الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تذاكر كأس الأمم الأفريقية وتغريدة صلاح الساخرة!


كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم، وهذه الشعبية الطاغية لهذه اللعبة أتت لعدد من العوامل، يأتي على رأسها تنوع مهارات اللعبة، بالإضافة لسهولة ممارستها، حيث أن الأمر لا يتخطى أن يتحصل الطفل أو الشخص على كرة من أي نوع، ويبدأ في مداعبتها، في أي مكان، حيث أنها لا تطلب عند ممارستها على مستوى الهواية أو إشباع الرغبة أكثر من رقعة أرض مستوية، يبدأ اللاعبون في تجهيزها بما يتيسر، كل بيئة في العالم حسب إمكاناتها، فتجد الفقراء يتخذون من الشوارع التي تتسع بعض الشيء ملعبا ويضعون أي علامتين لتحديد مرمى يكون هدفا لتنافس اللاعبين.

ومن هنا أطلق على الرياضة الشعبية الأولى في العالم لعبة الفقراء لسهولة ممارستها، مما جعل أساطير اللعبة تخرج من بين الفقراء، لنا في الاسطورة البرازيلي "بيليه" والأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا وابننا الفذ الآن محمد صلاح نماذج واضحة. 

لقد مارس الغالبية العظمى من الشعب المصري - مثلهم في ذلك مثل بقية شعوب العالم - كرة القدم على مستوياتها المختلفة، وكانت ومازالت تقام الدورات في العزب والقرى والنجوع فضلا عن المدن والأندية الرسمية دورات كرة القدم التي تنشط في شهر رمضان وفي الإجازات الصيفية، وتتجمع الجماهير حول الملاعب لمشاهدة هذه الدورات والاستمتاع بمهارات اللاعبين وتحميس الفريق الذي يشجعونه.

وتظل المسابقات الرسمية تحظى باهتمام جماهيري هائل؛ وتظل الجماهير في انتظار مباريات الفريق الذي تشجعه بالكثير من الشغف، ومباريات المنافسين لمتابعتها لإظهار الفرح في حالة فوز فريقها، وإظهار الشماتة في هزيمة المنافسين، وأصبحت كرة القدم أحد أهم اهتمامات الشعوب وفي القلب منهم الشعب المصري، الذي انقسم إلى قسمين: قسم يشجع النادي الأهلي وآخر يشجع نادي الزمالك بالإضافة إلى أندية أخرى يميل لها الجمهور. 

يتخذ تشجيع جماهير الأهلي والزمالك صورا مختلفة، تصعد فيه الصيحات إلى قمتها في لقاء القمة، وتصل فيه الأحداث إلى قمة سخونتها كلما اشتدت المنافسة بين الناديين، وتخرج في الكثير من الأحيان عن الروح الرياضية التنافسية إلى الكثير من الشحناء، كما هو حادث في الفترة الأخيرة التي تلاشت فيها لدرجة كبيرة الروح الرياضية وأصبح هناك تعصبا أعمى لأنصار الفريقين، وزاد الطين بلة دخول منافس - في تجربة جديدة على الكرة المصرية - جديد هو بيراميدز، خاصة مع سطوة أو محاولة إظهار سطوة مالكه تركي آل الشيخ على الرياضة المصرية، وتدخله فيها بشكل واضح بذريعة ترأسه للاتحاد العربي لكرة القدم. 

ويظل الأمل معقودا على عودة الروح الرياضية، ونزع فتيل قنبلة التعصب الأعمى التي تغلغلت في الجماهير المصرية، وذلك قبيل انطلاق بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم المقرر إقامتها في مصر أوائل شهر يونيه، فالالتفاف حول علم البلاد الذي يدافع عن ألوانه لاعبو المنتخب الوطني هدف يجب أن يسعى إليه كافة المسؤولين في الدولة، خاصة المسؤولين عن المنظومة الرياضية، وعلى وجه التحديد المسؤولين عن لعبة كرة القدم. 

لقد تابعت مثل غيري من أبناء الشعب المصري وجماهير الكرة المصرية ما تم إعلانه أمس عن أسعار تذاكر كأس الأمم الإفريقية والتي جاءت مبالغ فيها لدرجة كبيرة، خاصة لأبناء الطبقة الفقيرة والتي تمثل العصب لجماهير كرة القدم المصرية الحقيقية، تلك الطبقة التي تمثل لها كرة القدم الكثير، والتي تعتبر اللعبة هي متنفسها الأول إن لم يكن الوحيد.
ولعله من المناسب أن نؤكد على أن اتحاد الكرة المصري كان قد فقد كل الدعم في الشارع المصري، خاصة بعد صفر المونديال، ومعركته مع نجم مصر الأول معشوق جماهير الكرة المصرية والعالمية محمد صلاح، لتأتي أسعار التذاكر وتزيد احتقان الجماهير المصرية على الاتحاد، والذي لن يجدي مع هذا الاحتقان لاحقا أي أنواع الحلول أو التهدئة وهو ما يمكن أن ينذر باستمرار حالة التعصب الأعمى وعدم الالتفاف حول المنتخب كرد فعل انتقامي من الجماهير، هذه الجماهير المصرية التي هي دائما العامل الأول في أي انتصار للفرق المصرية، بل أي انتصار للدولة المصرية في كافة المجالات، فهي تمثل الشعب الذي يقف خلف دولته، والتي يجب أن يشعر به المسؤولون على الرياضة المصرية وعلى رأسهم اتحاد كرة القدم الذي أصبح أحد الرموز البغيضة لدى جماهير كرة القدم.

ولعله من المناسب أيضا أن نشير إلى أنه يجب التقاط تغريدة محمد صلاح الساخرة في رده على الفنان محمود البزاوي الذي غرد رافضا الأسعار المبالغ فيها لدرجة كبيرة لتذاكر مباريات كأس الأمم الإفريقية، فهذا التعليق الساخر من صلاح يعكس عدم رضاه عن هذه الأسعار، كما يعكس شعوره بفقراء الجماهير، كما يؤكد على أن هناك خوفا من اللاعب الكبير من عدم دعم الجماهير المصرية ومساندتها للمنتخب في البطولة، وهو ما يستدعي التحرك الفوري.

المقالات المنشورة لا تعبر عن السياسة التحريرية للموقع وتحمل وتعبر عن رأي الكاتب فقط