الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شم النسيم.. الفسيخ والرنجة !!


يحتفل المصريون بشم النسيم اليوم الإثنين، ورغم التحذيرات التي تطلقها وزارة الصحة سنويًا، من تسمم الرنجة والفسيخ، إلا أن المصريين يعشقون هذه الأكلة، الفسيخ والرنجة أحد العادات المرتبطة بالاحتفال بهذا اليوم، إضافة للبيض الملون، الذي يجب الاهتمام بالمواد التي يتم التلوين بها، حرصًا على صحة أطفالنا.

ومن بين الأطعمة التقليدية في شم النسيم الفسيخ والرنجة والأسماك المملحة، ويرجع تاريخ ذلك إلى الأسرة الفرعونية الخامسة، وأشار المؤرخ الإغريقي هيرودوت إلى أن قدماء المصريين كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة، وكانوا يفضلون نوعًا معينًا لتمليحه وحفظه للعيد أطلقوا عليه اسم (بور).

وللفسيخ والرنجة أضرار تختلف من شخص لآخر، فمريض السكر يختلف عن الضغط عن الحامل عن كبير السن، لذا، على الراغبين في أكل الفسيخ والرنجة، أن يتعرفوا على كل ما يخص هذه الأكلات بدايةً من طرق شرائهما، وحتى الإسعافات الأولية الخاصة بحالات التسمم التي تصاحب هذه الأكلات وكيفية الوقاية منها.

وإذا أردت أن تعرف كيفية شراء الرنجة أو الفسيخ، فهناك طريقة عامة للكشف عن فساد هذه الوجبات، وهي وضع أي منها في الماء فإذا استقر الفسيخ أو الرنجة في القاع إذن الفسيخ صالح، أما إذا طفا الفسيخ أو الرنجة علي السطح فهي فاسدة، ولا تصلح لتناولها.

الفسيخ يساعد في زيادة الرغبة الجنسية، لأنه يحتوي على نسبة عالية من مادة الفوسفور التي تؤثر على العلاقة الجنسية بين الأزواج، لذلك يعتبر الفسيخ منشطا جنسيا قويا.

الرنجة والفسيخ عامةً من الأكلات التي تحتوي على كميات كبيرة من الملح، مما يتسبب في زيادة احتباس الماء بالجسم وهو ما يسبب السمنة المائية وزيادة الوزن.

وهناك إسعافات أولية لهذه الأكلات في حالة التسمم لا قدر الله، الملح مفيد بعد الإصابة بالتسمم الغذائي، احرصوا على إضافة كيس ملح على كوب ماء ثم يتناوله المريض، لا تخشى إذا استمر القيء بعد هذه الخطوة، فالملح يساعد على تطهير المعدة، ويساعدك على تجنب حدوث جفاف أو إغماء.

تلوين البيض وتناول الفسيخ والرنجة وغيرهما من الأسماك المملحة، والخروج للتنزه بالحدائق، جميعها من مظاهر احتفال المصريين بعيد شم النسيم الذي نحتفل به اليوم الاثنين، وهو أحد أعياد مصر الفرعونية، وكان الاحتفال عند المصري القديم يبدأ بالشعائر الدينية، ثم يتحول مع شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب.

أطلق الفراعنة على هذا الاحتفال اسم "عيد شموش" أي بعث الحياة، وتغير الاسم في العصر القبطي إلى اسم "شم"، وأضيفت إليه بعد ذلك كلمة النسيم ليصبح عيد شم النسيم، أما عن توقيته، فقد ربطه الفراعنة بالانقلاب الربيعي، ويتساوى في تلك الفترة الليل مع النهار.

وعن عادة تلوين البيض في شم النسيم، فقد بدأت في العصر الفرعوني أيضًا، حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، وكان تناوله يعتبر ضمن الشعائر المقدسة، وكان الفراعنة ينقشون على البيض دعواتهم وأمنياتهم للعام الجديد ثم كان يعلق في أشجار الحدائق لتحقيق الأمنيات مع شروق الشمس، حسبما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد أخناتون.

من كل قلبي: كل شم نسيم وكل المصريين طيبين وبخير وفي أحسن صحة وأحسن الأحوال.. ونصيحة مني تريثوا وتعقلوا أثناء تناول الرنجة والفسيخ وخصوصًا الفسيخ لما له من سمعة شائعة حول التسمم... والله خيرٌ حافظًا.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط