أجناس من مختلف أنحاء العالم يكتسون بأزياء تعبر عن ثقافة مواطنهم الاصلية، تستحوذ انغام الطبول على حركات أجسادهم لتتمايل بأناقة وشغف معبرة عن روحهم و لغة أجسادهم واصفة حضراتهم الراسخة، بساحة شارع المعز بمنطقة الحسين في مهرجان الطبول الأكثر شعبية في مصر، والذي كتبت فصوله الاخير بالامس بعد أسبوع من الاحتفالات ذات الطابع العالمي و المبهر.

من كل حدبًا وصوب توجهت عشرات الفرق ذات الطابع الإفريقي و الاسيوي والاوروبي، لتقديم استعراضات موسيقية و حركات تعبيرية تحمل عبق حضارات قديمة و مميزة.
بوجه أسمر و بملابس مزركشة ترسم طبيعة الزي الافريقي، اصطفت فرقة الرقص الاوغندية، حاملة علمها المعبر عن موطنها، بكل فخر و اعتزاز، راسمين بخطواتهم الراقصة أساطير و حكاوي الحضارة الافريقية ذات الطابع القبائلي.

لم يكن استعراض الفرقة الافريقية ، بمهرجان الطبول هو الأول من نوعه، حيث حضرت الفرقة السمراء هذا الإحتفال العام الماضي بمنطقة المعز، لتكرر استعرضها هذا العام لعشيقها الأجواء التي عاشوها في أول مرة حضور بها في مهرجان المعز.
بزي مختلط باللون الاحمر المرصع باللون الذهبي، حملت الفرقة ذات الطابع الآسيوي طبولًا معلقة بخيط أحمر سميك على عنوقهم ، ممثلين أسلوب حضارتهم في المهرجان بطبولهم ذات الشكل المميز، قارعين عليها نغمات تصف أجواء موطنهم، محاولين نقل مناخ حضارتهم أمام باب الفتح بحي الحسين.
حرص أصحاب الطبول الاسيوية، على اظهار ثقافتهم، دفعهم إلى الحضور إلى مهرجان الطبول كل عام، قاطعين مسافة طويلة تصل لأيام للوصول، إلى مصر و أقامت عرضهم الثري بالحضارة القديمة التي تتساوى قيمتها مع الحضارة الفرعونية.
احتشاد عدد من الفرق الاوروبية بالمهرجان الحافل بالمواهب، لاسترجاع مظاهر تاريخهم برقصات و شعارات تمثل الحضارة الاوروبية القديمة لنشرها بين منارة الشرق الاوسط مصر هو المشهد الأكثر إثارة بالاحتفال ، حيث اصطفت الفرق في طابور طاف شوارع الحسين ، قبل وصولهم إلى خشبة المسرح المقامة بمنطقة المعز، لإخراج أفضل ما عندهم من قدرات اذهلت المتفرجين.

في مشهد تغنى به المهرجان حملت الفرق اليونانية واللاتينية أعلامها وسط صفوف الفرق الموسيقية، لتعلن انضمامها واندماجها بمهرجان الطبول، التي تعشق اجوائه تلك الفرق الجريجية و واللاتينية، مستحضرين اجمل الرقصات والحركات، للتعبير عن سعادتهم في المشاركة بهذا الاحتفال الضخم، بحسب وصفهم لـ"صدى البلد".
حالة من البهجة والسرور أحاطت أجواء منطقة الحسين لمدة أسبوع، من الاحتفالات التي اعتاد أهالي المنطقة العتيقة على مشاهدتها كل عام، ليصبح احتفالًا سنويًا هامًا يتهافت الأهالي على رؤيته و الاستمتاع به، واستغلاله للتعرف على الثقافات وتنشيط حركة السياحة العالمية بعد ركودها لسنوات، فقًا لتعبير عدد من اهالي حي الحسين.