الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عاشت الأسامي وعقدة الخواجة


آفة حارتنا.. عقدة الخواجة.. والإصرار لدى الكثيرين في مجتمعنا على التشبه بالغرب سواء في اللبس أو المعيشة والتصرفات والكلام باللغات بمناسبة ومن غير مناسبة من باب الشياكة والحداثة أكبر دليل على السطحية والتفاهة، حتى وصل الأمر الى الأسماء التي يتم إطلاقها على المواليد من البنين والبنات وهي أسماء لا علاقة لنا بها من قريب أو من بعيد، رغم أن الاسم هو الرمز اللفظي الدال عليه وممكن أن يؤثر على الانطباع الحسن او السيئ عن الطفل او الشخص المتسمى به، والعجب كل العجب من اولئك الذين يسمون ابناءهم وبناتهم بأسماء لا تمت بأي صلة لمجتمعنا وقيمه ولا تدل على الاهتمام ولا على حسن الاختيار أو تدل على التبعية العمياء لغير العرب أو حتى مجتمعنا المصري وحضارتنا التي سبقت العالم كله بآلاف السنين.. بمعنى بدلا من الاسماء الغربية التي نطلقها على الأولاد والبنات من عينة انجي وفنجي وميريت وسيلينا وفلينا .. لما لا نسمي ابناءنا بأسماء المصريين القدماء.. ولعلكم لاحظتم ما شاع في الأعوام الأخيرة من أسماء جديدة وغريبة لا تتصل بلغتنا، ولا بثقافتنا، وبخاصة أسماء الإناث فغلبت عليها الميوعة المتكلفة وتنافس في اختيارها بعض الآباء والأمهات، مما دَفَعَ فئة منهم إلى اختراع أسماء عجيبة لا وقار فيها، أو ذات دلالة عكسية أو بلا دلالة مطلقا لا يهمهم من ذلك كله إلا مواكبة (الموضة المحمومة) للأسماء الجديدة والغريبة.

وما دفعني للكتابة في هذا الأمر ما كتبه الصديق العزيز خالد الشريف عن هذا الأمر قائلا: الأم عربية والأب عربي ويعتبران تسميه ابنتهما باسم (ليوف - ليون- لين-اسيمو-سيرام) واسماء اخرى لا تعطي معني بل نعجز عن نطقها بشكل طبيعي شيئ مزعج ومقزز، انه التقدم او التطور وللاسف الزوجات يغضبن اذ لم تسمي مما يختارون من اسماء وربما تصل الي حدود الطلاق ما معني التقرب للغرب وانتِ تبتعدي عن بيئتك وحضارتك فعندما تكون من جينات لغه الضاد فلا من الاصول او الحق ان تخرجي من محيط ابجدية الحروف فلو الزوجة اجنبية فلا ملام والعذر موجود وهل رأيت يوما اجنبيه اسمها من اسماء أمهاتنا، أيها الزوج أيقن أنك عربي واختار لبنتك اسمًا عربيًا..

ولأنني وجدت في الأمر ظاهرة تستحق الاستقصاء والعلاج كنتُ -منذ مدة- وما زلت أتتبع مروجي أمثال تلك الأسماء ومخترعيها على شبكة التواصل الاجتماعي منها مثلا (يا بنات الحقوا على آخر أسماء الدلع)، (أسماء بنوتات روووعة) وتحت تلك المواضيع أسماء عجيبة، المناسب منها قليل وأكثرها باطل في اشتقاقه وفي معناه وفي ادعاء أصله العربي .. وأخيرا أضم صوتي لصوت الصديق خالد بضرورة التمسك بأصالتنا وبما يعبر عنا وعن بيئتنا.. إلا في حالة المتزوج من أجنبية فعليه ايضا أن يعطيها حقها في أن تٌطلق على ابنها او ابنتها الاسم الذي تريده لمولودها لأنها تعيش في بيئة غير بيئتنا ونصفها ينتمي لعالم آخر وثقافة أخرى.

الخلاصة يا سادة .. علينا ان نختار لأبنائنا اسماء تتماشى مع البيئة التي نحيا فيها وأن تكون أسماء واضحة ولا تتسبب في أذى او حرج لأطفالنا حتى لا نكون سببا في تعرضهم لأزمات نفسية بسبب أسمائهم .. وحتى لا تموت الأسامي المصرية الخالصة ولا العربية الخالصة.. والله المستعان
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط