الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

همسات


*تحتاج الدول فى سبيل نهضتها للتركيز على عدة محاور هامة, تنجلى بها حقيقة المواجهات والعقبات التى تتصدى لمشاريع التنمية, و تتطلب تكاتف وتلاحم الأيادى لرفع شأن الوطن, فى اعتقادى أن أهم ما يجب أن نُرَّكز عليه فى سبيل النهضة والتصدى للفساد هو احتياجنا لما يسمى لـ "ثقافة التعامل والتلاقى مع الآخر" وهى ثقافة ذات مفهوم واسع يغطى كل المجالات ابتداءً من النشأة وحتى الممات . فنحن إذا أحسنَّا التعامل مع الأمانة التى نتولاها كقيادات في مواقعنا المختلفة , وإلتزمنا بمنتهي التجرد بالاختيار الصحيح للعاملين ستكون بداية النجاحات, فالرجل المناسب إذا تم اختياره فى المكان المناسب ستختفى أشياء معقدة كثيرة تؤثر فى نهضة الأمة, وإذا وضعنا الأسس السليمة لتربية النشئ سنصل لجيل قادر على مواجهة الأزمات وابتكار الحلول. 

فنحن نحتاح لتغيير ثقافة التعامل مع النبت الصغير, ولن يتأتى ذلك إلا بتغير جذرى لمفهوم الأبوين فيما يحملانه من ثقافة الماضى حول السلطة والتسلط, الأجيال الجديدة لم تعد تحتمل الأوامر والتوجيه, فهى أجيال ترى فى نفسها القدرة على التحدى والتصدى, وصنع المستحيل, و من الصعوبه غالبًا جدًا أن تستمع للنصيحة, وبرغم أننى ضد التعميم إلا أن غالبية الجيل الجديد يحمل فى طيات نفسه لغة الرفض المبدئي . ولأن النبت كبر وبدأ لا يتحمل القسوة فى التعامل والحوار؛ علينا التواصل بأفكارنا للجيل القادم, وهى واجبات يجب أن تتضافر جهود كل الوزارات والأجهزة المعنية للإرتقاء بتنمية ثقافات وقدرات الجيل الجديد, وتوجيهه بلغة الانتماء والاختيار الصحيح, وبالتالى صنع كوادر أبطال التنمية. فالعقلية المصرية تمثل قضية أمن قومى يجب الاهتمام بها؛ من خلال ثقافة التعامل مع الجميع بحكمة التواصل للأفضل وليس فرض الأمر.

هناك مفاهيم يجب أن تراعي في التعامل. ثقافة تعامل الأب مع أولاده, المعلم مع طلابه, المدير مع مرؤوسيه, ثقافة الاختيار بدون محسوبية, ثقافة عدم المجاملة للصالح العام, ثقافة احترام الرأى واحترام الأفكار, واحترام الخبرة, واحترام التوجه مهما كان مختلفًا مع الآخر, ثقافة الخلاف والاختلاف. 
ثقافة الخلاف في الرأي الذي لايفسد للود قضية .... 

** القرار الذى أصدرته وزيرة الصحة د . هالة زايد من إنهاء ندب د. جمال شعبان عميد معهد القلب بسبب سوء نظافة المعهد؛ علمت أنه محل دراسة واهتمام من رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى, وقد اثيرت ضجة كبرى على وسائل التواصل الاجتماعي واعتراض العاملين بالمعهد على قرار الوزيرة باستبعاد د. جمال لِما قام به من تطوير لنظام العمل بالمعهد, وابتعاده عن الروتين المدمر للتقدم, لكن تسريبات قرار الاستبعاد تشير لوشاية فى أُذن الوزيرة من أحد العصافير الفاسدة, والتى تمتلئ بها دواوين المصالح , وتفسد أي مخطط ناجح وهو الأمر الذى أدى لقيام الوزيرة بزيارة المعهد, واتهمت مديره بأنه تسبب فى عدم نظافة المعهد منذ انتدابه للعمادة, فما كان منه إلا أن قام بالرد على الوزيرة وسط العاملين ليرد اعتباره من تلك الإهانة كما ظن , وأكد د.جمال للوزيرة أنها بذلك تظلم جهود العاملين الذين نهضوا بمعهد القلب, وتطور الأمر بين لتبادل الكلمات الغير مناسبة أمام بعض العاملين مما أدي بالوزيرة لقيامها بالانصراف بعد أن قررت إقالة مدير المعهد وإحالته للتحقيق .. القيادات أيضًا يجب أن تتحلى بثقافة التعامل مع بعضها, واختيار الأوقات المناسبة للعتاب وإبداء الملاحظات, وأيضًا ثقافة الرد .

** إحصائية مخيفة تلقيتها من الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء حول نسبة الذكور والإناث فى المجتمع, ونِسَّب المشاركة فى العمل, وتتضمن أيضًا نِسَّب إحصائية كثيرة عن عدة مجالات ،لكن ما لفت نظرى هى تلك الإحصائية المتعلقة بارتفاع حالات الطلاق لتصل تقريبًا إلى حوالى ٢١٢ ألف حالة حتى نهاية ديسمبر الماضى, وتراجع حالات الزواج لتصل تقرببًا إلى حوالى ٨٨٨ ألف حالة, بالمقابل كانت إحصائية عام ٢٠١٧ اقتربت من المليون حالة زواج تقريبًا, إحصائيات تدلل على مؤشرات خطيرة فى ارتفاع نِسَّب الطلاق, خاصة الطلاق المبكر الذى بلغ ثلثى نِسَّب الإحصائية وأصبح قنبلة موقوته تهدد الاستقرار الأسرى. 

علينا البحث عن الأسباب بمشاركة كل الجهات المعنية, فهل نحتاج إلى تغيير ثقافة التعامل مع المتزوجين؟ أم أن لغة التعامل والتخاطب بين الزوجين قد اختلفت؟ أم أن سوء الاختيار واختلاف الثقافات سببا؟ عمومًا هى مسئولية مشتركة تشارك فيها الأسرة ومنظمات المجتمع المدنى والمؤسسات الدينية و التى يجب أن تطرح برامج تدريبية عبر وسائل الإعلام للتعريف بالزواج وثقافة التعامل مع المسئوليات والمتطلبات.

أما عن معدل التراجع المخيف لحالات الزواج بين الشباب فلتلك أسباب اقتصادية بحتة, واعتماد بعض الشباب على الغير فى توفير فُرَّص عمل ليبدأ استكمال نصفه الآخر وبذلك يفقد سنوات من عمره بحثًا عن فرص عمل بجانب حقائق أخري قد تختلف من شاب لآخر .


المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط