الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد رأفت أبو المعاطي يكتب: العفو من شيم الكرام‎

صدى البلد

كثير منا يظن أن العفو والتجاوز عن الاساءة يعٌنى الضعف والانكسار، وهذا غير صحيح، فالعفو والتجاوز قمَّة الشجاعة والامتنانِ، لاسيَّما إذا كان العفوُ عند المقدرة على الانتصار، فهو من الصفات النبيلة والخلق الحسن. 

العفو شِعار الأنقياء ذوي الحلم والنّفس الرضيّة، لأنَّ التنازل عن الحق نوع إيثار للآجل على العاجل، وبسط لخلق نقي ينفذ بقوة إلى شغاف قلوب الآخرين، فلا يملكون أمامه إلا إبداء نظرة إجلال وإكبار لمن هذه صفته. 

إن العفو عن الآخرين ليس بالأمر الهين، إذ له في النفس ثقل لا يتم التغلُّب عليه إلا بمصارعةِ حبِّ الانتصار والانتقام للنفس، ولا يكون ذلك إلا للأقوياء الذين استعصوا على حظوظ النّفس ورغباتها، غيرَ أنَّ التنازل عن الحقّ وملكةَ النفس عن إنفاذِه لهو دليلٌ على تجاوزِ المألوفِ وخَرق العادات. ومِن هنا يأتي التميُّز ، وهذا هو الشَّديد الممدوحُ الذي يملِك نفسه عند الغضب. 

مِن أحسن ما يستعين به الانسان على نفسه فيما يصيبه ، من أذى الناس وإساءتهم ، أن يتذكر رجاؤه لعفو الله عنه ، وستره عليه، يعني : عامل الناس من العفو والصفح ، بما تحب أن يعاملك به الله من ذلك ، والجزاء من جنس العمل. 

وفى نهاية شهر رمضان ندعو الله جميعًا " اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا" نطلب من الله ان يعفو عنا وان يتجاوز عن زلاتنا و أخطاؤنا وعلينا أيضًا ان نعفو ونسامح فأن العفو من شيم الكرام.