بروفايل.. حمزة بن لادن.. الصدقة جعلت منه قائدًا.. السعودية تسقط جنسيته.. ومعلومة عنه بـ مليون دولار

أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم الخميس، إسقاط الجنسية عن حمزة بن لادن، نجل زعيم تنظيم القاعدة السابق، أسامة بن لادن، وهي خطوة جاءت بعد أن كانت الولايات المتحدة الأمريكية قد رصدت مكافأة قدرها مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تسهم في القبض عليه.
فمن هو ذلك الشخص الذي أصبحت المعلومات عنه تساوي مليون دولار؟
تقول هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، إن المثير في أمر هذا الشاب هو أن الصدفة هي التي دفعت هذا القائد الشاب ليصبح زعيما لتنظيم، ففي البداية كانت الجهود كلها منصبة على إعداد أخيه، سعد بن لادن، الابن البكر لأسامة بن لادن، لخلافته في قيادة التنظيم، والذي شارك بالفعل في التخطيط للكثير من العمليات. لكنه سعد لقي مصرعه بصاروخ أمريكي في غارة جوية في باكستان عام 2009، وهو في الثلاثين من عمره.
شكلت واقعة استهداف الابن البكر لأسامة بن لان نقطة تحول في الرهان على الزعيم الجديد للتنظيم، حيث تحول الرهان إلى شقيقه الأصغر حمزة. وأفادت خطابات بخط يد أسامة بن لادن، عثر عليها في الحي السكني الذي اختبأ فيه عند مقتله عام 2011، أنه كان يعد حمزة لخلافته في التنظيم، والانتقام لقتل سعد.
ووتشير هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن حمزة هو ابن خيرية صابر، إحدى زوجات أسامة بن لادن الثلاث. وهي حاصلة على شهادة الدكتوراه في علم نفس الأطفال، وأكاديمية سابقة في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة. وأُلقي القبض عليها في محل إقامتها مع زوجها في الحي السكني في بلدة أبوت آباد، حيث قُتل في الغارة الجوية التي شنتها الولايات المتحدة على المنطقة عام 2011.
وتثور شكوك في علاقة حمزة مع السلطات الإيرانية، حيث يعتقد بأن حمزة ووالدته وبعض أفراد أسرة بن لادن انتقلوا إلى إيران في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، وأنه بقي تحت الإقامة الجبرية في إيران لفترة طويلة. وأشارت وثائق عُثر عليها في مقر إقامة بن لادن إلى أن التنظيم كان يعمل على الجمع بين الأب وابنه.
في عام 2001 ظهر حمزة لأول مرة حيث كان يقف بين مجموعة من مقاتلي حركة طالبان الافغانية، خلال شريط بثته قناة الجزيرة خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان، ومع تولي أيمن الظواهري قيادة التنظيم، يرجح أن حمزة - هو من مواليد عام 1991 - أصبح هو الرجل الثاني.
في عام 2015، قدم الجهاز الدعائي للقاعدة حمزة لأول مرة بصفته عضوا في التنظيم. ونشر تسجيل صوتي له في أغسطس، دعا فيه إلى الجهاد ضد الولايات المتحدة وحلفائها. وفي يوليو 2016 ظهر حمزة مرة أخرى خلال تسجيل صوتي بعنوان "كلنا أسامة"، توعد خلاله الولايات المتحدة بالانتقام لمقتل والده.
وقال حمزة: "سنواصل ضرباتنا واستهدافنا لكم في بلادكم وفي الخارج، ردا على قمعكم لشعوب فلسطين وأفغانستان وسوريا والعراق واليمن والصومال، وباقي أرض المسلمين، التي لم تسلم من غزوكم". وأضاف أن "انتقام الأمة الإسلامية لأبيه ليس انتقاما لشخص أسامة، وإنما انتقام للذين دافعوا عن الإسلام".
وفي يناير2017، أُدرج حمزة بصفة رسمية ضمن قائمة العقوبات الأمريكية للإرهابيين. وتقضي هذه العقوبات بمنعه من التعامل مع أي شركة أمريكية أو امتلاك عقارات في الولايات المتحدة.
وقالت الخارجية الأمريكية آنذاك إنها تُبلغ المجتمع الدولي أن "حمزة بن لادن انخرط في الإرهاب".
في نوفمبر من نفس العام، نشرت وكالة الاستخبارات الأمريكية وثائق عثر عليها في مقر إقامة أسامة بن لادن. ومن بينها تسجيل بالفيديو لزفاف حمزة، يظهر فيه وهو شاب في مقتبل العمر.
لكن هذا الفيديو لم يكن آخر ما سمع العالم عن زواج حمزة. وفي أغسطس 2018، انفردت صحيفة الجارديان البريطانية بنشر خبر زواج حمزة من ابنة محمد عطا، قائد المجموعة التي نفذت هجمات سبتمبر عام 2001.
ونقلت الصحيفة الخبر عن أحمد وحسن العطاس، الأخوين غير الشقيقين لبن لادن. وكذلك عن والدة بن لادن، عليا غانم، التي ما زالت على اتصال بزوجات بن لادن وأفراد أسرته الذي عادوا إلى المملكة العربية السعودية بعد أن منحهم ولي العهد السابق محمد بن نايف ملجأ.
ويشير محللون، بحسب بي بي سي، إلى أن هذه الزيجة تؤكد أن "المرتبطين" بهجمات الحادي عشر من سبتمبر ما زالوا يشكلون المحور الرئيسي في قيادة تنظيم القاعدة.
وأكدت الأسرة آنذاك أنها لم تسمع أي أخبار عن حمزة أو تتلقى أي رسائل منه. ولا يُعرف بالتحديد مكان إقامة حمزة. لكن الأسرة قالت إنه قد يكون في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان.