الكونفدرالية في أحضان الفارس الأبيض

لم يكن يوم الأحد 26 مايو يومًا عاديًا فى حياة عشاق وجماهير نادى الزمالك.. هذا اليوم الذى شهد أروع ملحمة كروية داخل المستطيل الأخضر باستاد برج العرب، سطرها نجوم الفريق الأول للكرة، بالفوز على فريق نهضة بركان المغربى، واحتضان كأس الكونفدرالية لأول مرة فى تاريخ النادى العريق، ليعيش بعدها جمهور القلعة البيضاء أسعد فترات حياته.

قدم نجوم الفريق الأبيض أروع سيمفونية خلال اللقاء الذى أقيم باستاد برج العرب، وعزفوا لحن الفوز على أوتار الفرح، ولعبوا بروح قتالية وتحملوا المسئولية ببسالة، وأظهروا روح عالية وإصرار على تحقيق الفوز وإسعاد الملايين من جماهيرهم.

واستطاع الفارس الأبيض تعويض هزيمته فى لقاء الذهاب بالمغرب، وفازوا على الفريق المغربى بهدف نظيف، من ضربة جزاء صحيحة، إحتسبها الحكم الأثيوبى، باملاك تسيميا، خلال الشوط الثانى بعد الرجوع لتقنية الـVAR التى أنصفت الزمالك وأحرز منها اللاعب محمود علاء، هدف المباراة الوحيد، ليعادل نتيجة مباراة الذهاب.

ثم لجأ الفريقان لركلات الترجيح لتحديد البطل، ويتقدم خالد بوطيب ويسجل أول ركلة للزمالك، بعدها يهدر حمدى لعشير أول ضربة لفريق نهضة بركان، بعد أن أطاح بالكرة بعيدًا عن مرمى محمود جنش، لتكون فاتحة خير على الزمالك الذى نجح فى أحراز الـ 4 ركلات الباقية، كان أخرها ركلة أحمد سيد زيزو والتى سددها داخل شباك الحارس المغربى محققًا البطولة للزمالك.

وبمجرد نجاح زيزو، فى تسجيل الركلة الخامسة، معلنًا فوز الفارس الأبيض بالكأس، تحول الملعب إلى مهرجان كبير للاحتفالات، وانهمرت دموع الملايين من جماهير الزمالك سواء ممن إحتشدوا بالملعب، أو من شاهدوا المباراة أمام الشاشات بعد أن حقق ناديهم الحلم الجميل، ليعيشوا ليلة رائعة، تحولت فيها الشوارع والميادين الى كرنفالًا كبيرًا للاحتفالات البيضاء.

كل الشكر والتقدير لجميع اللاعبين، والجهاز الفنى والإدارى بقيادة مستر جروس، الذين كانوا على قدر المسئولية، وتوجوا مجهودهم بالنصر الغالى الذى حقق حلم الزملكاوية بالفوز بالبطولة الأفريقية والعودة لمنصات التتويج الأفريقية بعد غياب دام 16 عامًا وبالتحديد منذ عام 2003 عندما حصد الزمالك لقب بطل السوبر الأفريقى وكان أيضًا على حساب أحد الأندية المغربية بعد الفوز على الوداد البيضاوى 1/3.

وكل التحية والتقدير والعرفان لجماهير الزمالك التى حضرت المباراة وإحتشدت بالألاف داخل مدرجات ستاد برج العرب، وعلى الرغم من مشقة السفر والصيام والحر الشديد إلا أنها تناست كل هذا وقدمت مثلًا رائعًا فى الوفاء والانتماء، وأعطت درسًا للجميع فى الرقى الأخلاقى والتشجيع المثالى والالتزام.