الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اسمعوهم...!!


من أجل أجيال صاعدة تعرف قيمة الحوار وأحترام الآخر.. من أجل وطن يبحث عن مكان متميز تحت شمس الحياة.. من أجل تضييق الهوة بين الأجيال والأفكار.. من أجل مصر ومستقبل شبابها الواعد.. اسمعوهم. 

مبادرة راقية تابعت تدشينها وأنطلاقها على أرض الإسكندرية الحبيبة وداخل إحدى مدارسها العريقة من أجل الاستماع لطلبة المدارس ومعرفة ما يدور فى عقولهم من افكار ومحاولة رفع الوعى والانتماء لديهم.. فكرة طيبة حتى فى مسماها العبقرى الذى يجذب الأذن وينبه العقل.. اسمعوهم قبل فوات الاوات فربما قد تأخرنا كثيرًا فى سماع هؤلاء الصغار وآن أوان الأنصات الجيد لما يحدث داخل تلك العقول الناشئة من تغيرات فكرية بعضها جيد وبعضها الآخر شديد الخطورة.

بعد سنوات ثقيلة الوقع على وجدان هذا الشعب وفى زمان الأنترنت وبرامجه المختلفة ومواقع التواصل وتأثيرها الضخم على عقول الجميع تأتى تلك المبادرة الطيبة داخل مدارس مصر لتمنح الصغار فرصه للتعبير عن أنفسهم خاصة مع حالة الصمت المنزلى التى باتت تضرب أغلب بيوت مصر، فالأباء والأمهات منشغلين بأمور الدنيا واكتساب الرزق ومتابعة ما يحدث على ارض الوطن والانغماس الزائد فى أمور السياسة ومتابعة سيل الشائعات  التى باتت كالبحر الذى كاد الكل أن يغرق فيه.. فى أجواء كهذه كان لابد لهؤلاء الصغار أن يجدوا اُذنًا صاغية تجيد الاستماع لهم مهما كانت افكارهم بسيطة أو حتى عشوائية وربما مغلوطه ولكنه واقع اصبح لزامًا علينا ان نتعايش معه.

يقولون إن شباب مصر غارقا حتى أذنيه فى أعراض وامراض الانسحاب وفقدان الهوية والأنتماء ويقولون ايضًا أن اجيال مصر الناشئة لم تعد تعرف شيئًا عن تاريخها وقيمها الموروثة وأنهم فى وادٍ اخر غير وادينا وأقول لهم: هل استمعنا جيدًا لهؤلاء الصغار.
 وهل ناقشنا أفكارهم تلك وهل تعمقنا داخل عقولهم لنعرف ماذا يدور بها .. مازلت اؤمن بأن شباب مصر بخير رغم الاستهداف الفكرى الذى يواجهه .. مازلت اقرا فى عيونهم انهم غير راضين عن تلك الصورة السيئة التى يوصفون بها حتى وان كانت حقيقيه شكلًا ولكن داخل هذه العقول الصغيره ما زال هناك الخير والنور والأنتماء والأصاله وتلك الجينات العبقريه المميزه لأبناء هذا الوطن ولكنها تنتظر الفرصه لكى تعبر عن نفسها مثلما عبرت الأجيال السابقه عن أنفسها جيدًا خاصة فى ازمات وسقطات الوطن عبر التاريخ.

من أجل مصر التى نعشقها ونؤمن بقدرتها على العبور الجديد احلُم أن يتم تعميم هذه الفكرة لنمنح صغارنا فى المدارس المختلفة الفرصة للحوار والتحدث دون خوف أو رهبة ولنكسر هذا الحاجز النفسى الذى اصبح واقعًا بين الأجيال ولتعود لغة الحوار الهادئ مره اخرى إلى بيوتنا ومدارسنا وليعبر هؤلاء عن آمالهم والامهم وليخبرونا لماذا هم هناك الآن فى هذا المربع المنزوى على رقعة الحياة وماذا ينتظرون منا لكى يعودوا مجددًا الى حضن البيت والأهل والوطن بأفكارهم وأبداعهم وتفوقهم المشهود فى التكنولوجيا الحديثه بما يعود عليهم وعلى الوطن بأسره بالخي .. من أجل مصر ومن أجل أبناء مصر.. اسمعوهم.

تحيه شكر وتقدير واجبة لصاحبة المبادرة وراعية الفكره واحد رموز مدينتى الساحليه التى تبهرنا دائمًا بفكر متطور واداء متميز الدكتوره إيمان شرف مدير إدارة وسط الاسكندرية التعليمية وتحية لكل معاونيها وداعميها من ابناء التربيه والتعليم بالمحافظة ولنرى يومًا مثل هذه المبادرات معممة عى جميع مدارسنا ومحافظاتنا فلعلها طوق نجاه وبارقة أمل فى كسر هذا الفراغ وإنهاء هذا الصمت الرهيب بيننا وبين أبنائنا. 

حفظ الله شباب الوطن وأرشدنا إلى ما فيه خيرهم وخير مستقبلهم.. حفظ الله مصر الوطن.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط