قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الحائرتان المتآمرتان.. تركيا وإيران تبحثان عن الدفء والعزاء في أحضان بعضهما


تأتى الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى تركيا، لتدل قبل كل شيء على الطريق المسدود التي وصلت إليه كلتا الدولتين الصديقتين الحميمتين، إزاء التطورات المستجدة على الساحة الدولية، لا سيما في علاقات كل منهما مع القوتين العظميين ( روسيا والولايات المتحدة) وعدم الاستقرار المتزايد في حوض البحر المتوسط، ودورهما فيه.

الوزير الإيراني ظريف اجتمع خلال زيارته تركيا والتي تمت في 17 أبريل الماضي مع الرئيس رجب طيب أرودغان، ووزير خارجيته مولود جاويش أوغلو، علما بأن ظريف جاء إلى تركيا بعد جولة أجراها في سوريا في 16 أبريل، حيث اجتمع ببشار وكبار مسئولي النظام السوري ليبحث معهم في طرق تعزيز قبضة طهران في البلاد.

الجزء الظاهر من اللقاء الذي أجراه ظريف في تركيا، هو تناول الثلاثة المذكورين – بين سائر الأمور – العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون الاقتصادي وتطبيق الاتفاقيات الموقعة بينهما، وشكوة ظريف لمضيفيه من معاملة الولايات المتحدة لطهران، وما تتعرض له الأخيرة جراء ذلك من مشاكل وصعوبات جمة.

ولم ينس الوزير التركى أوغلو بالإشارة في المؤتمر الصحفي الذي جمعه بظريف إلى القرار الأمريكي الأخير بإدراج الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، معتبرا إياه " تطورا خطيرا قد يؤدى إلى فوضي" معربا عن بالغ قلقه إزاء التدخل الأمريكي الأخير في المنطقة، مع وعده بمساعدة ظهران على تجاوز العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها من قبل الولايات المتحدة وذلك من خلال منظومة تجارية بديلة يتم اعتمادها عبر القارة الأوروبية.

أما الجزء الغاطس في اللقاء والملفت الذي تصدر جدول الأعمال اللقاء المذكور، فكان الوضع الراهن في الساحتين السورية والليبية، ودور كل من تركيا وإيران بهاتين الساحتين في تفاقم أزمتهما السريع.

وما من شك في أن هذا اللقاء الثلاثي يلمح إلى لجوء كل من تركيا و إيران إلى أحضان بعضهما " بحثا عن الدفء والعزاء" مع تبادل الوعود والتعهدات بينهما بدعم ومساندة بعضهما البعض، بحسب رأى محللين وسياسيين مطلعين على كواليس الزيارة المشار إليها.

فالناظر إلى العلاقات التقليدية الوثيقة بين البلدين يدرك بلا أدنى شك أنها تعود إلى ضلوعهما العميق في توفير الرعاية والبيئة الحاضنة للكثير من الفصائل والجماعات الإرهابية المتشددة في منطقة الشرق الأوسط والمزعزعة للاستقرار في مختلف دول المنطقة منذ سنين طوال.

فإيران هي ولية أمر تنظيمات حزب الله وحماس في لبنان، وحركتى حماس والجهاد الإسلامي في قطاع غزة، فضلا عن نشاطها العسكري المكثف والمدمر في كل من سوريا واليمن والقارة الإفريقية.

ولا يخفي علينا بسط تركيا رعايتها على جماعة الإخوان الإرهابية وحركة حماس الموجودتين والنشيطتين داخل أراضيها، وتوفر لهما مبالغ كبيرة من المال من أجل دورهما التدميري والإرهابي، كما لا يخفي علينا ما تقوم به أنقرة من ضخ للأسلحة والذخائر إلى ليبيا بشكل مباشر، برغم حجم الجهود المبذولة دوليا وما يقوم به الجيش الوطنى الليبي من محاربة المليشيات المسلحة في طرابلس الممولين من تركيا وقطر، وإعادة الاستقرار والهدوء إلى البلاد.

ختاما فإنه آن الآوان أن تضطلع الدول الغربية بمسئوليتها والعمل على إعادة الاستقرار واستتباب الأمن في أقليم الشرق الأوسط وأن تستخدم أوراق الضغط الضرورية على صديقتيهما، تركيا وإيران، سعيا إلى إجبارهما على وقف تدفق السلاح إلى ساحات القتال في سوريا وليبيا واليمن ووقف رعايتهما للجماعات الإرهابية أيا كانت، ولا تكتفي بدور المشاهد والمستفيد في النهاية.