "عيسى": "أدركنا أن الصوم متعب للصحة، وأن صيام شهر رمضان كاشف لفروق اجتماعية وطبقية هائلة"، كما قال "عيسى"، إنه بحث كثيرا عن الحكمة فى الصوم، واستمع إلى عشرات الحجج التى يسوقها آلاف الخطباء والوعاظ الذين يرون فى أنفسهم أنهم علماء، وقال "عيسى": "لم أر فى صيام رمضان حكمة إلا أنه قرار سيادى من الله، افعل وصم، فنفعل ونصوم، دون أن ندرك حكمة الصيام، وإن شاء الله عننا ما أدركنا حكمة هذا الصيام، ربنا عاوزنا نصوم فهنصوم، بلاش الاستغراق فى بحث أسباب هى حقيقة الأمر لا يمكن أن تمر على عقل ومنطق سليم".
وأكد النائب أحمد عبد اللطيف الصحاوى، أن كلام إبراهيم عيسى عن أن الصيام أمر سيادى أمر لا يصح أن يتحدث هكذا عن الذات الإلهية.
وقال النائب الدكتور عمر حمروش، أمين سر لجنة الشئون الدينية: "أسلوب إبراهيم عيسى فيه سخرية وتهكم على العلماء، فالمؤسسات الدينية مليئة بالعلماء الذين يظهرون صحيح الدين وسماحة ويسر ووسطية الإسلام، وللأسف عندما أذيع هذا الحديث له فى البرنامج فى شهر رمضان الماضى لم يرد عليه أحد، وأطالب المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام والهيئة الوطنية للإعلام بفتح تحقيق فى هذا الأمر وإبلاغ اللجنة بنتائج التحقيق، لأن حديث إبراهيم عيسى فيه تجاوز".
وطالبت النائبة أمانى عزيز، وكيل لجنة الشئون الدينية، بسرعة إصدار قانون تنظيم الظهور الإعلامى لرجال الدين، قائلة: "لازم نقف وقفة شديدة عند هذا الموضوع كلجنة دينية".
وأكد النائب الدكتور محمد إسماعيل جاد الله، نائب حزب النور: "ما قاله إبراهيم عيسى كلام سخيف لا يرقى لمستوى أن يتفوه به أى جاهل، حتى الجاهل لا يتفوه بهذا الكلام، هذا كلام حاقد، هذا الكلام سبقه فيه بعض الناس قديما، فهو يتكلم فى أمر عظيم جدا ركن من أركان الإسلام، العلة واضحة من الصيام أن الله فرض الصيام على عباده من أجل أن يعلمهم التقوى"، مشيرا إلى قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
وقال "جاد الله": "ربنا سبحانه وتعالى أباح الفطر فى رمضان عشان السفر والمرض، وقضايا الدين مبنية على التسليم والإيمان بالله عز وجل، فهذه الدنيا فانية، وعلى إبراهيم عيسى أن يراجع نفسه"، مقترحا توصية اللجنة بتقديم مذكرة بإيقاف هذا البرنامج.
وأكد الدكتور سعيد عامر، الأمين العام المساعد للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، ممثلا عن الأزهر الشريف: "الأديان شيء مقدس، أيا كان الدين فهو مقدس عند أهله وأصحابه، ولا يجوز لأى مخلوق أن يتجرأ على الأديان، فى كل دين ثوابت، ربنا هو الذى خلق الإنسان ووضع عليه الكتالوج والمنهج، أرجو أن تكون الثوابت مع هذا الإعلامى لها مكانتها، وأن نتأدب مع الله سبحانه وتعالى".
وتابع "عامر": "لو بيناقش مسألة فرعية وكان له وجهة نظر ماشى، لكن عندما يناقش مسألة ثابتة فيها الحكمة ظاهرة وواضحة ويتحدث أن شهر رمضان شهر الابتهاج والطرب ولا تمنعوا الأفلام والمسلسلات، نقول له إن ربنا سبحانه وتعالى حرم جماع الرجل لزوجته فى نهار رمضان، ورمضان شهر القلوب والجوارح، ليس شهر الطرب والابتهاج، هوشهر القلوب لا الابدان، وهو شهر التجرد، وغير مقبول أى تطاول وتجرؤ، ربنا أمرنا فنقول سمعنا وأطعنا".
وأكد الدكتور أحمد ممدوح، أمين عام الفتوى بدار الإفتاء المصرية أن الطرح الذى قام به الإعلامى إبراهيم عيسى غير موفق وحصل فيه خلط المفاهيم الشرعية والطرح بهذه الطريقة طرح فج غير موفق، والرجل الحقيقة لم يعترض على الحكم الشرعى، لكن اعترض على الحكمة منه، وقضية الحكمة إذا وجدت حتى نثبتها لا يلزم أن تكون الحكمة موجودة فى كل فرض، الموجود هو العلة، ولابد من إدراك الفرق بين الحكمة والعلة، فالطب أثبت فوائد الصيام.