علي جمعة يكشف لماذا يطلق على الصوفية أهل مرتبة الإحسان

قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق بأن الصوفية عندهم كل كلمة يجب أن تكون في القرآن وفي السنة لأنهم أهل الله، لأنهم أهل مرتبة الإحسان، لأنهم لا يَصدرون إلا من تشبُّعهم من كتاب الله يقومون به آناء الليل وأطراف النهار لعله يرضى ولا يزالُ لسانهم ذاكرًا لاسم الله تعالى، «لاَ يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِ اللَّهِ» فجعلوا هذا الطريق إلى الله المِظَلَّة التي يستظلون بها فيه (الذِّكْرُ والفِكْر)، قالوا ونحن في طريقنا إلى الله تعالى نذكر باللسان، بالقلب ، بالعقل ، بالروح، ونتفكر ونتدبر ونتأمل ونَرْبِطُ الأمورَ بحقائِقِهَا ومآلاتها وما له صلةٌ بها.
وأضاف جمعة في بيان له عبر صفحته الرسمية على الفيس بوك ، قائلا: الطريق إلى الله تعالى والطريقة السلوكية التي نتوكل فيها على الله، وهو مقيدٌ بالكتاب والسنة وأدواته الذِّكْر والفِكْر، ويهْدِفُ إلى التخلية من كل قبيح، والتحلية بكل صحيح، والتخلي والتحلي يؤدي إلى التجلي، والتجلي أمرٌ أُخِذَ من التجربة الإسلامية الإنسانية، وأخْذُنَا منها هو عَيْنُ الكتاب والسنَّة.
وتابع: ما التجلي ؟ هو: انكشافُ الأسرار وتنزُّلات الأنوار. وما الأسرار ؟ قالوا: أسرار العبادة، وأسرارُ العمارة، وأسرار تزكية النفس، ومن أين أتوا هؤلاء الثلاث؟ قالوا: قال ﷺ: «سورة الإخلاص تعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآن» وهذا معناه أنها تتكلَّمُ عن شيء من ثلاثة. وما الذي تتكلم عنه سورة الإخلاص؟ التوحيد والعبادة {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ * اللهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} ، قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ، والعمارة: قال تعالى: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} أي طلب منكم عَمَارَها، والتزكية: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} إذن كل شئ عندي له دليل .
وأوضح المفتي السابق: أن العبادة والعمارة والتزكية هي وسيلتُنا في هذا الطريق. وكل ذلك خُلُقًا مرتبطًا بالعقيدة، وهو أصلُ الدينِ وجُلُّ ما تركَهُ لنا رسول الله ﷺ في ميراثه المبارك: «تركتكم على المحجَّة البيضاء ليلُها كنهارِها لا يزيغُ عنها إلا هالك: كتاب الله وعترةَ أهل بيتي» رواية الترمذي ، وفي رواية أحمد: «كتاب الله وسنتي» إذن ترك لنا ثلاث: كتاب الله وسنته وعترة أهل بيته الكرام. {قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى} . فحب آل البيت من أركان هذا الطريق إلى الله سبحانه وتعالى.