الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نحو عهد جديد (2)


التعليم أهم عناصر تقدّم الأمم ونهضتها وبدون تعليم جيد كمًا وكيفًا لن تفلح أي جهود مهما كانت مخلصة في النهوض بالبلاد، والتعليم الجيد ياسادة هو الوسيلة الوحيدة للتخلص من الفساد والفهلوة في كل مجالات حياتنا ومواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين.. ومن المأثورات ما قاله المؤرخ ارنولد تويني: إن تاريخ المجتمعات البشرية هو تاريخ المنافسة بين التعليم والكوارث ولا يخفى على أحد ما نعانيه في مصر المحروسة من حجم الكوارث بسبب إهمال تطوير التعليم وجمود النظام التعليمي على مدار عقود متواصلة سواء كان تعليم ما قبل الجامعي أو الجامعي.. وسبب كتابة هذه السطور هو زيارتي الاخيرة لامريكا وخاصة عدد من الجامعات الامريكية وانبهاري الشديد بتلك الجامعات ومستوى التطور الذي تشهده جامعات الولايات المتحدة الامريكية وطبعا لست في حاجة إلى أن أوكد ان التعليم الجامعي في امريكا ليس مجانياً كما يحدث في المحروسة مصر وما نتج عن ذلك من تخريج مئات الآلاف من الطلبة الجامعيين يحملون شهادات جامعية وتعليم سطحي شكلي لا يصلح لسوق العمل على الإطلاق.. وهو مادفعني لمحاولة فهم سر نهضة وقوة وتماسك المجتمع الأمريكي وقوة الولايات المتحدة الأمريكية واستقراراها على مدار أكثر من 140 عاماً رغم أي أزمات اقتصادية تعترضها كما حدث في العشرينيات من القرن الماضي .. وفي لقاء مع صديقي العزيز الشاعر الموهوب والانسان المحترم الدكتور خوان ارماندو روكساس جو وهو عميد واجدة من الكليات الكبيرة في مجال العلوم الانسانية واللغات في جامعة أمريكية شهيرة ودار الحديث حول أسباب نجاح الجامعات الأمريكية في خلق حالة من التنوع والثراء وخدمة المجتمع وسعادة الطلبة بجامعتهم وتعليمهم الجامعي فقال لي : إن الجامعات الامريكية تسعى الى بذل جهود كبيرة جدا لزيادة التنوع داخل الحرم الجامعي لكل جامعة وتعزيز تكافؤ الفرص لجميع الطلبة مهما كانت أصولهم أو انتماءاتهم او لونهم أو جنسيتهم أو ديانتهم وضمان عدم التمييز في جميع جوانب البرامج والكورسات والأنشطة ومنع التحيز الضمني في جميع أعمالنا.. مفهوم التنوع والإنصاف والشمول هو أكثر من مجرد امتثال للقوانين واللوائح لأنها تفيد ثقافة الجامعة من خلال تعزيز بيئة شاملة خالية من القيود على أساس الثقافة والعرق والجنس والإعاقة والهوية الجنسية والجنسية و/ أو التعبير أو العمر أو الدين أو هيكل الأسرة أو العلاقات أو الوضع الاقتصادي. في مؤسسات التعليم العالي في الولايات المتحدة ، تقدم للطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس تجربة حياة لا مثيل لها تبني الشخصية وتعزز القيادة وتوسيع العقول وزيادة الوعي ورفع المهارات وتحديات الأفراد على النمو.. بصفتي كبير مسؤولي التنوع في جامعة كبيرة ، أنا ملتزم تمامًا بهدف الجامعة المتمثل في السعي بنشاط لتحقيق الأهداف المؤسسية للتعليم الجامعي مع تهيئة بيئة يكون فيها الطلاب والموظفون وأعضاء هيئة التدريس الممثلة متساوين في الوصول إلى الموارد والفرص المتاحة للتعلم والنمو على حد سواء مهنيا ، والنجاح. بصفتي شاعرًا عبر الحدود ومع هتاف شعري، فأنا قادر على التأثير على الناس في جميع أنحاء العالم والمساعدة في خلق فضاءات شمولية يمكن للجميع من خلالها النجاح والازدهار.. انتهى الى هنا هذا الجزء من حديث الدكتور خوان ارماندو وللحديث بقية.. لأن الهموم والشجون والآمال في إصلاح التعليم والأحوال متواصلة.. والله المستعان.
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط