في القرآن الكريم تكررت كلمة الشيطان ومشتقاتها 88 مرة، وقد أخبرنا تعالى عن عداوة الشيطان للإنسان، ووضح الأساليب التي يستخدمها الشيطان لإضلال بني آدم.
وللتغلب على العدو يجب معرفة أساليبه التي يستخدمها، فالشيطان يستخدم الوسوسة، وقد أخبرنا تعالى عن أنواع تلك الوساوس من الأذى والفحشاء والإساءة لله، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ. إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" البقرة 169-168، يحدث ذلك من خلال الأفكار السيئة ومنها إيذاء النفس والآخرين، وارتكاب الفواحش، والإساءة لله تعالى ولدينه ولرسله عليهم السلام.
والشيطان يوسوس وهو مستتر، فيتكلم معنا دون الإحساس به حتى نشعر بأننا نكلم أنفسنا وليس مع عدونا، قال تعالى: "مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ" الناس 4، فهو يتلاعب بالمشاعر حتى نتبع وسوسته ليصل لغرضه فيجعلنا نشرك ونكفر بالله، فإن لم يستطع فإنه يجعلنا نشك في الله.
وأسلوب الوسوسة استعمله الشيطان منذ البداية في التأثير على آدم وزوجه: "فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ. وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ" الأعراف 21-20، فالشيطان وسوس لهما بفكرة أن الله تعالى ما نهاهما عن الشجرة إلا أن يكونا ملكين أو من الخالدين, وحتى يصدقا وسوسته أقسم لهما أنه ينصحهما ليعطيهما الإحساس بالاطمئنان.
ومن أساليب الشيطان أيضًا التأجيل وطول الأمل، فمثلًا يمني الإنسان نفسه بالتوبة إلى الله بعد أن يكبر في السن، أو بعد أن يحج، هذا التسويف من فعل الشيطان.
وأحيانًا يوقعك في الغرور بأنك إنسان متميز لك علم لا يعرفه الآخرون، ولك أخلاق لن يصل إليها غيرك، هذا الغرور يفصل بينك وبين الله.
ويسعى الشيطان لأن يقع الإنسان بالصغائر، فإذا امتنع يغريه بالحلال من المتع فتشغله عن ذكر الله تعالى، فإذا امتنع الإنسان من أن ينشغل بالحلال سلك معه طريقًا آخر فيشغله بعمل ويبعده عما هو أفضل منه، فيشغله مثلًا بأن يحج كل عام مع وجود أولاد بأشد الحاجة إلى المال.