الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

العروس.. هانم في الكوشة زمان.. وراقصة الفرح الآن | نوستالجيا

حفلات الزفاف قديمًا
حفلات الزفاف قديمًا

"اتمختري يا حلوة يا زينة.. يا وردة من جوه جنينة".. نغمات الفرح تطرق جدران المنزل في ليلة خميس مدعو فيها جميع سكان المنطقة لزفاف ابنة جارهم، في حفل بسيط داخل البيت، حيث أعدت له ترتيبات خاصة بتغيير أماكن الكراسي لتبدو ملائمة لزفاف الابنة، زفاف بسيط عهده جيل الخمسينات بالكامل فلم يكن هناك ثقافة زفاف بالفنادق أو القاعات المخصصة كما حدث في نهاية القرن الماضي.

كانت العروس تتجهز ليوم زفافها بمنزلها، إما بنفسها أو بمساعدة شقيقاتها وأقاربها الفتيات، يشاركن في لمسات تجميلية بسيطة للعروس لتخرج بكامل أناقتها وبساطتها وعدم تكلفها في اختيار المكياج أو الفستان، تختار تسريحة شعر بسيطة يعلوها تاج وطرحة زفاف، وفستانا يجعلها أميرة في ليلة زفافها.

لم تخل أفلام الأبيض والأسود في خمسينيات وستينيات القرن الماضي من تلك المشاهد، حين شاهدنا نجمات الزمن الجميل في لقطات زفاف في أفلامهن، جمال السندريلا سعاد حسني، وفاتن حمامة، ونادية لطفي، وزبيدة ثروت وغيرهن، كن مثالًا للعروس "الهانم" الملكة في ليلة زفافها.

كان الزفاف بسيطًا للغاية غير متكلف سواء في التجهيزات أو في شكل العروس، لم تكن تعرف بهرجة الميكب والفساتين المفتوحة بشكل يثير تساؤلات المعازيم ويحرج العريس، فكل مشاهد الزفاف في أفلام زمان شاهدة على إتيكيت الأفراح قديمًا حينما كانت العروس تجلس في الكوشة بجانب عريسها توزع نظرات وابتسامات على الحضور في خجل وفرح في نفس الوقت.

لم تترك العروس قديمًا الكوشة وتنظم فقرة خاصة للرقص سواء وحدها أو مع صديقاتها كما نشاهد الآن في الأفراح، فكانت العروس "الهانم" في ليلتها، وبعض العائلات كانوا يدعون إحدى الراقصات لتقوم بهذا الدور في الحفل، فقط تجلس العروس وعريسها في الكوشة يشاهدان الراقصة مثل المعازيم.

في نهاية القرن الماضي، بدأ يتغير إتيكيت حفلات الزفاف، فخرجت من نطاق زفاف المنزل إلى القاعات المجهزة والفنادق الفاخرة، ليصبح واجبًا على العروس أن تقدم فقرة فنية ترقص فيها لمعازيمها، حتى إذا كانت لا تجيد الرقص، فعليها الوقوف وسط صديقاتها وأقاربها لتثبت مهارتها في ليلة العمر.