الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فيروز نبيل تكتب: اللمة الكدابة

صدى البلد

أصبحت العلاقات الإنسانية فى هذا الزمان شائكة جدا للأسف فأصبح لنا الكثير من الأصدقاء والمعارف، وأصبح كل منا يتباهى بعدد المتابعين والأصدقاء والمعارف ولكن السؤال هل هذه العلاقات حقيقية، ومبنية على أسس متينة.. هل وقت احتياجنا لهؤلاء سوف نجدهم بجوارنا هل من يهتفون بحبنا ويغمرونا بالكلمات المعبرة عن الصداقة والحب والإيخاء سوف يكونوا أوفياء لنا هل سيبقوا دائما بجوارنا هل يتمنوا الخير لنا بالفعل أم يتظاهرون بذلك فقط.. يؤسفني أن الإجابة ستكون بلا فى معظم الأحوال وذلك لأسباب عديدة منها أن مصادر الصداقة وأسبابها وطريقتها اختلفت تماما عن الماضي فإذا ما رجعنا إلى أيام الزمن الجميل كانت تتلخص مصادر الصداقة فى التالي:

صداقة الجيران وتأتي بعد معاشرتنا لهم لفترات طويلة وغالبا كانت الأهل أيضا أصدقاء أو صداقة الدراسية بمراحل التعليم المختلفة سواء صداقة المدرسة أو الجامعة ويلى ذلك صداقة العمل ونلاحظ مما سبق أن الصداقة مبنية على سنوات كثيرة من العشرة ومرت بالكثير أيضا من المواقف لذلك كانت غالبا صادقة وكانت أيضا بتستمر لسنوات طويلة؛ لأن أساسها قوى وراسخ كما أن العلاقة مرت بالعديد من الاختبارات المهمة وبمقارنتها بمصادر الصداقه الحالية فنجدها غالبا تتلخص فى التالي صداقة من خلال السوشيال ميديا أو عن طريق الجيم أو من خلال بعض الإيفنتات أو المناسبات الاجتماعية ولذلك غالبا بتكون علاقات هشة وضعيفة جدا وغالبا لا تستمر إلا فى بعض الحالات التى يتوافر فيها بعض الشروط كنقاء النوايا أو تلاقى الأرواح ويحضرني هنا بعض نصائح جدتي الحبيبه رحمها الله فكانت بالماضي تحذرني من ثقتي الزائدة فى بعض البشر وتستعين بالأمثال الشعبية المأثورة مثل المثل القائل تعرف فلان نعم عاشرته لا يبقى ما تعرفهوش وأيضا لا تذم ولا تشكر إلا بعد سنة وستة أشهر وأعتقد المقصود بهذه الأمثلة البسيطة أن تذكرنا بضرورة بناء الصداقة على أسس سليمة وأهمها توافر بند العشرة والمرور بمواقف كثيرة حتى نستطيع أن نحكم على الشخصية وهل تناسبنا أم لا وأيضا بالماضى كانوا يقولون اختار الصديق قبل الطريق إلى أن اختيار الصديق بدقة وحرص مهم جدا فيجب أن نختار من يتوافق معنا من يضيف لنا من يشرفنا أمام الأخرين ولا ينتقص من قدرنا ومكانتنا الإجتماعية.

ولا ننسى أن الصداقة من أهم أسباب السعادة إذا ما اخترنا أصدقائنا بشكل صحيح فيجب أن نختار من يحفظ أسرارنا من يقف بجوارنا فى جميع أوقاتنا خاصةً الأوقات الصعبة منها التى نحتاج فيها لدعم نفسي ومعنوى من يحب لنا الخير من قلبه من يفرح لنجاحنا من يشجعنا على تحقيق أحلامنا من يتقاسم معنا كل شيء سواء حزن أو فرح أو نجاح أو فشل.

ولا ننسى أيضا أن بالماضي ومع عدم توافر وسائل السوشيال ميديا ووسائل الاتصال الحديثة كانت الطريقة الوحيدة؛ للتواصل بين الأصدقاء هى التواصل الفعلي عن طريق الخروج سويا للمتنزهات العامة وتناول وجبات الغداء أو العشاء سويا أو الذهاب للسينمات أو التجمع فى بيوت بعضهم البعض وتجاذب أطراف الحديث وكل ما سبق يؤدي إلى بناء علاقة صداقة قوية وراسخة حقا عكس الآن تماما، فأصبح التواصل عن طريق السوشيال ميديا والواتس آب أو الاتصال التليفوني مما يترتب عليه علاقة غير واقعية أو فعلية لأن التواصل الفعلي واللقاءات هى التي تساعد على توطيد العلاقات، واعتقد أن الصداقة الحقيقية هى رزق حقيقي بل من أهم أنواع الأرزاق فالصديق الوفى هو كنز يستمر معنا حتى نهاية العمر بل ويزداد قيمته وبريقه كلما مر عليه الزمان.

لذلك ولجميع ما سبق أنصحكم أعزائي بالتالي

أولا: توخى الحذر فى اختيار أصدقائكم
ثانيا: اختبار علاقة الصداقة والحكم من خلال المواقف
ثانيا: التواصل الفعلي مع الأصدقاء

وفى النهاية أنصحكم بالحفاظ على علاقة الصداقة فهى أهم وأجمل علاقة فالصديق الحقيقي سوف يجعل رحلة حياتك ممتعة ويتقاسم معك كل مراحل حياتك سواء طفولتك أو شبابك أو شيخوختك بشرط أن تحسنوا الاختيار كما ذكرنا سابقا وأن تبتعدوا عن أصدقاء المصالح والمرتزقة والمزيفين ويجب أن تتذكروا دائما أن العبرة ليست بعدد الأصدقاء بل بولائهم وحبهم الحقيقي لكم وبقائهم بجواركم حتى نهاية الرحلة.. ولا تغتروا أبدا باللمة الكدابة.