الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رمضان وأسعار الغذاء


اقترب شهر رمضان الكريم، كل عام وأنتم بخير، ومع اقترابه عاد الوضع لما كان عليه من قبل، ارتفاع في بعض المواد الغذائية، علي الرغم من الوعود الكثيرة لوزارة التموين بمراقبة الأسعار ومحاولة السيطرة عليها حتي يستطيع المواطن المصري قضاء شهر رمضان المعظم دون ضغوط مادية تفتك براحة البال وتصيبهم بالضيق والإحباط.

في الفترة الأخيرة تلاحظ إرتفاع أسعار السمك وزادت نسبة الإرتفاع في هذه الأيام مع اقتراب يوم شم النسيم، حيث إرتفعت أسعار سمك البلطي والبوري بنسبة تقترب من ٧٠٪؜ ، ومن المتوقع ارتفاع سعر الدواجن مع بداية شهر رمضان ما يقرب من ٢٠٪؜ وخصوصًا بعد زيادة سعر الكتكوت الذي وصل إلي ما يقرب من ١١جنيها، وهو أمر ينذر بموجة غلاء في الشهر الكريم، فهل وضعت وزارة التموين خطة محكمة للتصدي لزيادة الأسعار الفترة المقبلة ومنع الاحتكار الذي أصبح من أخطر الأمور التي تهدد إستقرار أسعار الغذاء في السوق المصري؟

فتح منافذ مؤقتة لبيع السلع بسعر مخفض في رمضان ثم غلقها ليست واقعية ولا يمكن أن يستمر الحال بهذه الصورة، الموضوع يحتاج لدراسة وخطة ممنهجة بخطوات محسوبة لردع كل من تسول له نفسه تضييق الحياة علي المواطن والتحكم في السلع الأساسية والحيوية والتي لا يمكن الاستغناء عنها.

لكل شعب عاداته الغذائية التي تربي عليها، والتي أصبحت من طقوس حياته، كالاحتفال علي سبيل المثال بشم النسيم وتناول الفسيخ والرنجة والملوحة والبيض الملون وغيرها من مراسم الاحتفال التي تعودنا عليها جميعًا ،فهل الحل الأمثل هو نسيان تلك العادات نظرًا لاستغلال بعض التجار لموسمها ورفع الأسعار لعلمهم بأن المواطن سوف يضغط علي ميزانية قوته ليفرح ويحتفل بتلك المناسبة؟

لا أتحدث هنا عن تلك العادات من حيث تأثيرها علي صحة المواطن، ولكن أتحدث عن مراسم تربينا عليها، نستعد لها أملًا في أن تدخل إلي القلوب الفرح والسرور، فنفاجأ بأن البعض منا لا يستطيع تحمل زيادة أسعار ما تربي عليه، كما يحدث مع دخول الأعياد واستغلال الجشعين لتلك المناسبة برفع أسعار اللحوم والكحك وحلوي المولد لعلمهم أن الناس قد تعودت علي تلك العادات ولا يمكن الاستغناء عنها.

الحديث هنا عن الرحمة، التي أصبحت معدومة لدي بعض التجار، والحلول التي أصبحت لا تتناسب مع الوضع والتي أحيانًا تصيبنا بالإحباط كخروج أحد النواب بتصريحات كوميدية عن أسباب زيادة الأسعار لبعض الخضراوات،،، بالإضافة إلي ما يطرحه آخر من بيانات بخصوص ما يكفي المواطن المصري للمعيشة،،، أحاديث هزلية يغفلون فيها عن إحترام عقلية المواطن المصري البسيط، وحتي ولو كانت علي سبيل الدعابة.

نحن جميعًا علي علم بتغير الأحوال المعيشية وإزدياد الأسعار المتفاوت منذ قرار تعويم الجنيه وما تلاه من قرارات لرفع الدعم عن الطاقة والذي تسبب أيضا في غلاء لبعض السلع الأساسية، ونحاول أن نتحمل أثار الإصلاح الاقتصادي ولكن لا يمكن تحمل استغلال بعض التجار للمناسبات والضغط علي ميزانية البيوت المصرية دون وجه حق.

لكل شعب ثقافته التي تربي عليها، وتظهر تلك الثقافة في أسلوب المعيشة والعادات والتقاليد من ملبس ومأكل وتعليم وزواج وغيرها،،، كل شعب يتعايش مع موروث الحضارة التي نشأ فيها،، ولكل دولة في العالم طبيعة خاصة في الطهي، علي سبيل المثال بعض الدول في الشرق الأقصي تحيا علي الأرز والمأكولات البحرية،، والبعض في الشمال يعتبر البطاطس إحدي الوجبات الرئيسية التي لا يمكن الإستغناء عنها،،و آخرون في الغرب يحيون علي الوجبات السريعة وغيرها.

أما مصر فهي من الدول التي تتميز بمذاق خاص للطعام تأخذه عنا بعض الدول، تربينا علي وجبات وأكلات مختلفة ذات طابع خاص، من باذنجان وفول وطعمية وبطاطس محمرة أو مهروسة أو حلقات أو بالطحينة،، ومحشي وفتة وكشري وغيرها، وكحك العيد وياميش رمضان وفسيخ شم النسيم.

نعلم أن لكل وزارة مساحة محدودة من السلطة وأننا نحتاج أحيانًا إلي اللامركزية لحل بعض الأزمات،، ونحن علي علم ودراية أننا نحتاج إلي إعادة هيكلة للأسواق وإيجاد طرق جديدة للسيطرة عليها،، لحماية المواطن من الغلاء،، نحتاج لوضع القوانين المنظمة للتعامل في الغذاء بكافة أنواعه بما يُؤْمِن العاملين في هذا المجال، والمواطن البسيط الذي يشقي علي قوت يومه، ويضمن عدم التخبط في القرارات الصادرة من بعض المسئولين والتي بدورها تتسبب أحيانًا في رفع الأسعار، فهل من الممكن الوصول إلي تلك الحلول الجذرية يومًا ما؟
المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط