الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أهلا يا أخي .. و"ياما داود نبي"


تفاصيل الحادث الارهابي المروع والذي راح ضحيته 50 شهيدا من الساجدين في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش في نيوزيلندا أصبحت معروفة للجميع خصوصا بعد أن قام الارهابي المجرم بتصوير وقائعها بنفسه وللاسف سمحت السوشيال ميديا ومن يملكونها بتداولها وكأنها إحدى العاب الكمبيوتر رغم انها جريمة قتل جماعي عنصرية تم تنفيذها على الهواء مباشرة بقسوة قلب غير آدمية على الاطلاق.

وتأكد استشهاد 50 شخصا في هجوم الجمعة الدامي على مسجدين في كرايست تشيرش في نيوزيلندا أغلبهم جاءوا من بلدان عدة من دول الشرق الاتعس لاجئين ظنوا أنهم وجدوا الأمان في نيوزيلندا ولكن وجدوا ماهربوا منه ينتظرهم في كرايست تشيرش الا وهو الارهاب .. الارهاب الذي لا يعترف بدين ولا انبياء .. وجاء هذا الحادث الاليم ليثبت براءة الاسلام من الارهاب بعد أن صاروا يتشدقون بمصطلح الارهاب الاسلامي وآخرهم آخر عنقود القارة العجوز أوروبا الشهير بماكرون ..وآخر مرة ذكر هذا الكلام والمصطلح في القاهرة عندما تشدق بحقوق انسان الارهابي الاسلامي وها هي الاجابة جاءته من عقر دارهم وها هو الارهابي اليميني المتطرف الذي لا يدين بالاسلام أثبت براءتنا من هذه الكذبة وهي أن الارهاب صنعه الاسلام .. الاسلام بريء من الارهاب وكل الدم حرام في عقيدتنا والاسلام دين التسامح والمحبة ونبذ الكراهية والعنف شئتم أم آبيتم .. 

نعود للحادث البشع الذي آفجعنا صباح الجمعة الماضي ومازال العديد من أسر الضحايا يأملون في سماع أي أخبار أو معلومات عن أحبائهم المفقودين في الهجوم والضحايا من بينهم أربعة مصريين استشهدوا في الهجوم الارهابي وهناك شهداء آخرون من عدة دول عربية واسلامية ومن الجرحى أيضا .. ومن بين الشهداء أطفال منهم من لم يتجاوز عمره الـ 4 اعوام وصبي بعمر 14 عاما اسمه سيد ميلن تقول عائلته انه كان يحلم أن يكون لاعب كرة قدم .. وذهب للصلاة بصحبة والدته وصرح والده أنه لم يتم ابلاغه رسميا بعد باستشهاده لكن والده متأكد لأنه شاهده هناك والروايات التي سمعناها من الناجين من الحادث الاليم صعبة ومؤلمة للغاية .. منهم " ياما داود نبي " – هو اسمه كدة - الذي كان في طريقه الى مسجد النور مدينة كرايست شيرش للحاق بوالده في صلاة الجمعة وعلى بعد خطوات من باب المسجد وجد المنظر مختلفا كانت دقائق قد مضت على الهجوم الذي نفذه الاسترالي برنتون تارنت اليميني المتطرف .. وعندما سأل نبي عما حدث اقترب منه صديق والده خارج المسجد وقال له بصوت عال : والدك أنقذ حياتك وكان ( داود نبي ) على خط النار الأول واقفا امام باب المسجد يستعد للصلاة .. وعندما رأى الارهابي المجرم وهو يقترب من باب المسجد قال له : أهلا يا أخي .. رد عليه تارنت الارهابي باطلاق الرصاص والقى داود بجسده على القاتل ليتلقى الرصاصات بدلا من صديقه .. 

واستشهد داود .. ويقول نبي عن والده الشهيد بأنه كان يساعد اللاجئين ويذهب للمطار للترحيب بهم ومساعدتهم والدموع تنهمر من عينيه انه لم يعتقد ابدا أن هذا قد يحدث في نيوزيلندا لانها بلد مسالمة .. الرجل السبعيني داود نبي هاجر الى نيوزيلندا في سبعينيات القرن الماضي هربا من غزو الاتحاد السوفيتي لافغانستان بحثا عن حياة آمنة مستقرة .. وكانت عبارة أهلا يا أخي التي كانت أول وأخر كلمة قالها داود للارهابي اصبحت هاشتاج حول الحادث الارهابي وللتعريف بمبادئ الدين الاسلامي وسماحته .. والله المستعان ..

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط