قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ماشطة وبلانة وداية ودادة مهن نسائية أصبحت من التاريخ.. والغاسلة لتكفين المتوفيات


وسط السرعة الكبيرة التي تمر بها حياتنا خاصة في السنوات الأخيرة،لم تعد هناك أي مهنة تقريبًا الا وعملت بها المرأة،وبتنا نتعجب أيما عجب من سيدات يعملن في قيادة السيارات والمعمار وغيرها من المهن الشاقة.

ورغم ذلك هناك مهن ضاربة في التاريخ،خاصة فقط بالمرأة دون الرجال، بعضها اندثر أو تقلص كثيرا،والبعض الآخر موجود حتي الآن وإن اقتصر علي نطاق محدود في الأرياف أكثر من المدينة.

هذه المهن رصدتها بشكل موثق دراسة بعنوان"المرأة في العصر المملوكي وأهم منشآتها الأثرية"،للدكتورة ولاء النبراوي مسئولة قسم التسويق والعلاقات العامة ورئيسة قسم المعادن بالمتحف الإسلامي.

وكشفت فيها أن النساء في العصر المملوكي عملت في العديد من المهن ،وإن كانت بعيدة عن وظائف الدولة التي صارت حينها حكرا علي النخب وأرباب العمائم والتجار.

أما المصريات في الريف، فقد يقتصر دورهن على الإسهام في أعمال الحقل وتربية الماشية والدواجن،كذلك إنتاج أنواع مختلفة من منتجات الألبان وغزل النسيج والخيوط والتجارة في الأسواق الدائمة أو الأسبوعية.

وكانت الخاطبة علي رأس المهن الني مارستها المرأة في العصر المملوكي،حيث لعبت الخاطبة دورا مهما في مشاريع الزواج في تلك الفترة،وقد صور إبن دنيال دور الخاطبة فقال إن راغب الزواج يقصد الخاطبة لأنها"تعرف كل حرة وعاهرة وكل مليحة بمصر والقاهرة".

حيث يتاح لها الدخول للبيوت بحجة بيع الطيب والبخور وغيرها من لوزام النساء،مما يتيح لها معرفة أسرار الحريم،نظرا لظروف العصر التي كانت لا تتيح للرجل رؤية الفتاة التي يريد أن يتزوجها كما يحدث الآن،فتستطيع أن توفق للعريس العروس المناسبة له وتتفق مع رغباته ومطالبه.



وهناك أيضا الدلالة،وهي التي تبيع السلع ليس في الأسواق لكن أثناء مرورهن علي المنازل،ولكل حي دلالاته اللاتي يوثق بهن،فقد ورد في إحدي وثائق دير سانت كاترين ذكر لإمرأة كانت تعمل دلالة،وكانت مهنة الدلالة مهمة للسيدات المسلمات من الطبقات العليا اللاتي لا يستطعن الخروج إلي السوق لشراء ما يلزمهن،وقد عملت المرأة المسلمة إلي جانب الذمية في تلك المهمنة،وكانت تدر مهنة الدلالة دخلا كبيرا لمن تقوم بها.



والداية أو القابلة،وهي من الأعمال التي ظهرت عند نساء سلاطين المماليك،وكانت الداية تحضر كرسي الولادة إلى بيت السيدة التي تنتظر الولادة قبلها بيوم أو يومين أو ثلاثة أيام،وهو ذو شكل خاص تجلس عليه المرأة أثناء عملية الولادة وكان يغطي بشال أو منشفة مطرزة ويزين ببعض الزهور والورود،ويوضع أمام منزل الحامل إعلانا عن قرب موعد وصول مولودها.



والدادة أو المرضعة،حيث استأثرت الجواري بمثل هذه المهن في تربية أولاد بنات السلاطين والأمراء،وكان هناك مكانة للمرأة المصرية في هذا الضمار في بيوت أهل اليسر والثراء من طبقة التجار وكبار العلماء.



والغاسلة وتقوم صاحبة هذه المهنة بتغسيل وتكفين المتوفيات،وقد أوجب الفقهاء علي من تقوم بهذه المهنة أن تحذر من دخول الماء إلي تجويف البدن وأن لا تنظر إلي عورة الميتة وأن تكون مؤتمنة علي ما تطلع عليه من أسرار أثناء عملها.

وكان يسمع للغاسلة أن تتحرك أثناء المنع من الخروج في الطرقات،وخاصة في أوقات الأوبئة وكثرة الوفيات،فعندما تم فرض حظر التجول في شعبان 841 هجري/1437 ميلادي علي جميع النساء،وأن من تخرج سوق تقتل،إمتنع عامة النساء عن الخروج للطرقات.

وكانت الغاسلة تتحرك بين الشوارع لتؤدي مهمتها بعد أن تأخذ ورقة من المحتسب وتجعلها فوق عصابتها مخيطة في الأزرحتي يعلم أنها غاسلة،وكانت الغاسلة تأخذ إلي جانب أجرها ثياب المتوفية وفرشها.والمعلمة وهي المهنة التي ربما اقتصر العمل بها على الذميات،وكانت المعلمة تعلم الفتيات شغل الإبرة وفن التطريز وهو تزيين المنسوجات بخيوط ملونة علي هيئة زخارف هندسية ونباتية وكتابية، مختلفة، مثل ابنة محمد بن أبي بكر عثمان السخاوي وتوفيت سنة 857 هجري/ 1453 ميلادي وكانت تتقن فن التطريز والخياطة،وإلتفتت حولها بنات جيرانها لكي يتعلمن فنون الإبرة والتطريز،وهي من المهارات الضرورية لبنات الأسر عامة،وتدر دخلا لا بأس به.وهناك 3 مهن اختصت بها النساء فقط،وهي تتصل جميعها بنظافة المرأة وزينتها،أولها البلانة وهي من الوظائف الرئيسية في الحمامات في الأيام المخصصة للنساء،وتحل محلف الحلاق والمزيت الخاص بالرجال ،وهي تقوم بتحفيف النساء في الحمامات العامة،أي نزع الشعر الزائد من وجوه النساء ومختلف أجزاء الجسم ويعرفهذا في العصور الوسطي بالتحفيف،ولم يكن هذا معروفا في أوروبا،أما النساء اللاتي لديهن حمامات في دورهن ولا ترتدتين الحمامات العامة،كانت البلانة تذهب إلي زيارتهن بالمنازل في الأفراح.


والماشطة وهي من المهن المرتبطة بالحمام،وكانت الماشطة تزور النساء في منازلهن،وكانت تقوم بتجميل وتزيين النساء في الحمامات العامة،وتعير الفقيرات منهن الثياب والحلي في مناسبات الزواج والزفاف،وأعمال الماشطة تقترب من الكوافيرة في العصر الحديث.ومنذ فجر التاريخ ونحن نعرف أن النساء يبعن الأواني الفخارية،وذلك ضمن منتجات الريف في الأسواق،وقد تحدث أكثر من مؤرخ عن عمل النساء في تلك الصناعة،وجاء عصر المماليك بالبراهين علي عمل المرأة في صناعة الأواني الفخارية والخزفية،وقد إعتاد أصحاب أفران الخزف علي توقيع أوانيهم الخزفية بأسماءهم،لأنها بمثابة العلامة التجارية والضمان وجودة المنتجاتوقد عثر علي طبق من الخزف في أطلال الفسطاط،وهو ينسب للعصر المملوكي ويحمل كتابة من الخارج نصها عمل"خديجة"أي أنه من عمل إمرأة،كما عملت بعض النساء بغزل النسيج وبيعه،حيث كن يغزلن المسجد ويجلسن فيه لإنتظار بيع غزلهن،كما سجلت المرأة نجاحا طيبا في العمل بتدريس العلوم الدينية لنساء عصرها.

والغناء ايضا كان من المهن النسائية قديما،ومن أشهر المغنيات خديجة الرحابية وعزيزة بنت السطوحي، وكانتا من أعيان مغاني مصر،وهناك أيضا خوبي العوادة، ويبدو من إسمها أنها من أصل تركي أو إيراني

وخديجة أم خوخة وكانت من كبار المغاني المشهورين والمغنية بياض وكانت بارعة في الغناء،وهيفة اللذيذة وكانت رئيسة المغنيات في عهد السلطان الغوري والمغنية إتفاق وقال المؤرخون إنها لم تكن جميلة بل كانت بارعة في الغناء.