الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من طوسون باشا لـ اليوسفي .. قصة فاكهة أضحكت محمد علي بعد حزن طويل

اليوسفي - يوسف أفندي
اليوسفي - يوسف أفندي

مع برودة الطقس وفصل الشتاء، يأتي موسم فاكهة اليوسفي، لحظة تجلي وعمق قد تراودك أو تخطر ببالك حول أصل تسمية هذه الفاكهة، أفكار تائهة تخبط ذهنك تقطعها بقطمة فص من فصوص الثمرة بين يديك، فإذا استصعبت مسمى يوسفي، فماذا لو اسميتها "طوسون باشا" كما كان مفترضًا لها.

قصة حب حزينة، مشاعر أبوة لا تفرق بين حاكم وعبد، فهاهو محمد علي باشا منفطر القلب على وفاة فلذة كبده، طوسون باشا، الذي رحل عنه في ريعان شبابه، ليحطم آمال وأحلام الأب التي رسمها لخليفته في العرش، لتذهب كل طموحاته سدى ويحزن محمد علي باشا حزنا شعر به المصريون جميعا. 

يوسف أفندي، شاب من البعثات العلمية التي تم اختيارها في عهد محمد علي والإصلاح التعليمي للسفر للخارج، إلى فرنسا وإيطاليا لتعلم زراعة الفاكهة والخضروات، للاستفادة من الخبرات الأوروبية، في الزراعة للنهوض بها في مصر، التي أولاها اهتماما كبيرا آنذاك، ورغب في تحقيق اكتفاء مصر الذاتي من المنتجات والمحاصيل الزراعية. 

وفي هذه الأثناء، وفي طريق البعثة للعودة إلى مصر، اضطرت سفينتهم في رحلتهم البحرية للوقوف بجزيرة مالطا، ومكثوا بها لمدة أسابيع معدودة، والتقت البعثة في هذه الأثناء بتجار من دول آسيا، ووجدوا نوع جديد من الشجر معهم أطلقوا عليه اسم مندرين، وكان من بين البعثة، يوسف أفندي، الذي أثارت الشجرة فضوله لتجربتها، ونالت استحسانه لدرجة دفعته، لطلب شراء شجر منها للعودة بها إلى مصر، وبالفعل قام بشرائها.

عادت البعثة إلى مصر، وعلم محمد علي بأنباء يوسف أفندي والشجرة الجديدة التي أحضرها معه، وبالرغم من الحزن الاكتئاب وحالة الهم التي سادت حياة محمد علي بعد وفاة نجله، إلا أنه أصر على مقابلة البعثة بنفسه، لرؤية الفاكهة الجديدة ومقابلة يوسف أفندي. 

ذكاء ودهاء يوسف أفندي دفعه للسؤال حول ما يحب محمد علي باشا، وما أكثر شئ محبب إلى قلبه، فعلم بأن طوسون باشا هو الوحيد الذي استحوذ قلبه وكسر فؤاده بموته، وجاءت لحظة التقائهما، وتذوق محمد علي باشا الفاكهة، ، فسأل ما اسم الفاكهة، فرد يوسف قائلا : "طوسون باشا"، فتبسم محمد علي وافرج عن ضحكته التي ظلت حبيسة منذ مدة طويلة منذ وفاة ابنه، وأمر جنوده بزرع شجرة يوسف أفندي في الحديقة، فربط الجنود اسم الفاكهة باسم يوسف أفندي و اقترنا معا حتى يومنا هذا، ويقال أحيانا يوسفي.

وأمر محمد على أن تخصص أراضي نبروه بالدقهلية ليوسف أفندي يشرف عليها بنفسه، فيما تم زراعة أراضي كبيرة منها في شبرا.