الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أعدمهم وعلقهم على الخوازيق.. قصة سفاح عثماني عشق تعذيب العرب ولم يجد الكفن بعد موته

صدى البلد

دمويته ومزاجه المتقلب جعله يسطر اسمه وسط سفاحين التاريخ، اقترن اسمه بالدم والقتل، فمات بنفس الطريقة والأسلوب الذي اتخذه منهاجا له، حارب باسم الدولة العثمانية والخلافة الإسلامية، فخلف وراءه مجزرة في حق الإنسانية، وجريمة في حق العرب الذين لطالما كرههم وعاداهم.

السلطان أحمد جمال باشا أو كما عرف بـ "جمال باشا"، واحد من الذين استخدمتهم الدولة العثمانية لإحكام سيطرتها في المنطقة العربية، باستبداد وعنف، وتلطخت يداه بدماء آلاف الأبرياء والمسلمين، الذين وقعوا تحت براثنه وأساليب القتل والتعذيب التي تفنن في قتلهم بها.



عين جمال باشا واليًا على سوريا وبلاد الشام عام 1915م إبان الحرب العالمية الأولى، ومع بداية توليه الحكم، أعرب لأهل الشام ولاءه لهم، وطمأنهم، وعمل على استقطابهم بأسلوبه وكلماته كالأفعى، متخفيا تحت قناع الخلافة الإسلامية، للاستفادة منهم في الحرب بتجنيدهم في الجيش العثماني، واستغلال مواردهم.

لم يدم ذلك القناع طويلا، فسرعان ما انكشفت دوافع جمال باشا الدفينة عقب فشل الحملة العثمانية على مصر، التي استهدفت طرد البريطانيين وإحكام سيطرتهم عليها، فعم الغضب على العثمانيين آنذاك، وعمى السخط عيونهم، فكانوا كالثور الهائج في وجه العرب، واستغل ما حدث ليحكم قبضته على السلطة بيدٍ من حديد، ويمارس سياسة البطش ضد كل من يخالفه الرأي، فضلًا عن إقصاء العناصر العربية من الإدارة واتخاذ القرارات، وإحلال العناصر التركية بديلًا عنها.



قام جمال باشا باعتقال المثقفين العرب بالشام، وتلفيق تهم التخابر والتجسس لهم لإعدامهم فى محاكمات صورية عرفية لم يراعِ فيها أعرافًا دولية ولا قانونية، ولا حتى أخلاقًا إسلامية، ولم تتسم بالحد الأدنى من معايير المحاكمات العادلة، وصدرت الأحكام الجاهزة بإعدام العديد من الأبرياء، ونفذت أحكام الإعدام شنقًا على دفعتين: واحدة في 21 أغسطس 1915م، وأخرى في 6 مايو 1916م، في كلٍ من ساحة البرج في بيروت، فسميت ساحة الشهداء، وساحة المرجة في دمشق.

تفنن السفاح العثماني في تعذيب معارضيه، بوضعهم على "الخازوق" تارة، وقلع أظافرهم تارة أخرى، كما عُرف عنه انحرافه وعدم التزامه بالأخلاق الإسلامية، فقد كان يحضر الحفلات الماجنة التي كانت تقيمها الجاليات الأوروبية، كما كانت تُغتصب النساء أمام أزواجهن في عصره من قبل أتباعه من الباشوات، وأصحاب المناصب الرفيعة والحظوة والقرب منه.



وبالرغم من الطغيان الذي عاش به السلطان العثماني، إلا أن نهايته كانت محتومة ودموية بالأسلوب نفسه الذي اتبعه، حتى قتل على يد شاب أرميني يدعى اسطفان زاغكيان، والذي قام بقتله بسبب أنه كان واحدًا ممن خططوا لتهجير الأرمن ضمن حركة واسعة عرفت بعملية "نيمسيس" أي العقاب.

وذكرت مصادر تاريخية، أنه بعد مقتل السفاح العثماني جمال باشا لم يجدوا كفنًا له، فاضطروا لتكفينه بملاءة، وبعد تكفينه لم يدفن لمدة أسبوع؛ لأن جثته كانت مخبأة في أحد المنازل في قرية "صفيان"؛ لأنها كانت مطلوبة من قبل الباشا الذي تسلم دفة الحكم بعده في الدولة العثمانية آنذاك التي تآمرت في قتله للتخلص منه.