عاش هنا يوثق رحلة أبو العينين شعيشع مع كتاب الله وكواليس عدم استكمال دراسته وتسبب القصر الملكى فى دخوله الإذاعة ووصول أجره 25 جنيه
فى محافظة القاهرة وتحديدًا في 2 شارع السباق خلف حديقة الميرلاند – مصر الجديدة - القاهرة عاش القارئ الراحل أبو العينين شعيشع، الذى وثق جهاز التنسيق الحضارى منزله، من خلال وضع لافتة على باب العقار، توضح تاريخ الميلاد: 22/08/1922 ، وتاريخ الوفاة 23/06/2011 .
يأتى ذلك فى إطار مواصلة مشروع "عاش هنا"، أحد أهم المشروعات التي يشرف عليها جهاز التنسيق الحضاري التابع لوزارة الثقافة، جهوده في توثيق المباني والأماكن التي عاش فيها الفنانين والسينمائيين وأشهر الكتاب والموسيقيين والشعراء وأهم الفنانين التشكيليين والشخصيات التاريخية، التي ساهمت في إثراء الحركة الثقافية والفنية في مصر عبر تاريخ مصر الحديث.
ولد الشيخ أبو العينين شعيشع في مدينة ومركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ شمال مصر في 22 أغسطس 1922م، . حفظ القرآن، وذاع صيته صبيًا من خلال حفل أقيم بمدينة المنصورة سنة 1936. توفي يوم الخميس 21 رجب 1432 هـ الموافق 23 يونيو 2011م عن عمر يناهز 88 عامًا.
حفظ القرآن قبل سن العاشرة، وكان منذ صغره يهوى ويحب زيارة الكتاتيب الذين يحفظون ويرتلون القرآن، وكان يحب كذلك حضور الليالي التي يتواجد فيها القراء لتلاوة القرآن الكريم، إنه الشيخ أبو العينين شعيشع ابن محافظة كفر الشيخ المولود عام 1922م في مدينة بيلا.
حينما كان الشيخ طالبًا بمدرسة المنصورة الثانوية حكم عليه جميع الأساتذة بأنه لا يصلح لشيء، وذلك بسبب عدم التزامه بالدراسة والسبب سهراته في ليالي التي يحيها القراء والمنشدون، وكان الغريب في أمر الفتى الشاب أنه كان في الفصل وأثناء الدراسة يحرك شفتيه بكلام خافت، وكان الذين يجاورونه في الفصل يعلمون أنه يرتل القرآن!.. ولم يستمر الشيخ في دراسته.
وخرج الشيخ أبو العينين شعيشع إلى الشارع يسهر كثيرًا في ليالي القراءة ويحوم حول المنشدين في الأسواق ويطرب كلما سمع أن أحدًا من كبار القراء سيسهر الليل في المنصورة، وكان أخوه - الشيخ أحمد شعيشع - من مشاهير القراء في المنصورة، فكانت فرصة طيبة للشيخ أبو العينين شعيشع أن يذهب معه كل مساء إلى ليلة قراءة ليقابل مع أخوه القراء ويستمع لهم.
وسمع الشيخ في الليالي الكثيرة التي سهرها الشيخ عبدالفتاح الشعشاعي والشيخ محمد الصيفي والشيخ محمد رفعت، وذات ليلة كان الشيخ أحمد متعبًا، فحل محله الشيخ أبو العينين، وسمعه الشيخ محمد رفعت فأعجب به، وتنبأ له بمستقبل باهر، ثم لم يلبث الشيخ أن نزح إلى القاهرة وكان ذلك في عام 1942م، فلقد سمعه رجل من رجال القصر الملكي، فاستدعاه ليقرأ في الإذاعة ومنذ ذلك الحين والشيخ أبو العينين لا يفارق الشيخ رفعت، الذي اتخذ منه تلميذا له واتخذ الشيخ أبو العينين من القاهرة مقرًا له، ولم يلبث أن نزح إليها شقيقه أحمد بعد أن اعتزل القراءة في المنصورة وعاش ليرعى شئون أخيه.
وازداد شهرة الشيخ حتى أصبح من أعلى القراء أجرًا، حيث بلغ أجره 25 جنيهًا في عام 1948م عن كل قراءة في الإذاعة ومائة جنيه عند إحيائه الليلة الواحدة، وهو أجر كبير لم يصل إليه في تلك الأيام سوى 4 من كبار القراء: كمصطفى إسماعيل، وعبد الفتاح الشعشاعي، ومحمد الصيفي، والشيخ أبو العينين شعيشع.وفي بداية الستينات أصيب الشيخ بمرض خطير أثر على حباله الصوتية فلم يستطع القراءة، ومن ثم مات أخوه الشيخ أحمد الذي كان له بمثابة الوالد، ولكن الشيخ استطاع بالصبر والتوكل على الله أن يهزم المرض، وعاد إلى القراءة من جديد .
جدير بالذكر أن مشروع "عاش هنا" يتم بالتعاون مع الجهات والمؤسسات الفنية، ويستعان خلالها بالمُهتمين بتوثيق التراث الثقافي والفني في مصر لتدقيق المعلومات والبيانات التي يتم تجميعها.